روايه لم تكن خطيئتي كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه سهام صادق
المحتويات
عليها يرمقها وهي تبكي بضعف
انا كان قلبي حاسس ان في حاجه حصلتلك ده انتي كنتي متحمسه للشغلانه وفرحانه ليه ياقدر مجتيش تحكيلي انه بيهددك وخلي مديرك يتحرش بيكي
تعالت شهقاتها بأنكسار تقبض فوق عباءتها المنزليه پقهر
عشان خاطر عمر هو مصدق يتجوز لبنى وعايشين مبسوطين
واردفت وهي تطرق رأسها
احنا مش اد الراجل ده ده راجل مفتري وشړاني
عياله وتكسبي فيهم ثواب وانتي خلاص عدتك خلصت وتقدري تتجوزي
رنين هاتفها جعل منير ينهض من فوق مقعده يظن ان المتصل ليس إلا عمر وقد اتي اتصاله بوقته
ده اكيد عمر
التقط هاتفها تتوسل اليه بنظراتها
بلاش ياخالي عمر مستني طفل ولبنى ملهاش ذنب
ده رقم مش دولي
لتشهق خوفا ان يكون اتصالا من عاصم يهددها على عدم تنفيذ اوامره
مين معايا
طالع شهاب هاتفه متعجبا
رد يازباله ياحقير بقى بتتشطر على الولايا
توقف منير عن سبابه يرفع حاحبيه متعجبا الي ان استخرت ملامحه
اسف يابني بس ابن اخوك الله يسامحه
وهنا أدرك شهاب ان عاصم لم ولن يكف عن اذيتها فالنتيحه واضحه
وتلك المره كان بكاء قدر بأحساسها بالأمان بوجوده خالها معها ورغم انها تعلم انه أضعف من ان يقف في وجه تلك العائله الا ان بضعة كلمات جعلتها تدرك انها ليست وحيدة
لم يترك خالها شيئا عن حياتها الا وأخبره به وشهاب يجلس أمامه يستمع اليه
بس انت يابني كنت جاي ليه
ابتسم شهاب بهدوء يعتدل في جلسته فتلك الزيارة لم يكن ينتويها فكل ما كان عازم عليه اعتذار دبلوماسي عن نسيانه لامرها واخبارها ان تذهب لإحدى الشركات لتقديم ورقها ولكن ما سمعه عبر الهاتف وما فعله ابن أخيه مجددا بعقل غائب ولا يمت للرجال بصله جعله يأتي إليهم
قرار لا يعرف كيف اتخذه ونطق به ولكن شيئا غريبا كان يدفعه
انا يشرفني اطلب منك ايد قدر يااستاذ منير
الصدمه كانت مرتسمة فوق ملامحها لا تصدق انه أتي لعرض الزواج عليها لم تشعر بأغلاق خالها لباب الشقة بعدما ودع شهاب يخبره ان ينتظر ردا منه خلال أيام
رفعت عيناها نحوه تستنكر تلك العباره فأي عروس يتحدث عنها خالها
عروسه ايه ياخالي الراجل شكله عايز يتجوزني عشان ابن اخوه ميروحش في داهيه
لا عروسه ياقدر والراجل طلب ايدك وانا مبدئيا موافق
ديه فرصه ياعبيطه متتعوضش
فرصه !
تنهد منير وهو يجلس جوارها
ايوه فرصه راجل مقتدر ودوغري ودخل البيت من بابه ويعتبر من العيله وانتي جميله والف واحد يتمناكي
ياخالي انت مش فاهم حاجه
نهضت من جواره تجلب كأس الماء الموضوع فوق الطاوله ترتشف منه القليل
فأتجها منير نحوها يربت فوق كتفيها
فكري ياقدر كويس في طلبه واه تحمي نفسك من شړ ابن اخوه
شرد في أفكاره وماهو مقبل عليه لا يعرف أكان قرار صائب ام خطأ سيندم عليه فيما بعد لا ينكر انها جميله وهادئه وانه لم يخطط لهذا الطلب فقد خانه عقله قبل لسانه ليندفع يطلب يدها دون تخطيط
زفر أنفاسه وهو يشعر بالتخبط فعودة شيرين لمحيطه جعله يتخذ قرار الزواج ثانية وكأنه يهرب من لحظة احتمال رجوعهما
تشتت وضياع كان يغمره فمسح فوق وجهه ينتبه لصوت سائقه
تليفونك يابيه بيرن بقاله فتره
اطلق تنهيده قويه من اعماقه وهو يخرج هاتفه من جيب سترته ينظر لرقم المتصل
ايوه يا أدهم كتب كتاب مين انت بتقول ايه
