قصه حقيقيه حدثت في المدينة المنورة

موقع أيام نيوز

 

رواية عشق مختلف كامله البارت 16-17-18-19-20الاخير بقلم هدير محمد

البارت الـ 16 من رواية #عشق_مختلف بعد التعديل

• سلمى قالتلي كل اللي حصل يعني عرفت ان رنا مشيت... 
" اه و بعدين ؟ جاي تشمت فيا و تقولي احسن انها سابتك ؟ سيف اقفل انا مش ناقصك  
• انا في المول دلوقتي... شوفت رنا واقفة بتتكلم مع كارما...

" انت بتتكلم بجد ؟؟ 
• اه والله... هبعتلك اللوكيشن... 
اغلق سيف و هيثم قال 
" سيف شاف رنا في المول... 
• و انت مستني ايه... اتحرك... 
ابتسم هيثم بفرح و ركب سيارته و انطلق... 
* عمري ما تخيلت اننا هنتقابل... ( مدت يدها و كملت ) اهلا يا مدام رنا... 
' اعذريني يا كارما... لسه غاسلة ايدي ف مينفعش اسلم عليكي... 
تضايقت كارما و نزلت يدها... نظرت لها پحده و قالت 
* سمعت انك سيبتي القصر و هربتي... صحيح الكلام اللي سمعته... هاربة من اهلك بقالك 4 سنين ؟ 
' اه صح... 
* و هربتي ليه بقا ؟ 
' انتي حد ملهوش لازمة يا كارما... يبقى اقولك بصفتك مين ؟ 
* بصفتي عشيقة جوزك... لما نكدتي عليه جه انبسط معايا
ڠضبت رنا كثيرا و حاولت ان تظهر انها ثابتة... اقتربت من كارما و همست في اذنها 
' انتي عشيقته و بيتبسط عندك بس في آخر السطر اسمك " عا*هرة " 
ڠضبت كارما و لسه هتتكلم قاطعتها رنا 
' ايوة انا فعلا هربت 4 سنين من اهلي... بس ربنا يشهد اناحد غريب عني... أو روحت با*رات مثلا... اذا كنتي عشيقته فأنا مراته... مقدرش يشوفني زيك و يبات عندي و انا وحدة غريبة عنه... كتب عليا رسمي قدام كل الناس... أما انتي مخبيكي لانك مهما بسطيته و احتوتيه هتفضلي مجرد غلطة و هو عارف كده... هديكي مثال بسيط... يقدر هيثم يطلع معاكي على التلفزيون و يقول دي عشيقتي ؟ ميقدرش... تعرفي ليه ؟ لانك مش حاجة يتشرف بيها قدام حد... أما انا كان فخور بيا و شاور عليا و قال دي مراتي... اي نعم في خلافات ما بينا و هننفصل قريب بس انتي هتفضلي زي ما انتي.. مكانك في زبا*لة... 
* انتي مين عشان تتكلمي عليا بالطريقة دي ! 
' انا عارفة ان الحقيقة بتو*جع... بس هتفضل حقيقة و لازم تتقبليها... 
إلتفت رنا عشان تمشي... امسكتها كارما من يدها و ضغطت عليا 
* والله ما هتمشي غير لما ادفعك تمن كل كلمة قولتيها دلوقتي !! 
' هتعملي ايه يعني ؟ 
* هوديكي لاخوكي اللي قالب عليكي الدنيا و عايز يحط رجله تحت رقبتك... 
' اد الكلام ده انتي ؟ 
* اه اده... وديني لوريكي مين هي كارما ! 
' هتوريني كتفك يعني ولا هتوريني حتة من رجلك ؟ مستغربيش من كلامي بس انا هستنى ايه منك تورهولي غير جسمك اللي شافه الكل ؟  
شاطت كارما غضبًا و رفعت يدها لټصفعها لكن رنا امسك بيدها و منعتها... ضغطت على يدها بشدة كأنها تريد ان تك*سرها... امسكتها من شعرها و قالت بتخذير
' مش انا رنا اللي تضر*بني وحدة زبا*لة زيك... احمدي ربنا اننا وسط ناس و مش عايزة اعلي صوتي و اف*ضحك قدامهم يا عا*هرة... 
تأ*لمت كارما و لم تستطع فعل شيء... فجأة سمعوا صوت هيثم... هم الاثنان نظروا إليه... تركتها رنا و قالت 
' روحيله... روحي اشكيله و احضنيه... 
تقدم منهم هيثم... قالت له كارما پبكاء 
