روايه مزرعه الدموع كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه المبدعه مني سلامه
المحتويات
على الآخر
راقبته ياسمين بسعادة وهو يأكل من طعامها بنهم ويشيد به .. استيقظت ياسمين فى اليوم التالى قبل أذان الفجر كالعادة .. توضأت وصلت قيام وانتظرت الفجر .. وقفت فى الشرفه .. تراقب الحديقة فى الليل .. ابتسمت وهى تتذكر مداعبات عمر ومرحه معها .. بعد الفطار جلسا يحتسيان الشاى فى الشرفة .. كانت ياسمين شارده فسألها عمر
انتبهت من شرودها على سؤاله فقالت بتأثر
ريهام وحشتنى أوى .. طول عمرنا واحنا
مع بعض وعمرنا ما افترقنا أبدا
راقب عمرتعبيرات وجهها الحزينه ثم قال فجأة
تحبي نروح ل سماح و أيمن النهاردة
نظرت اليه فى دهشة غير مصدقه وقالت
بجد .. ينفع نروحلهم النهاردة
ابتسم وقرب كرسيه منها قائلا
نظرت اليه ياسمين بنظرة امتنان وسعادة ممزوجة ب .. الحب
.. بادلها نظرتها قائلا بلهفه
لو كنت أعرف ان اقتراحى هيخليكي تبصيلى كده .. كنت اقترحته عليكي من زمان
انتبهت ياسمين فأشاحت بوجهها بخجل .. فقال عمر مؤنبا نفسه بمرح
نظرت اليه ضاحكة .. كانت تشعر بأنها استطاعت فى اليومين الماضيين أن تقترب منه أكثر .. وتتآلف معه أكثر .. وهذا الأمر أسعدها للغاية .. كانت تشعر بالراحة والسکينة وهى معه .. كان قلبها يخفق پجنون كلما اقترب منها .. نظرت اليه وهو يتحدث الى هاتفه وهى تبتسم بسعادة وتشعر بان قلبها سار ينبض بحبه
ياسمين .. مش عايزين نطول أوى .. ماشى .. عشان حابب نخرج سوا ونتعشى بره
ابتسمت له وأومأت برأسها .. جلست الفتاتان فى غرفة أغلقت سماح الباب ثم نظرت لعلامات السعادة على وجه صديقتها وقالت بسعاده
بارده
ضحكت ياسمين قائله
انتى هتعملى زى ريهام
ابتسمت سماح .. ثم اختفت ابتسامتها وكأنها تذكرت شيئا .. قالت ياسمين
ايه مالك
قالت سماح محاولة الاتباسم مرة أخرى
لأ مفيش حاجة
قالت ياسمين بقلق
النونو كويس
مسحت سماح على بطنها وابتسمت قائله
اها كويس الحمد لله
بدا على سماح بعض التردد ثم قالت
لأ متاخديش فى بالك
تفرست ياسمين فى صديقتها ثم قالت
سماح أنا عارفاكى كويس أوى .. فى حاجه انتى مخبياها عنى
تنهدت سماح وقالت
يا بنتى متوهميش نفسك .. أنا بس حسيت بالتعب شوية
قالت ياسمين فجأة
كلمتى المحامية
نظرت سماح الى صديقتها وصمتت .. حثتها ياسمين قائله
سماح ردى عليا .. كلمتى المحامية صحبتك
قالت سماح بإستسلام
أيوة
ووصلت لحاجة
بدا عليها التردد مرة أخرى ثم قالت
أيوة
قالت ياسمين پحده
سماح قوليلى بلاش تعب الأعصاب ده
قامت سماح وخرجت .. ثم عادت بورقتين وأعطتهم ل ياسمين .. نظرت ياسمين الى الورق فى يدها .. هو نفسه الورق الذى أعطتها ولاء نسخه منه
قالت سماح
قالتلى ان الورق موجود فعلا فى ملفات المستشفى وجبتلى النسخة دى .. وكمان ورق متابعة الحالتين شافته بنفسها
كانت ياسمين تنظر الى الورق بأعين متجمده .. أكملت سماح بأسى
أنا كنت ناويه اتصل بيكي وأقولك على الله وصلتله .. بس لما شوفتك داخله عليا فرحانه وباين عليكي انك مبسوطه اترددت أقولك
نظرت اليها ياسمين وهى تغالب دموعها قائله
ليه اترددتى تقوليلى ..
