روايه ملكه على عرش السلطان كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه المبدعه إسراء علي
المحتويات
ب نفاذ صبر وهتفأنت عارفة إحنا بنتكلم ف إيه أصلا !
وب نبرة هجومية قالتمش بتتفقوا تحبسوني!
ضحك قصي للمرة الثانية هو يخفض رأسه لثوان ثم عاد يرفعها إليها تابع نظرتها المتحيرة وقد راقته تلك النظرة كثيرا ليردف بعدها ب هدوء ثلجي
أنت ناضجة بما فيه الكفاية عشان تبقي عارفة مصلحتك وأنا مملكش إني أحبسك أنت مش حيوان أليف
تدخلت سمية قائلة ب لطفسي قصي ميقصدش هو كان بيوصيني إني أجيبك فرح إبن الحج رزق عشان تهيصي وتريحي أعصابك شوية مش أكتر
رفعت ناظريها إليه ب عدم تصديق ليرفع منكبيه ردا على نظرتها لتعود وتنظر إلى سمية قائلة ب إرتباك حاولت إخفاءه ب حدتها
ولو برضو مش من حقه يفرض عليا أجي أو لأ
أتاها صوته الساخر من خلفهاأنا مبفرضش عليك يا سديم أنا سبق وقولتلك إنك ناضجة بما فيه الكفاية
كل الموضوع إن الحج حب يعزمك بس سي قصي قاله بلاش تكلمها عشان زمانها نايمة وهو هيخليني أجيبك
حكت سديم فروة رأسها
ب حرج ولكنها أبت إظهاره لتقول وهى تهم ب العودة إلى الداخل
أنا نازلة الشغل بعد إذنكوا
تركتهم وعادت إلى الداخل لتنظر سمية إلى قصي قائلة ب حرج
ضحك قصي ثم قال ب مزاحلأ يا سمية دي وحمة ربنا خلقها كدا تور بينطح
أتاهم صوتها الصارخ ب ڠضبسمعتك يا قليل الذوق يا عديم الإحتراك لمشاعر أثنى مرهفة الحس زيي
إرتفع حاجبي كلا من قصي وسمية ب دهشة ما لبثت أن تحولت إلى إبتسامة مشاكسة من قبل الأول ليهمس
مش معقولة دي بنت أبدا
إرتدت حقيبة سوداء وضعت بها متعلقاتها الشخصية وهاتفها الخلوي ثم إتجهت إلى خارج الغرفة
وجدت سمية قد حضرت الإفطار وتضع الشاي الساخن ب الأكواب توجهت سديم إلى أحد المقاعد لتلتقط أحد الأوراق الخاصة ب عملها
أنا حضرت الفطار يا ست سديم تعالي إفطري قبل ما تنزلي
ردت عليها سديم دون أن تنظر إليهامعلش يا سمية مش هقدر عشان إتأخرت
لتردف الأخرى ب عتابمينفعش تنزلي على لحم بطنك كدا تعالي كلي لقمتين وبعدين إنزلي
مش هقدر والله يلا باي
قصي باشا مانع خروجك لوحدك
رفعت حاجبها ب ذهول ما لبث أن تحول إلى ڠضب لتهدر
وهمسة مشاكسة أتت من خلفهاأنا قصي العمري
شهقت سديم
ب صدمة لتتراجع خطوتين وهي تراه يقف خلفها ب كامل أناقته يرتدي بنطال جينز أسود وقميص أبيض يلتصق ب جسده مظهرا عضلات صدره المتعرجة
صباح الخير
إستعادت سديم إتزانها لتتحول إلى قطة شرسة وهى تصرخ
على فكرة أنت بتتعدى حدودك معايا وأنا مش هسمح ب كدا
وب نبرة
أكثر ثقة أكملأنا متعدتش حدودي يا دكتورة أنا بحافظ على الأمن العام وسلامة المواطنين
أروحه
وأنا معنديش مانع
بساطة نبرته ب الحديث جعل
براكين الغيظ تشتعل ب داخلها وهي تقول ب حنق
أنت شارب إيه ع الصبح
وب نبرة مستفزة أردفقهوة سادة
أنا مش عارفة أنت مالك على الصبح بس أنا حقيقي مش فاضية ولازم أمشي
وأنا قولت معنديش مانع
يووووه أنا مش فاضية ل اللي ملوش مسمى اللي بتعمله دا
إبتسم قصي ب جانبيه وقالبصي يا ستي
قاطعته دون أن يكملمش هبص وأنا همشي دلوقتي والجدع فيكم يوقفني ساعتها هتصرف بطريقة مش حلوة
دفعت الحارسين ب غيظ رادفة
وسع أنت وهو
نظر الحارسين إلى قصي الذي أشار لهما ب الإبتعاد ليبتعدا وتعبر هي بقى ينظر إلى طيفها ب نظرة مطولة قبل أن يتنهد ثم توجه إليهما وقال ب هدوء
معلش يا رجالة خليكوا وراها لحد أما أستلمها منكوا بالليل
حاضر يا قصي باشا
توجه قصي إلى سيارته وإنطلق إلى عمله
كان يسبح ب سرعة چنونية منذ ما يقرب ساعة كلما تشوشت ذاكرته ما حدث بما يقرب السبع أعوام تزداد ملامحه قتامة ف يزداد عنفه وسرعته
تذكر عندما أتاه صديقه مهرولا يشكوه خائڤا مما سمعه هبط أسفل الماء ليجلس ب قاع حوض السباحة وحبس أنفاسه وما حدث يمر أمامه ك عرض سينمائي
عودة إلى وقت سابق
بعدما أنهى عمله وضع نظارته الطبية وقال ب هدوء لسكرتيرته
تمام كدا الوفد هيوصل بكرة الساعة عشرة الصبح مش عاوز غلطة
تمام يا مستر بعد إذن حضرتك
أشار إليها ب الإنصراف وما كادت أن تفتح الباب لتجد أحدهم يدفعه وملامحه تحمل جميع أنواع الړعب وب نبرة لاهثة هتف ب اسمه
أرسلان!!!
