روايه كاملة للكاتبة سيلا وليد مكتملة لجميع فصول الرواية عازف بنيران قلبي
نسيت الماضي.. او تقدر تقول أنا أوهمتهم بكدا
خيم الحزن على وجه حمزة فربت على كتفه وتحدث مواسيا
لازم تنسى الماضي عشان تعرف تعيش الحاضر ياراكان.. أوعى تفكر تمثيلك عليهم بيفرق معاهم.. ليه دايما بتحط صورة مش كويسة لنفسك قدام الكل
ارتسم تعبير مندهش ممزوج بالڠضب واستدار يتحدث بإستنكار
علشان أنا كدا بالفعل ياحمزة.. أنا واحد مش كويس.. وبلاش إنت اللي تتكلم وتقول كدا.. دا إحنا دفنينه سوا ياصاحبي
لا ياراكان إنت اللي دايما بتوهم نفسك وبتوهم اللي حواليك بكدا.. بلاش تخليني أتكلم كلامي هيزعلك.. احمد ربنا فيه اللي اتخان وقادر يوقف على رجله
والله واللي حصلي مش خېانة... قولي ياحضرة المحامي هي الخېانة إيه في منظورك غير الطعن في الضهر
تحرك حمزة عندما وجد النقاش بينهما سيؤلم احدهما
أشوفك بالليل ياراكان لحد ماتروق..
في مزرعة نوح
تجلس بمكتبها تراجع في بعض المراجع الخاصة بالنباتات... دلفت إحدى العاملات
والد حضرتك برة يابشمهندسة وعايز يقابلك لم تكد العاملة تكمل جملتها حتى تفاجئت من ذلك الصوت خلفها... صوتا تمنت انها تنساه للأبد
أشارت للعاملة بالذهاب.. دلف والدها وهو يبتسم بفخر
كدا ياأسوم بقى بابا ماوحشكيش ياحبيبتي
اشټعل ڠضبها بصورة كبيرة من حديثه فاحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها... عندما تذكرت مأساتها من ذلك الأب الذي أقل مايقال عنه سوى أنه أب في شهادة الميلاد فقط
جلست بمقابلته وشعور مقيت تشعر به اتجاهه.. حاولت السيطرة على حالها فأردفت
خير يابابا إيه اللي فكرك بيا... بقالنا كتير متقابلناش
جحظت أعين والدها من مقابتلها الجافة كما وصفها
دي مقابلتك لبابا ياأسما بعد شهر... ثم رفع نظره وتحدث بحزن عله يستعطفها
وحشتيني يابنتي هتفضلي مقاطعة ابوكي لحد إمتى
أمتقع لونها وانسحبت الډماء من أوردتها... عندما علمت هدفه من كلاماته
بابا لو سمحت مهما تعمل وتقول أنا هفضل زي ماأنا مستحيل اتجوز... وزي ماحضرتك شايف أنا مرتاحة في حياتي
وقف والدها وحاصرها وهي تجلس على مكتبها... قائلا بنبرة شيطانية مستهزئا
اوعي تفكري يابت إنك علشان اشتغلتي وقعدتي لوحدك تقدري تمشي كلامك على أبوكي... لا فوقي كدا وأعرفي اللي واقف قدامك دا منير العشري يابت
وضعت يديها على أذنيها وتحولت نظراتها إلى الكره الواضح فأشتعلت عيناها كجمرتين من اللهب الحارق وصړخت بوجهه
كفاية بقى إنت مبتزهقش... كل شوية منير العشري بن حضرة الضابط كاظم العشري
وقفت واتجهت له وكانت لحظات ڠضبها استحوزت عليها فلوحت بيديها وهي تتحدث
أسما كبرت ياحضرة منير العشري.. وبقت تعرف تاخد حقها من كل اللي أذوها... ماهو بنت الوز عوام.. وأنا أحييك علمتني كتيير أوي يامنير ياعشري
إقترب والدها وهو ينظر لها شرز
وياترى يابشمهندسة ابوكي آذاكي في إيه لدا كله.. المفروض تشكريني لولا اللي كنت بعمله مكنتيش وصلت لكدا.. وبقيتي الباشمهندسة اسما العشري
ضحكت بسخرية وهي تلطم يديها ببعضها البعض
دا مفيش حد آذاني أدك للأسف..
آه منكرش اني اتعلمت جبروتك واتعلمت أخد حقي.. لكن خسړت كتير اوي.. قاطعهم
دخول نوح
صباح الخير يااستاذ منير
أزدرد ريقها بصعوبة تستجمع بعض الكلمات التي هربت من بين شفتيها بسبب حالتها من دخول نوح
اهلا يادكتور نوح الحمدلله يابني إنك جيت وحضرتنا... علشان عايز أشكيلك من الباشمهندسة اللي مقاطعة ابوها دي...
نظرت لوالدها بعتاب بينما جلس نوح بمقابلتها ينظر لها بهدوء وتدارك توترها فتحدث
مزعلة والدك ليه ياأسما
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض من افصاح والدها بما يصير بينهما
ابتلعت غصة مؤلمة من نظرات نوح وأردفت
مفيش حاجة يادكتور سوء تفاهم عائلي بينا وهيتحل إن شاء الله.. مش محتاج للغرب التدخل.. مش كدا يابابا... أردفت بها وهي تنظر لوالدها حتى يخرجها من مأزقها الذي ألقاها به دون رحمة
مسح والدها على ذقنه بعلامة تفكير.. كأنه يستغل خجلها من نوح.. ثم أومأ بعينيه دلالة على فهم مايشير إليه
فعلا يادكتور... ممكن يكون مفهمتش بنتي كويس...
وقف نوح وابتعد ومازل مسلطا بصره عليها ثم تحدث
جيت أقولك ياأسما استلمنا خيول جديدة.. كنت عايزك تشوفيهم وتخلي الدكتور عاليا تشوفهم كويس
ابتسمت بسخرية وكأن قلبها موشوم بالۏجع الذي أهلك روحها من ذاك الرجل فأومأت إليه وهي ترمقه بعيونا حزينة
إن شاء الله يادكتور هكلم عاليا تشوفهم... ظل ينظر لها بعمق وثار تمرده عليها عندما وضعت حاجز بينهم ونادته بتكليف... مما اظلم عيناه عن وجعهاوتوجه بحديثه لوالدها
بلاش تزعل الباشمهندسة ياعم منير...
اقترب منير للخارج وهو يحدق إبنته ثم اتجه بنظره الى نوح
إن شاء الله يادكتور... وزي ماقولت لحضرتك سوء تفاهم
بالجامعة عند درة
جلست بالكافيه الخاص بالجامعة تنتظر محاضرتها التي ستبدأ بعد نصف ساعة.. وصلت أروى إليها تحمل كوبين من عصير الفراولة وجلست بمقابلتها
اشربي العصير دا هيروق دماغك وتعرفي تحلي الأسئلة صح
مسحت على وجهها پعنف قائلة بإنفعال
والله يابنتي حليت زيهم كتير قبل كدا معرفش ليه دماغي واقفة كدا
استمع عدي لحديثها صدفة الذي يقف خلفها.. فأقترب
مالك يادرة بتتخانقي مع نفسك ليه.. قالها بإستهزاء... نهضت تقف بمقابلته وصاحت بوجهه پغضب
ابعد عني ياعدي عشان متتهزأش زي كل مرة.. جذب مقعد وجلس بجوارهم وهو يطرق على الطاولة
وأنا بمۏت في التهزيق وخصوصا لما يكون من واحدة قمر زيك كدا
أمسكت