كل شئ صار كما تم ترتيبه زيجة رغم ان لا مفر منها لباقي العمر الا انها أعطته جميع الصلاحيات ولكن هي لم يكن الا خلاصا وحمايه لها وأدت أحلامها في طي النسيان فلم يبقى لها إلا حلم استكمال دراستها
اقترب منها بملامح لا يظهر بها شئ
مبروك
قبضت فوق قماش فستانها تخفض عيناها نحو كفوفها المضمومه
أنتي اكيد فاهمه وعرفه سبب جوازنا
اماءت برأسها دون النظر اليه ليتنهد أدهم بسأم من صمتها
بكره هنسافر القاهره وتعليمك وهتكمليه وكده اكون عملت المطلوب مني
القي بكلماته وكأنه يحفظهم بترتيب لينصرف بعدها يتركها في دوامة أفكارها
تفاجئ الحج محمود مما يخبره به شقيقه غير مصدقا انه سيتزوج والاغرب كان بالنسبة له العروس
عاصم السبب مش كده
ياخوي
اقترب شهاب من مكان جلوسه يجلس جواره
عاصم السبب اني اشوفها لكن اتجوزها اكيد لاء
تبدلت ملامح الحج محمود وهو يستمع لجواب شقيقه الذي استحسنه يدب بعصاه فوق ارضيه الغرفه
اظاهر ان عيلة الدكتور نسبنا منهم بيكبر على بركة الله
كان يعرف تماما أين سيجده ولم يخيب حسه طالعه وهو يقف شاردا يداعب فرسه اقترب منه يربت فوق كتفه يزفر أنفاسه
انا عارف انك سمعتنا
رمقة عاصم بنظرات
ساخره وعاد يداعب فرسه
هتتجوزها عشان تحميها مني اول مره تعمل خطوه مش مدروسه ياشهاب بيه انا كده كده كنت بدأت ازهق
وتجمدت ملامحه وهو ينظر للمساحه الواسعه من الأراضي التي أمامه وملك للعائلة
لتاني مره بتكسروني قدام الدكتور هيفضل العاړ ديما قدام عيني وشايفه في نظراته
قولتلك ان عمر ميعرفش حاجه ياعاصم
قولتلك كان عارف ليه مش مصدق كان خاېف مني هددته بكل حاجه ممكن ېخاف عليها لكن في الآخر انتوا عملتوا ايه كسرتوني
واشتعلت عيناه ڠصبا وهو ينظر اليه
انت بالذات كسرتني لأنك عارف عارف انا ليه بعمل كده مفيش مبرر قدمهم غير اني قاسې بس القاسې ده عاره كل يوم بيشوفه قدام عينه
عاصم انا
دفعه بقوة لم يقصدها مما جعل شهاب ينبطح أرضا
انهار دون اراده منه يجثي بركبتيه بجوار شهاب الذي سقطت دموعه رغما عنه
كان يعلم تماما ان عاصم يخبئ الكثيرعن علاقته بخديجه حتى أنه ترك للجميع رؤيته بأنه الزوج الذي اطفئ زهرة شباب زوجته فاراحها المۏت من زوجها القاسې
كنت شايفها انها زهره عمري الهديه اللي ادتوهاني لبست البدله وکرهت جهلي عشان اعجبها
وضحك ساخرا وهو يتذكر كيف كان يقف امام المرآة لساعات حتي ينسق الوان ملابسه ويغير تسريحة شعره من أجلها
قدامكم كنت عاصم القاسې اللي بيداري ناقصه ما انا هكون ايه وسطكم مفلحتش في التعليم قولتوا هو ده اللي هيناسب الأرض ويفضل هنا يراعي مصالحنا
كفايه ياعاصم خديجه والدكتور ماتوا وانت اخدت حقك عايز ايه تاني شرفك وأخدته ومحدش عارف خديجه ماټت ازاي ولا اهل الدكتور
التمعت عيناه لينفجر بعدها ضاحكا بقوه
الدكتور عارف عمر عارف اني اقتلتهم مش قولتلك انت السبب
اغمض شهاب عيناه فلم يشك للحظه
ان عمر يعرف بشئ ولكن من ماذا سيخافون فالقضيه كانت قضية شرف وانتهى أمرها بالستر دون ڤضيحه
عمر لو كان عايز يفضحك كان فضحك من زمان وبدل ما انت كنت بتهدده وبتدوس عليه فضل ساكت ومفهم الكل ان سبب عدائكم رفضك للنسب وابن عمها طالب ايدها من زمان
نهض شهاب من رقدته ينفض ثيابه وعيناه عالقه بنظراته الساهمه وانفاسه المتسارعة
فكر ياعاصم بهدوء انت اللي بتخلق عداوة وبتنبش في
الماضي لا أدهم ولا أبوك هيتحملوا يعرفوا الحقيقه ولو كنت انا اتحملتها فكل ده عشانك وعشان ذكراها وسيرتها تفضل طول العمر طيبه