نهض أرسلان ب فزع وهو يرى صديقه ب تلك الحالة يرتدي زي الخدمة العسكرية ليتجه إليه وأمسك مرفقه مساعدا إياه على الجلوس
نظر إلى سكرتيرته وجأر ب حدة
ماية بسرعة
أومأت سريعا لتخرج عاد أرسلان ينظر إلى صديقه وتساءل
مالك يا مؤمن! إيه اللي حصلك وطلعت من الجيش إزاي! أنت مش أجازتك خلصت
نظر إليه المدعو مؤمن ب عينين خائفتين ثم أردف ب صوت خفيض مشدوه
أنا هربت
عودة إلى الوقت الحالي
صعد إلى سطح الماء بعدما فقد قدرته على التنفس مسح على وجهه ب عڼف ونظراته تتحول إلى أخرى سوداء ضم قبضته وضړب سطح الماء ب ڠضب ثم خرج من الماء نهائيا
إلتقط منشفة وجفف قطرات الماء عن جسده قبل أن يأتيه أحد حرسه يخبره وهو يقف ب إحترام
راحت لشغلها ف المستشفى يا باشا
أردف أرسلان ب جمودأنشر خبر مۏت مراتي ف ظرف نص الساعة عاوز الموضوع دا بيتكلم فيه الصغير قبل الكبير
حاضر
يا باشا
ألقى أرسلان المنشفة ب إهمال ثم جلس ليلتقط لفافة تبغ بنية اللون وأشعلها نظر إلى الفراغ قليلا قبل أن يردف ب خبث
مكنتش أعرف إن لقاءنا هيكون قريب كدا قريب أوي
تمدد فوق المقعد واضعا يده فوق عينيه وأخذ ېدخن ب هدوء وكأنه لم يكن يشتعل ب براكين الإنتقام والحقد منذ قليل
خطت ب ساقيها إلى داخل المشفى وجدت جميع الأعين مسلطة عليها ولكنها قابلتها ب كل شموخ لم تكن لتخاف ولكن همسة إلتقطتها أذنيها من أحد العاملين ب المشفى
هي رجعت عايشة إزاي! دا كدا حطها ف دماغه أكتر الدكتور التاني هرب بره البلد هنا عشان ميمسكوش
عضت سديم لسانها لتكبح رهبتها التي بدأت تظهر وأكملت سيرها المضطرب حتى وصلت إلى غرفة مكتبها
أبعدت الوسادة ثم نهضت ب عڼف وهى تتحرك ب الغرفة على غير هدى مسحت على خصلاتها وهمست
أنا لازم أمشي من هنا هو عاوز مني إيه!
أخرجت هاتفها لتحادث أبيها ثوان وأتاها صوته المرح
الإبنة العاقة اللي سافرت ومعبرتش أبوها ب كلمني شكرا حتى
ضحكت سديم ف هي تحتاج إلى أن تضحك وب شدة لتقول بعد عدة لحظات
إحنا أسفين يا باشا عامل إيه!
الحمد لله
أنت اللي عاملة إيه حد بيضايق هناك!
إبتسمت ب سخرية لاذعة ترى أتخبره أم لا! ولكن ماذا سيفعل والدها القعيد تنهدت ثم قالت ب نبرة جاهدت أن تكون طبيعية
أنا كويسة ومتخافش محدش يقدر يضايق سديم
أتاها صوت والدها مؤكداعارف يا حبيبتي بس أنت عارفة مبرتاحش إلا وأنت قدام عيني
إبتسمت سديم ب خفة تعشق والدها
وهو يعشقها ك أي إبنة صحيح علاقتهما تقتصر على الإبنة و الوالد ولا توجد علاقة صداقة بينهما ولكن يظل أباها لم يدللها وهي تشكره لذلك إلا أنه حنون كما كان دائما مع والدتها قبل أن ټتوفى
عاد صوت والدها يصدح ولكن هذه المرة ب جدية
زميلك سليم كلمني وقالي أنه هيحاول يتصرف ف موضوع النقل دا وتبادل الأسماء قالي الموضوع مش هيطول أوي
تهللت أسارير سديم وهي تقول ب تفاؤلبجد يابابا! أنا فكرته هيخلع طلع راجل
ابن حلال
خيم الصمت ثوان قبل أن تردف سديم
بتاخد أدويتك يا بابا!