* شايف عملت فيا ايه... بهدلتني و شدتني من شعري... كل ده عشان قولتلها فيه وحدة تهرب من اهلها 4 سنين إلا و كانت عاملة مصېبة... 
" كارما اخرسي ! 
قالها هيثم و هو يقاطعها بزعم ثم اكمل پغضب 
" اياكي تقولي عليها كلمة وحدة متعجبنيش... آخر مرة تضايقيها... 
* اضايق مين... انت مسمعتش هي قالت ايه عليا... 
" و مش عايز اسمع... و يلا ارجعي مكان ما جيتي... 
اټصدمت كارما من كلامه ف ظنت انه سيقف معها ليس ضدها... نظر هيثم ل رنا و نظرة غضبه تحولت لنظرة اشتياق... 
" وحشتيني... 
لم تهتم و إلتفت لتذهب لكن شدها إليه و عانقها... 
" وحشتيني أوي... بقالي كتير بدور عليكي... كنت هتجنن لما مشيتي والله كان متبقي تكة و اتجن... اختفيتي فجأة و معرفتش مكانك ولا عرفت اوصلك بأي طريقة... ( اخرجها من حضنه و وضع وجهها بين كفوفه و نظر لها بتفحص ) انتي كويسة ؟ فيكي حاجة ؟ كنتي فين كل ده ؟ اوعى يكون حد أذا*كي... انتي بخير صح... 
تفاجئت رنا من كلامه فهي ظنت عندما يجدها سيغضب منها... لم ترد و ظلت صامتة 
" ساكتة ليه ؟ اتكلمي
ابعدت يداه عن وجهها و امسكت بيد رهف و قالت 
' يلا يا رهف نمشي... 
اخذت صديقتها و ذهبت... تفاجىء هيثم من رد فعلها ذلك... لم تشتاق له كما هو اشتاق لها ؟ وقف قليلا و لا يعرف ماذا يفعل... امسكت كارما بيده و قالت 
* يلا نمشي و انا هعوضك عنها و هقدر انسيهالك... هي اصلا مستاهلكش
سحب يده من يدها و ذهب خلف رنا... 
خرجت رنا هي و رهف من المول و وقفوا في الشارع ينتظرون اي تاكسي يأتي ليأخذهم... جاء هيثم و قالها 
" رنا... تعالي معايا... 
لم ترد و لم تنظر له حتى... امسك يدها و قال 
" يلا نرجع للقصر... 
سحبت يدها من يده و قالت و هي تنظر للطريق 
' مش راجعة اي مكان معاك... امشي يا هيثم... روح ل كارما... ارجع لحضنها... 
" انا عارف اني غلطت... بس ارجعي و هصلح كل ده... 
' فين ورقة طلاقي ؟ 
" طلاق ايه ؟ 
' لما اتخانقت معايا روحتلها... قولت بلسانك انك نمت معاها... المفروض انا بعد ده كله ارجعلك ؟ ليه يا هيثم ؟ هو انت شايفني عبيطة للدرجة دي ؟ 
" لا انا منمتش معاها... انا قولتلك كده عشان استفزك مش اكتر... 
' والله ؟ هو انا لعبة في ايدك للدرجة دي ؟ لو نفترض انك فعلا منمتش معاها... ليه تقولي كده اصلا ؟ كسبت ايه قولي يا هيثم ؟ ينفع انا اقولك انا روحت نمت في حضڼ حد تاني عشان استفزك ؟ هتتقبل انت اقولك كده ؟ 
" عارف اني غلطت لما قولت كده... ارجعي معايا و هفهمك كل حاجة... 
' رجوع مش راجعة... و ابعد عني و طلقني يا هيثم... 
" مفيش طلاق... و هترجعي معايا... 
' انت آخر واحد تفرض كلامك عليا... ملكش كلمة عليا... 
" طب تعالي و نتكلم بالراحة... 
' مش هتكلم معاك... ممكن تمشي انت ؟  
" يا رنا.... 
وقفت رنا التاكسي و ركبت هي و رهف و ذهبوا... تنهد هيثم بتعب و ركب سيارته و تتبعهم... 
* كنتي ادتيه فرصة يتكلم معاكي... 
' رهف... انتي معايا ولا معاه ؟ 
* انا شايفة انه بيحبك... 
' بس انا مبحبهوش... و موضوعنا منتهي...
سكتت رهف لانها رأت صديقتها غاضبة... وصلوا الى العمارة و نزلوا... صعدوا الى شقتهم و تتبعهم هيثم... دخلت رهف و رنا اغلقت الباب بسرعة... طرق هيثم على الباب و قال 
