روايه أصبحت خادمة لزوجي (حسناء) كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه هبه الفقي

موقع أيام نيوز

أفاقت ورأت ذلك الرجل الغريب حتي فزعت وهمت بالخروج وهنا يتدخل السائق قائلا ماتخافيش ي بنتي....أنا مش خاطڤك....خدي إشربي دا....لكنها رفضت بشده ثم قالت پخوف إنت مين....وجيت معاك إزاي.
فأجابها أنا ي ستي لقيتك مغمي عليكي ع الطريق فركبتك معايا لحد هنا....ودلوقتي أنا عايزك تقوليلي إنتي ساكنه فين عشان أوصلك .ولأن حسناء ساذجه وتثق بالناس سريعا صدقته..فهي هكذا دائما تعطي الثقة والأمان لمن هو جدير بذلك ومن لايستحق....فقالت شكرا ي عمو بس أنا بيتي بعيد وكده هأخرك ....وأنا مش عايزه أتعبك .
إبتسم لها ثم قال مافيش لا تعب ولا حاجه....وبعدين أنا بيتي كمان بعيد ويمكن نطلع ف طريق واحد ....ها قولي يلا العنوان .
وعندما أخبرته العنوان قال بتفاجأ دا احنا طلعنا جيران....وف نفس الشارع كمان.....بس أنا أول مره أشوفك ....وكاد أن يكمل كلامه ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه....وإنشغل بالرد ليترك تلك البائسه تفكر في مصيرها....فبماذا ستخبر أخيها عن سبب تأخيرها....بماذا ستعلل له عدم روجعها العمل مرة أخري هل سيصدقها...أم سيكون مصيرها الضړب والإهانه كالعادة...ماذا ضړب....لقد ضړبت كثيرا...أما يكفيني ذلك....فأنا تعبت....ليس لي أحدا في هذه الدنيا....ليس لي سندا....أين من كان درع حمايتي...تبا لك أيها التراب....فأنت تحتجز قطعه من قلبي....أصبحت روحي بعدها مهشمه جريحه لم تجد من يداويها....كنت كالعصفورة في قفصها الذهبي...جاهله لكل تلك القسۏة التي أصبحت محاطه بها الآن....لماذا الكل يعاملني بقسۏة....لماذا يستمتعون بإهانتي....لما أصبحت كالمنبوذه....هل أستحق كل ذلك الكره والنفور....لماذا دائما أنا المدانه وهم أصحاب الحق....متي سأنتهي من هذا كله وأحيا حياة مثلي كباقي الفتيات....أمن المعقول أن يأتي يوما وأجد من يحبني وأعيش معه الحياة السعيده التي لطالما حلمت بها....ولكن تمهلي ي حسناء لا تتخيلي كثيرا فهذا ليس من حقك....فأنتي لن تقعين في الحب بل تقعين في المشاكل والمصائب فقط....فهذا ملائما لكي أكثر....ماهذا الكلام ي حسناء كيف لكي أن تقولي هكذا....أليس لكي ربا كريما أعلم بما هو لكي أفضل....فلتصبري...وإن فرجه لقريب .
أفاقت من شرودها علي صوت السائق وهو يقول لأ ي حبيبتي نامي إنتي لأن أنا هتأخر .....خلي بالك من نفسك واقفلي الباب كويس....محمد رسول الله .
وهنا تذكرت حسناء والدها وكيف كان ېخاف عليها من كل شئ....وكيف كان دائم النصح والتوجيه لها ....افعلي هذا ولا تفعلي ذاك...احترسي...هل أكلتي...نامي باكرا...أين أنت ي أبي الآن لتري كيف أصبح حالي....لتري حياتي البائسه العاتمه....كنت لي كالنور ينير ظلمتي....رحمك الله ي أبي وأسكنك الفردوس الأعلي.
وعندما إنتهت من تذكر شريط أحزانها ذاك...لمحت صورة لفتاه تقريبا في نفس عمرها ملتصقه بالزجاج فتحدثت إلي السائق وهي تشير إليها هي دي بنتك.....فأومأ لها برأسه وقال أيوه...دي بنتي...دي الحاجه الوحيده اللي طلعت بيها من الدنيا .
حسناء ربنا يخليهالك.....هي إسمها إيه السائق إسمها مني....وإنتي إسمك إيه بقي 
حسناء أنا إسمي حسناء....ومن هنا دار بينهما حوار طويل إلي أن وصلا مقصدهما وعرفت حسناء مكان سكنه ووعدته بزياره قريبه للتعرف علي إبنته..وبعدها
إنصرفت لتذهب لمنزلها....وعندما أصبحت أمام باب الشقه مباشرة نظرت في ساعتها فوجدت أنا الساعه تجاوزت الواحدة مما زاد من خۏفها ولكن ماذا ستفعل فهي حتما ستدخل فإن لم يكن الآن متي سيكون
ظلت واقفه بضع ثوان حتي إستجمعت شجاعتها ثم دقت الباب ويديها ترتجف من الخۏف وبمجرد أن فتح الباب حتي سحبها أخيها من حجابها يبدو أنه كان ينتظرها وقال كنتي فين ي ي لحد دلوقتي
ثم صفها صفعه مدوية وأكمل كلامه ها ماتردي ي ....ولكن الآخري تنتحب فقط والأخر سيجن من عدم ردها وتلتها عدة صڤعات وهي مازالت لا تجيب فتحدث بصوت جهوري ماتردي ي بت إنتي مابتحسيش.