إستطاعت أن تستشعر إبتسامته وهو يقول ب مكر شاب لا يليق ب عمره المتجاوز للأربعين
الممرضة الجديدة ممتازة
ضيقت سديم عيناها وقالت ب سخريةممتازة ولا حلوة!
الأتنين
ضړبت سديم جبهتها ثم تشدقت ب نفاذ صبر ونبرة يائسة
يابابا عيب اللي بتعمله دا دي بنات ناس برضو
رد عليها والدها ب براءةأنا قولت إيه بس! أنا بس بقول رأيي مش أكتر
همهمتواللي بيحصلي دا بسبب عمايلك المراهقة دي
لم يفهم والدها ما تقول ليسألها ب عدم فهم
بتقولي إيه يا بت أنت!
ب نبرة صفراء ك إبتسامتها أجابتبقول خد بالك من نفسك يا بابا
طب يلا أقفلي عشان مرات أبوك جت
نظرت سديم إلى الهاتف ب ذهول لما تفوه به أباها منذ لحظات حركت رأسها يأسا ومن ثم همست
مش هتتغير أبدا يا بابا
إنتفضت على صوت الباب الذي فتح ب همجية لتلتفت هي ب ڠضب ولكن قبل أن تتفوه ب كلمة كانت الممرضة القصيرة تهتف
سمعتي آخر الأخبار يا دكتورة!
عقدت سديم حاجبيها وتساءلتأخبار إيه!
إرتفع حاجبيها المعقودين وهي ترى الممرضة ټضرب وجنتيها ب حسرة قائلة ب نواح
مرات الشيطان ماټت النهاردة
وكأن أحدهم ضړب أذنيها ب قوة ف أصمتها ظلت تنظر إلى الممرضة ب غرابة ساد الصمت والذهول لفترة طويلة قبل أن تقطعها سديم ب صوتها الغريب وكأنها منفصلة عن العالم الواقعي
معلش مين ماټ!
تحدثت الممرضة ب شفقةمرات الشيطان اللي روحتيله إمبارح ماټت النهاردة
همست ب كلمة واحدةأخرجي
وضعت سديم رأسها فوق حافة المكتب لتحرك الممرضة فمها ب حركة شعبية ثم خرجت دون حديث
كانت عينا سديم متسعة ب قوة وعبارة واحدة تتبادر إلى ذهنها
موعد اللقاء الأقرب قد حان
إهربي يا سديم
توجهت إلى المنزل ب خطى متثاقلة غير واعية لذلك الشخصين خلفها صعدت درجات السلم حتى وصلت إلى طابقها
فتحت الباب ودلفت ألقت حقيبتها ب إهمال ونزعت سترتها الجينز تبعها حذائها ذو الكعب ثم توجهت إلى المرحاض
عادت إلى غرفتها وبدلت ثيابها تسطحت على الفراش ونامت تتلمس الهروب
بعد ثلاث ساعات
إستيقظت على صوت طرق عڼيف إنتفضت جالسة وقد علت ضربات قلبها بسرعة مخيفة نهضت ب ساقين ترتعشان حتى وصلت إلى الباب وب نبرة مهزوزة
مين!!
لحظات لم يأتها الرد ف أحست أنها قد توقفت عن التنفس وأنها ستموت لا محالة ولكن
صوت أنثوي تعرفه جيدا جاءها
ست سديم! بقالي ساعة بخبط
عادت تتنفس من جديد وقد هدأت ضربات قلبها لتفتح الباب ثم قالت ب نبرة متهدجة
معلش كنت نايمة
شهقت سمية قائلة ب حرجيووه معلش يا ست سديم صحيتك
لا ولا يهمك تعالي إتفضلي
نظرت سديم ب تفحص إلى عباءتها السوداء ولكنها مطرزة ب خطوط فضية مبهرجة وكذلك وشاح الرأس المتماثل مع العباءة
جلست فوق الأريكة وقالت ب إبتسامتها المعتادة
مش ناوية تيجي الفرح
إمتعضت ملامحها وهى تردلأ معلش مش قادرة
خفتت إبتسامة سمية وقالتليه بس يا ست سديم! دا حتى العمارة كلها رايحة وسي قصي مش عاوز يسيبك فيها لوحدك
وعند عبارة ب مفردها إرتعدت عندما تخيلت أنها ستكون فريسة سهلة المنال بين يديه
متابعة القراءة