نظرت ياسمين الى الورق الذى بيدها .. وقد تجمعت الدموع بعينيها وقالت بصوت مرتجف
الورق ده ميثبتش حاجه .. يعني .. عادى .. عمر كان ماشى .. ولقى الحريقه .. وحاول يساعد الست انها تخرج .. والراجل شافه وافتكره كان معاها فى البيت .. لكن عمر ملوش دعوة بالبيت ده .. وملوش دعوة بالقصة دى
ثم اكملت بلحماس وبشفتين مرتجفتين
عمر بيحب يساعد الناس ..انتى ناسيه اللى عمله مع العامل اللى ايده اتحشرت فى الماكنة .. هو على طول بيحب يساعد الناس .. هو حاول يساعدها .. بس مش أكتر من كده
ثم نظرت الى سماح بعينين دامعتين قائله
صح
نظرت سماح الى نظرة الرجاء فى عين صديقتها والتى ترجوها الى موافقتها على كلامها حتى لو بالكذب .. ورغم الشك الذى كان يساور سماح الى أنها استجابت للرجاء فى أعين صديقتها الدامعه وقالت
صح .. أكيد الموضوع زى ما انتى قولتى
أومأت ياسمين برأسها وهى تحاول أن تغالب دموعها ونظرت الى الورق ثم مزقته .. ثم نظرت الى صديقتها قائله بحزم
خلاص الموضوع ده اتقفل ومش هيتفتح تانى
ماشى
حاولت سماح التحدث فى أمور مختلفة مع ياسمين التى جاهدت بدورها للإندماج مع سماح وتناسى الموضوع تماما
خرجت ياسمين مع عمر وركبا السيارة .. نظر اليها يراقب انفعالاتها قائلا
حبيبتى فى حاجه ضايقتك
رسمت ابتسامة على شفتيها ونظرت ايه قائله
لا أبدا
كنت فاكرك هتكونى مبسوطة لما تشوفى سماح
أنا فعلا مبسوطة .. مبسوطة أوى
ابتسم قائلا
حبيبتى تحب تروح فين
قالت مبتسمة
انا معرفش أماكن فى المنصورة .. ومخرجتش فيها قبل كده .. يدوبك باجى ل سماح بس
أوقف عمر سيارته على النيل ونزل الإثنان معا ينعمان بنسمات الليل المنعشة .. ابتسمت ياسمين تراقب القمر فوقهما .. شعرت بالخجل عندما ارتطمت بنظرات عمر المتفحصة وقالت
انت على طول بتبصلى كده
أيوة وهفضل أبصلك كده
قالت بمرح
عادى كل الرجالة بتقول كدة فى الأول وبعد فترة من الجواز بيتحولوا للنسخة المصريه المعتمده للزوج المصري
ضحك عمر حتى دمعت عيناه
وقال
والله ده فى ايد حضرتك .. لو متحولتيش للنسخة المصريه المعتمده للزوجة المصرية فأنا أكيد مش هتحول
ابتسمت قائله
قصدك ايه بأه يا بشمهندس بالنسخة المعتمدة للزوجة المصرية
قال بمرح
قصدى بأه انك تتحولى لكائن هلامى غير معلوم تفاصيله وتضاريسه بوضوح
ضحكت ياسمين بشدة فأكمل قائلا
وأفتح باب البيت ألاقى پتصرخي پصرخة طرزان وبتجرى ورا الولاد
ازدادت ضحكاتها فأكمل
والكبيرة بأه ألاقيكي ناسيه اسمى وبتندهيلى وتقوليلى بابا زى ما الولاد هيقولولى .. ساعتها هروح شايلك انتى وهما و
نظرت اليه بتحدى .. فإبتسم وأشار لقلبه قائلا
وأحطكوا جوه قلبي
قالت متظاهره بالجديه
خلاص وأنا موافقة .. أنا مش هتحول مقابل ان انت كمان متتحولش
قائلا
اتفقنا
نظرت حولها ورجعت للخلف ..فإعتدل
ماشى معاكى حق لينا بيت نتلم فيه
ضحكت وأشاحت بوجهها .. ذهبا معا لتناول الطاعم فى أحد المطاعم .. كان أحد المطاعم الهادئة المطلة على النيل .. كانت ياسمين تشعر بسعادة بالغة وهى جالسه بجوار زوجها .. ترك هاتفه و مادلية مفاتيجه على الطاولة
وذهب الى حمام .. أمسكت الميداليه وتفحصتها .. ابتسمت عندما وجدت القلب الذى يحمل اسمها .. نظرت حولها وأعادت الميداليه مكانها بسرعة قبل أن يعود .. عاد عمر ليجدها مبتسمه و احد الرجال على الطاولة المجاورة ينظر اليها .. شعر بغيرة شديده .. تابعته ياسمين بدهشة وهو يذهب ويقف أمام الرجل قائلا
فى حاجه
الټفت الرجل اليه قائلا
فى ايه حضرتك
ارتفع صوت عمر قليلا وقال پغضب
أصلك بتبص لمراتى أوى .. فحبيت أعرف يعنى فى حاجه