وهنا تدخلت خليفة إبليس لتقول عايزها ترد عليك تقولك
إيه يعني أكيد عامله عامله وخاېفه تقول....إنت اللي سيبتلها...أهي بقت وهتحط راسك ف الطين....شوفلك حل مع البت دي....ي ټقتلها وتحافظ علي شرفك ي تجوزها وتريحنا من مصايبها....الله أعلم هببت إيه ومش عايزه تقول .وكان كلامها ذاك كالبنزين الذي سكب علي الڼار وزادها إشتعالا فإزداد مازن من ضربه لحسناء...ولعل لذلك الضړب كان مقتصرا علي يده ولكن ذلك القاسې المجرد من الإنسانية خلع حزامه وظل يضربها به حتي فقدت وعيها.....ولم تقتصر القسۏة علي ذلك فقط بل والأدهي أنهم تركوها في مكانها وكأنها جمادا مجرد من الإحساس ليس له قيمة.
وبعدما حل الصباح وطلعت الشمس بنورها الذهبي إستيقظت نعمه وسارت خارج غرفتها وصولا إلي حسناء فتحدثت بصوت مرتفع قومي يلا ي سنيوره...إنتي هتفضلي نايمه كده كتير....ولكن حسناء من كثرة تعبها كنت تغط في نوم عميق ولم تستيقظ ولكي توقظها سكبت عليها الماء البارد....لتفزع تلك المسكينه وتقول حاضر حاضر ....خلاص صحيت أهو
فتحدثت نعمه قومي يلا ي هانم إعملي الفطار وروقي البيت....قبل ما أخوكي يصحي حاولت حسناء النهوض ولكن آلام جسدها منعتها وظلت هكذا لدقائق عاجزة عن الحركه فتتحدث تلك القاسيه پحده وهي تشدها من زراعها بطلي مياعه ي ختي....ماكنتش علقھ يعني....ماانتي متعوده علي كده....ويارته بيأثر فيكي....دا انتي عايزه كسر دماغك.
سارت حسناء وهي تبكي إلي أن دخلت المطبخ....وبعدما إنتهت من إعداد طعام الإفطار خرجت ووضعته علي الطاوله ثم ذهبت لتوقظ أخيها
جلست معهم وأكلت بعض اللقيمات وعندما همت بالنهوض تحدث مازن بعبوس ماتفكريش إن تأخيرك كل يوم والتاني دا عدي عليا....واللي عملته فيكي امبارح دا مايجيش ذره ف اللي هعمله فيكي لو عرفت إنك عامله حاجه من ورايا....وعشان كده انتي لازم تروحي مع أمي عند الداية حميده إنهارده بالليل .
كانت حسناء تسمع ودموعها تنساب دون توقف فهذا أقصي ما تستطيع فعله....حاولت أن تتكلم ولكن مازن قاطعها قائلا مالوش لازمه أي كلام هتقوليه....لأن مش هصدقك....ويلا قومي شوفي وراكي ايه عشان مش فاضي لعييطك دا ماهذا الأخ الغبي....كيف له أن يظن بإخته هكذا..أليس هو من المفترض أن يكون سندها بعد والدها....همت حسناء بالدخول لغرفتها ولكن استوقفتها نعمه قائلة بفظاظه استني ي هانم رايحه فين....روقي البيت الأول وبعد كده روحي ف الداهيه اللي تعجبك...لم تناقشها الأخري وإنما أحضرت المكنسه اليدويه وبدأت في التنظيف 
في بيت محمود السائق 
نجد العم محمود يسير بصينية موضوع عليها بعض الأطعمه وكأس من الحليب وبعض الحبوب العلاجيه متجها بها نحو غرفة صغيره نسبيا تقع مباشرة أمام المطبخ ثم يدق الباب برفق ليأتيه الرد سريعا فيفتح الباب ويضع ما بيده أمام تلك القصيره صاحبة البطن الكبير المنتفخ المستلقيه على ظهرها فتقول بعتاب ليه تعبت نفسك ي بابا...أنا كنت هعمل الفطار بس كنت مستنيه حضرتك تصحي....وبعدين ايه اللي مصحيك بدري كده . ليتحدث محمود ي ستي ولا يهمك....أنا أطول أعمل الفطار لحفيدتي العسوله اللي جايه ف الطريق .
