روايه رائعه للكاتبة زينب مصطفى كاملة لجميع فصول الرواية (عمر الرشيدي)

موقع أيام نيوز


تحت المياه بسكون علها تغسل ولو قليلا من دموعها و وألامها
بعد قليل...
خرجت حبيبه من الحمام لتتفاجأ بعمر ينتظرها
..
فرفعت حاجبها بدهشه وهو تراه يلف يده حول 
على الاريكه ويجلس بجانبها وهو يرفع الغطاء عن الطعام الموجود على المائده أمامهم ويقول بندم وهو يلاحظ انتفاخ عينيها واحمرارهم من اثر البكاء
خلينا نقعد نفطر الاول وبعدين ننزل ..

حبيبه مقاطعه بدهشه
نفطر..نفطر ايه انت مچنون عاوزني اقعد افطر معاك وبعدين نروح نتطلق..
عمر ببرود
ايوه هتفطري وتشربي العصير و بعدين هنروح نتزفت..اتفضلي افطري و مش عاوز اعتراض..
ليتابع بجديه اثارت دهشتها
في فطار يبقى في طلاق.. مفيش فطار يبقى مش مطلق واعملي الي انتي عوزاه..
حبيبه بدهشه غاضبه
انت سامع انت بتقول ايه... دا كلام ناس مجانين .. انا قايمه ماشيه من هنا
ثم حاولت النهوض پغضب الا انها توقفت وهي تستمع اليه يقول بصوت مخيف شديد الصرامه
اقعدي افطري ياحبيبه والا اقسم بالله هتشوفي مني وش هيندمك على كل الكلام الفارغ الي قاعده تقوليه من الصبح.. يلا كلي ..افتحي بوقك..
ابتلعت حبيبه ريقها پخوف وهي تفتح فمها لا اراديا وهو يطعمها بيده عدة مرات ثم قال پغضب وهو يعطيها حوب من عصير البرتفاة الطازج..
اشربي العصير ..
تناولت حبيبه الكوب بسرعه وحاولت شربه الا انها توقفت فجأه ودموعها تسيل وهي تقول بتأفف شديد
مش قادره العصير ده ريحته وطعمه وحش اوي..
تناول عمر الكوب من يدها ثم تشممه وهو يقول بدهشه
ريحته وحشه...وحشه إزاي ..
ثم تابع بحيره..
العصير مفيهوش حاجه وريحته وطعمه كويسين 
ثم انتبه وهو يقول فجأه
أه..فعلا عندك حق هو فعلا ريحته وطعمه مش كويسين ..طيب تحبي اخليهم يجبولك عصير ايه..
حبيبه پغضب وتأفف
مش عاوزه حاجه وبعدين احنا رايحين نتطلق وانت عمال تأكلني وبتسئلني عن العصير ..
عمر بارتباك..
عادي ..ماهو انتي لازم تفطري على الاقل عشان اضمن انك مش هتقعي من طولك و يغمى عليك انا مش فاضي للدلع بتاعك ..
تركت حبيبه المائده وهي تقول بارتعاش
متخافش انا مش هيغمى عليا تاني ..بس ياريت تتفضل وتجيب المأذون وتخلصني علشان ارجع لبيتي وشغلي..
نهض عمر وتأملها وهو يلعن نفسه لتسببه الدائم في ايلامها حتى وهو يحاول حمايتها
ليقول بندم ...
طيب يلا بينا ..المأذون مستنينا
تحت..
هزت حبيبه رأسها پألم وهي تتقدم امامه في طريقها للاسفل ..
ليرتفع فجأه صوت دقات هادئه ثم تبعها دخول جدته التي دخلت بهدوء ثم قالت بصرامه
عمر انا مستنياك في اوضة مكتبك ياريت تحصلني
تنهد عمر بضيق وهو يعلم طبيعة الحديث الذي تريد جدته ان تحدثه فيه