شعر الرجل بالحرج وقال
انا مبصتلهاش
كانت أعين عمر تشعان ڠضبا ورمق الرجل بنظره صارمة ثم توجه الى طاولتهم وجذب ياسمين من يدها وجلسوا على طاولة أخرى بعيدة عن هذا الرجل .. طال الصمت بينهما .. ثم فتح عمر المنيو قائلا بهدوء
تحبي تاكلى ايه
نظرت اليه تحاول معرفة ما يفكر فيه .. وجدت نفسها تقول بتلقائيه
أنا مبصتهلوش على فكرة .. ومكنتش واخده بالى انه بيبصلى أصلا
نظر عمر اليها لتتلاقى نظراتهما .. مرت لحظات .. ثم أمسك كفيها بين كفيه قائلا بهدوء
هو انا قولت انك بصتيله
قالت شارحه
لأ بس أنا خفت تكون افتكرت كده
ابتسم قائلا
ياسمين انا عارف كويس أنا متجوز مين
زاد من ضغط كفيه على كفها فابتسمت له فى خجل وقد أسعدها ثقته بها .. طلبا الطعام .. ظلا يتحدثان معا .. حتى أخذهم الحديث حول قضية الاختطاف .. قال عمر بضيق
مش هرتاح إلا لما يمسكوه
أكدت ياسمين قائله
أكيد هيمسكوه ان شاء الله
ثم قالت بقلق
بس خاېفة ميقدروش يثبتوا التهمة عليهم
قال عمر بثقه
لأ هيقدروا يثبتوها ان شاء الله .. وأصلا هما أغبية جدا كانوا مكممينك ومغميين عينيكى على أساس متتعرفيش عليهم .. لكن كانوا بيتعاملوا من غير جوانتى .. يعني بصماتهم ماليه البيت
قالت ياسمين وهى تفكر
بس مش ممكن يوصلوا للبيت ده ويمسحوا بصماتهم
قال عمر شارحا
البويس رفع البصمات خلاص .. يعنى حتى لو مسحوها هى خلاص اتثبتت فى المحضر .. وكمان البيت أنا أفلته كويس وغيرت الباب لباب حديد يعني محدش يقدر يدخله
انتبهت ياسمين لكلماته وقالت بإستغراب
ازاى يعني غيرت الباب وأفلت البيت .. وصحاب البيت لما يرجعوا أكيد هيعملولك مشاكل عشان غيرت باب بيتهم
قال عمر وهو يكمل طعامه
لأ محدش هيعملى مشاكل
بلعت ريقها وقالت بقلق
ازاى تضمن انهم مش هيعملولك مشاكل
صمت قليلا .. وبدا وكأنه يفكر .. ثم نظر اليها ليفجر قنبلة فى وجهها
لأن انا صاحب البيت
شعرت بقلبها وقد توقف عن الخفقان .. وبرئتها وقد شلت على الحركة .. لحظات .. ثم عادت أجهزتها للعمل مرة أخرى لكن بصورة چنونيه .. قالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا
يعني البيت ده بتاعك .. ملكك
رد بهدوء وهو يبدو شاردا
أيوة ملكى .. بس مبروحوش كتير .. روحته كام مرة بس
راقبت وجهه لترى عليه تعبيرات غريبة كمن يتذكر شيئا يضايقه .. ثم هذ رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الذكرى من رأسه .. استأذنت لتذهب الى الحمام .. دخلت الى الحمام وهى ترتعش .. وقفت أمام المرآه تنظر الى وجهها المضطرب .. ونظراتها الشاردة المتوترة .. بيته .. ملكه .. هو صاحب البيت .. البيت الذى زنت فيه زوجة الغفير مع رجل .. ظنت أن عمر ليس له علاقة بالبيت وما حدث فيه .. لكنه صاحب البيت .. ومالكه .. لماذا يشترى رجلا مثله مثل هذا البيت الموجود على أطراف القرية والذى لا يحتوى إلا على فراش ودولاب وبضع الأوانى البسيطة .. ماذا يفعل رجلا مثله فى هذا البيت الذى قال انه زاره مرات .. لم يذهب اليه الا لسبب واحد .. لكى يلتقى فيه بعشيقته بعيدا عن أعين زوجها .. وبعيدا عن أعين الخدم .. لكم تمنت أن يكون برئيا .. لكم حاولت تناسى تلك الحاډثة وتجاهلها وكأنها شيئا لم يكن .. لكنه أثبت لها .. أنه هو نفسه الرجل الذى ژنى بزوجة الغفير فى هذا البيت المحترق ..
نظرت الى نفسها فى المرآه لتقسط من عينيها دمعة حزينة .. يعقبها شلالا من الدموع الصامتة .
الفصل التاسع والثلاثين
Part 39
أيوة ملكى .. بس مبروحوش كتير .. روحته كام مرة بس
راقبت وجهه لترى عليه تعبيرات غريبة كمن يتذكر شيئا يضايقه
متابعة القراءة