مني بغيرة اه قول كده بقي....طب ايه رأيك بقي إني مش ناويه أفطرها إنهارده .فقهقه محمود ثم قال خلاص ي مني ماتزعليش....وبطلي غلبه بقي وخدي العلاج وإفطري عشان عايز أسألك علي حاجه مهمه .مني بفضول عايز تسأل في إيه ها....قول قول ي بابا محمود ياريتني ماقولتيلك....أنا عارف إنك زنانه ومش هتصبري لما تفطري .مني بدلع يعني أنا زنانه ي بابا....دا أنا حتي عسل وكيوت ومش زنانه خالص .محمود أيوه ما أنا عارف إنتي هتقوليلي .....المهم بقولك تعرفي واحده إسمها حسناء سامي جارتنا هنا ف الشارع . مني بإستغراب أيوه....بس حضرتك بتسأل ليه .
محمود هقولك بعدين....طب والبنت دي إيه رأيك فيها.....أخلاقها كويسه .مني بجديه أنا ماعرفهاش أوي....هي كانت زميلتي اه بس ماكنتش بشوفها كتير لأنها ماكنتش بتيجي غير ف الامتحانات....بس هي بنت طيبه وف حالها .محمود طب إيه رأيك فيها لمحمد إبن عمك . مني مناسبه جدا....حتي شبه بعض....طب حضرتك قولتيله ولا لسه .محمود ودا فعلا نفس رأيي....لأ لسه هقوله....كنت قايله يقابلني ع القهوه إنهارده قبل ما أروح الشغل....ثم قام من مقعده وقال أنا همشي دلوقتي عشان ما أتأخرش عليه....كلي كويس وخلي بالك من نفسك...ثم هم بالحديث ولكن قاطعته مني قائله واقفلي الباب كويس....وماتتعبيش نفسك ف مصالح البيت عشان البت....كده تمام ولا فيه أي أوامر تانيه....ابتسم محمود ثم قال لأ مافيش ي لمضه....وبعدما ودعها ودثرها بالغطاء جيدا خرج من المنزل متجها نحو القهوة القابعه في رأس الشارع .
في غرفة حمزة بالقصر 
نجد الغرفة مقلوبة رأسا علي عقب وكل ماهو معلق....ملقي علي الأرض وفي غير موضعه وكذلك مصير كل مايوجد في
الأدراج وكل ماهو مرتب...ثم يأتي حمزة من الأسفل وهو غاضب ويقول أكيد هي بنت اللي أخدت الساعه....والله لو طلعت معاكي لموديكي الحجز يروقكي هناك....ثم بدأ بالبحث مرة أخري ولكن بلا جدوي فلا زالت تلك الساعه مختفيه....تري
أين هي....ثم قال بصوت جهوري وهو يتجه إلي الخارج الساعه دي لو ما ظهرتش والله العظيم ماهرحم اللي أخدها....كان كل من في القصر يبحث عنها فهذه الساعه هي المفضله له من ضمن عشرات الساعات التي يمتلكها بالإضافه إلي كونها باهظة الثمن....فما لا تعرفوه عن حمزة أنه مولع بشراء الساعات الباهظه....ثم بعد ذلك خرج من القصر بأكمله وهو يكاد ينفجر من شدة غضبه .
الفصل الثامن 
في أحد مقاهي المنطقة التي تقطن بها حسناء 
نجد شابا وسيما إلي حد كبير قامته طويله...ملتحي بشرته سمراء...جسده مائلا للنحافه....ولمن لا يعرف من هذا....هذا محمد شابا في منتصف عقده الثاني خلوق وملتزم لين الطباع مجتهد تخرج من كلية التجاره ويعمل محاسبا في أحد البنوك الكبيره لا يعيش في هذه المنطقه الشعبيه ولكنه يتردد عليها كثيرا فهو يعيش بمفرده وليس له سوي عمه الحاج محمود سائق التاكسي....يجلس في ترقب لقدوم العم محمود...وماهي هي الا لحظات حتي أتي ليقف محمد ويحتضه ويقول إزيك ي عمي....ليك وحشه والله .محمود ي واد ي بكاش....دا أنت مطنشني خالص ولا بقيت بتسأل عليا....ولا بتيجي هنا زي الأول .محمد وهو يتنهد مش عارف أقولك إيه بس ي عمي أنا عارف إني مقصر ف حقك إنت ومني بس والله ڠصب عني....اليومين اللي فاتوا دول كانوا صعبين عليا جدا .محمود بقلق ليه ي بني....حصلك حاجه..إنت كويسمحمد أنا كويس والله بس كان فيه شوية مشاكل عندي ف الشغل....والحمدلله إتحلت....سيبك مني دلوقتي....أهم حاجه صحتك كويسه....ومني بخير .محمود الحمدلله ي ابني....إحنا بخير طول ما إنت بخير....كنت عايزك ف موضوع....فاضي دلوقتي ولا هعطلك .محمد لا ي عمي ولايهمك خد راحتك....موضوع إيه... خير ي رب .محمود كل خير ي بني ماتقلقش....أنا لقيتلك عروسه بس يارب تعجبك وتوافق عليها ومايبقاش مصيرها زي اللي قبلها .محمد ربنا يسهل وتطلع مناسبه....حضرتك عارف إني ماليش ف البنات الملاوعه بتاعت اليومين دول....كل اللي عايزه واحده بنت حلال تصوني وتراعي ربنا فيا وف بيتها . محمود ربنا ي
تم نسخ الرابط