فمال على جبين حبيبه النائمه وهو يحكم الغطاء من حولها جيدا ثم يغلق الباب من خلفه بهدوء شديد ثم تبع جدته الى غرفة المكتب
ليجد جدته تجلس على مقعد مريح وهي تستند على عصاها وتتأمله پغضب ثم تقول بجديه..
ممكن تفهمني انت قاعد جنبها بتعمل ايه .. اظن كفايه اوي كده وتسيبها في حالها احسن ..
عمر پغضب واستنكار
أسيبها..انتي بتقولي ايه
الجده پغضب مماثل
الي سمعته واظن كفايه مرمطه وبهدله في الغلبانه دي لحد كده
________________________________________
..
عمر بصوت خفيض وهو يحاول السيطره على غضبه..
حبيبه مراتي ومش هاسيبها وانا مش صغير يا جدتي وعارف انا بعمل ايه
الجده پغضب
وانا كمان مش صغيره يا عمر وحبيبه مسئوله مني ومش هسمحلك تبهدلها معاك اكتر من كده
عمر پغضب مكتوم
والمطلوب
الجده بصرامه
تطلقها..
عمر بصرامه اشد
لاء..
ثم اشار لها بالصمت وهو يقول بجديه
و ما تكملي كلامك ..اعرفي ان ده الموضوع الوحيد الي كلامك فيه هايخليكي تخسريني
نظرت له الجده بتفكير ثم قالت بهدوء..
للدرجادي..
عمر بجديه
ايوه للدرجادي واكتر كمان..فياريت بلاش تتكلم تاني في الموضوع دهعلشان متخسرنيش
الجده بتصميم
طيب على الاقل فهمني..الي 
بيحصل ده تبريره ايه..
عمر بحزم..
انا مش هقدر ابررلك اي حاجه دلوقتي بس ياريت تثقي فيا وتعرفي اني مبعملش اي حاجه من غير سبب
الجده بجديه
يبقى على الاقل تجاوبني وبصراحه بتحبها..
عمر بهدوء
جدا..واكتر ما انتي ممكن تتخيلي
تنهدت الجده وهي تقول بحيره
وانا مصدقاك يا عمر بس ياريت تفكر هتعمل معاها ايه لما تفوق لاني حاسه ان المره دي هتبقى غير كل مره ..
ثم توجهت بتعب الى لباب الغرفه..الا ان صوت عمر المتردد استوقفها
جدتي....
إلتفتت الجده تنظر اليه بتساؤل
حبيبه حامل..
نظرت الجده اليه پصدمه ثم قالت بلهفه وهي تكاد ان تترنح
ايه..انت بتقول ايه..انت بتتكلم بجد.. حبيبه حامل..
اشار لها بالهدوء وهو يسرع اليها يسندها وهي تتابع بفرحه هيستيريه وعينيها ممتلئه بدموع الفرحه
بجد ..بجد يا عمر حبيبه حامل ..يا حبيبتي ..انا عاوزه املا الدنيا زغاريد بس..بس مبعرفش..
ثم تابعت
بفرحه شديده
حبيبه حامل..الحمد لله..الحمد لله
عمر
بجديه..
اهدي بس يا جدتي واسمعيني..انا مش عاوز اي حد يعرف بالحمل ده ولا حتى حبيبه نفسها..
الجده بدهشه
ايه..مش عاوز تعرف حد ولا حتى حبيبه طب إزاي
ثم تابعت بعتب
ليه كده يا ابني.. دي اول فرحتنا 
انا مبقتش فهماك
عمر بهدوء 
معلش دا لمصلحتنا ولمصلحة حبيبه ..
ثم تابع وهو يجلس جدته خوفا عليها وهو يراها ترتعش من شدة الانفعال والفرحه
انا عارف انك بتثقي فيا وهاتسعاديني عشان احمي حبيبه واحمي حفيدك كمان..
الجده بقلق
تحميهم من ايه بس .. ما تفهمني فيه ايه
رفع عمر يديها 
مبخافيش ياست الكل انا عارف
 

تم نسخ الرابط