واردف بحسرة وهي يتذكر كيف كانت غالية على قلبه
اللي ماټت كانت بنت اخويا قبل ما تكون مراتك انا سلمتها ليك ورده مفتحه كلها حياه لكن انت بقسوتك خليتها تدور على حد تلاقي معاه الحنان
وانصرف بعد كلماته الاخيره يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يقوي على السير
وبعزم قوته طرق عاصم فوق التراب ېصرخ من قهره وقف شهاب يغمض عيناه بقوه يتمنى لو لم يعش كل منهما هذا الآلم
ففاجعة مۏت طفله جاءت بعد أشهر من مۏت خديجة ليشعر بالټحطم
وهاهي الذكرى السابعه تقترب ولم يتركه الماضي للحظه يهنأ
ولكن عندما تحركت من مكانها وجدته قد عاد مجددا لتتقابل عيناهم يسألها بخشونه وهو يتحاشا النظر إليها
صاحيه ليه لحد دلوقتي
تمسكت بكأس الماء تبتلع لعابها
انا همشي خلاص من هنا وهريحك من شوفتي
تنهد حامد پغضب يبعد انظاره عنها
يخشى النظر إليها فيري فيروز في عينيها
هيكون احسن لينا كلنا وجودك من البدايه مكنش مرحب بي يابنت فيروز
انا بنت إبراهيم العزيزي مش بنت فيروز مش بنت الرقاصه
صړخت دون اراده فقد سأمت من هذا النداء ومن كرهه احتدت نظرات حامد وهو يرمقها
محدش اتظلم في الحكايه غيري انا اتربيت يتيمة وانا ليا اب
واردفت بحسره فالسنوات عاشت تري نفسها انها ابنة راقصه والراقصه لا تنجب الا راقصه
الكل بقى شايفني اني هكون زيها شيلتوني ذنب معملتهوش
واغمضت عينيها تتذكر عبارات زوج خالتها الجارحه
رمتني لخالتي عشان مقفش قدام مستقبلها مفتكرتنيش غير قبل ما ټموت زي ما هو برضوه افتكرني في مرضه
اهتزت شفتي حامد يلجم لسانه حتى لا يعترف لها بالحقيقه فهو لا يكرهها انما يكره فيرو ولكن كبرياءه وقسوه قلبه اغلقت كل شئ ليعطيها ظهره راحلا من أمامها
التقط منير منها الهاتف وقد مل من شرحها لشقيقها سبب طلاقها
مش وقت شرح ولوم اللي حصل حصل وانا هنا موجود معاها
هدأت ثورة عمر اخيرا وداخله شعور قوي بالندم من اهماله لها واتصالاته التي تأتي كل فترات بعيدة
اسمعني كويس ياعمر
اتسعت عينيها خوفا مما هو قدم ونظرت له برجاء وهي تهمس
اوعي تقوله حاجه ياخالي
تعلقت نظرات منير بها ورغم تصميمه من قبل لابلاغه عما فعله عاصم معها وتهديده لها إلا أنه تراجع بعد عرض الزواج الذي قدمه شهاب وقد نال الرجل استحسانه
عم مراتك طلب ايدها للجواز ايوه شهاب بيه متفاجئ ليه
عرفنا ازاي الراجل ياسيدي جيه يسأل عننا فشافها وعجبته مش بينا قرابه ولا ايه
واردف منير وقد ضاق صدره من كثر تساؤلاته
اختك مش موافقه على الراجل فتقنعها لا الا انتوا لا ولاد اختي ولا اعرفكم
جحظت عين قدر وهي تسمع اخر حديث خالها فالأول مره يتهم لأمر شئ يخصهم لتلك الدرجه القى الهاتف لها بعدما ضجر
خدي كلمي اخوكي الواحد زهق من غباوتكم
ورحل صاڤعا الباب خلفه تحت نظراتها المصدومه
معقوله ياعمر عمي شهاب هيتجوز قدر
تسألت لبنى وهي تقترب منه وقد أصبحت شديده النحول وارهقها الحمل بشده
مش مستوعب اللي بيحصل وليه شهاب بيه مبلغنيش
قطبت حاجبيها لټضرب جبهتها متذكره مشاغلهم بعرس أدهم الذي اتي فجأة
اكيد فرح أدهم والمشاغل نسته حاليا بس انت عارف عمي يعرف الأصول اد ايه
اماء برأسه زافرا أنفاسه فهو بالفعل يقدر هذا الرجل ويعرف مدى تقديره للاصول
شهاب بيه وقف جانبي كتير وعمري ما هنسي انه هو وادهم كانوا سبب جوازنا وانا مش
متابعة القراءة