" رنا افتحي... عايز اتكلم معاكي... 
لم ترد رنا و دخلت الى غرفتها... وقفت رهف في الصالة و هي محتارة ماذا تفعل... فتحت الباب بهدوء ف قال هيثم
" ارجوكي خليني ادخلها... 
* هدخلك دلوقتي و انا همشي لاني اتأخرت على البيت... بس ارجوك خلي بالك عليها و متزعلهاش تاني... 
" لا مش هزعلها... دخليني بس 
اخذت رهف شنطتها و خرجت... هيثم دخل الى رنا و قبل ان تذهب رهف اقفلت عليهم باب الشقة بالمفتاح من الخارج و قالت 
* خليكم محبوسين هنا حلوا مشاكلكم... الراجل بيحبك يا هبلة... قال طلاق قال... 
جلست رنا على السرير و خلعت حذائها و قالت
' رهف مشوفتيش الشبشب بتاعي ؟ 
" لونه ايه ؟ 
انتبهت لذلك الصوت... نظرت له وجدته ساند ظهره على باب الغرفة... وقفت و قالت 
' انت بتعمل ايه هنا... و ازاي دخلت اصلا ؟! 
" البركة في صحبتك... 
' ماااشي يا رهف... تعالى انت بقا 
امسكته من ذراعه و اخذته عند الباب... امسكت المقبض و ادارته و لكن لم يفتح الباب... حاولت مجددا و لم يفتح 
' انت اللي قفلت الباب صح ؟ طلع المفتاح يا هيثم و متهزرش معايا... 
" مش انا اللي قفلته... اصلا المفتاح هيجي في ايدي ازاي... 
' يعني مين اللي قفله ؟ معقولة رهف قفلت علينا من بره ؟! 
" والله صحبتك دي جدعة و بتفهم... 
' اسكت !! 
" سكت اهو... 
امسكت رنا هاتفها و رنت على رهف 
* نعم يا رنوش
' رهف ابعتيلي مفتاح الشقة... 
* ليه ؟ 
' هو ايه اللي ليه... ابعتيلي المفتاح يا رهف 
* لا... 
' رهف متعصبنيش... 
* لا هعصبك... الراجل بقاله اسابيع بيدور عليكي... اقعدي معاه شوية... 
' متهزريش يا رهف و ابعتيلي مفتاح الشقة دلوقتي 
* مقدرش... 
' ليه بقا ؟ 
* مصطفى جوزي لسه نازل و مينفعش اخرج... 
' ابعتي المفتاح مع اي حد... 
* مقدرش برضو... 
' ليه يا آخرة صبري ؟ 
* اصل واقفة على اللبن... لو اديت ضهري للكنكة هيفور مني...  و مصطفى يطلقني فيها... اصل كيلو اللبن بقا ب 15 جنيه... 
' رهف هزعل منك... 
* ولا زعل ولا حاجة... اقعدوا سوا مع بعض... و هتلاقي في المطبخ جمب الطباق كيس لِب اسود كبير... اقعدوا في البلكونة و اتسلوا بيه... سلام يا رنوش... 
' يا رهف هقت... 
قفلت رهف المكالمة... تنهدت رنا و نظرت لهيثم بعصبية
" بتبصيلي كده ليه ؟ هو انا اللي قولتلها تقفل الباب ؟ انا اتفاجئت زيي زيك لما عرفت انها حبستنا هنا... بس الفرق انك اتعصبتي أما انا مبسوط اوي... 
' يارب تفرقع من الانبساط... 
" الآه ؟ طب ليه الغلط ؟ 
دخلت رنا الى غرفتها و دخل هيثم ورائها... وقف قصادها و قال 
" اديني فرصة اتكلم يا رنا... 
' اها... اتكلم... 
" انا عرفت كل حاجة... اختك ندى قالتلي كل حاجة... 
' ندى ! انت قابلتها ؟ هي فين ؟ 
" معرفش هي فين بس اخذت رقمها و هقولها اني لقيتك... هي قالتلي كل حاجة... و عرفت سبب هروبك منهم من 4 سنين... 
' تمام عرفت كل حاجة... المفروض اعمل ايه ؟ 
" عايزك ترجعيلي... 
' ارجع ليه ؟ بما انك عرفت كل حاجة و عرفت اني كنت متجوزة قبل كده... يعني انا مش بنت... عايز مني ايه هااا ؟ 
" انا مش عايزك عشان كده... انا عايزك عشان بحبك... 
' ههه حُب اه... ده نفس الحب اللي قلبت عليا في يوم و ليلة عشان مسمحتلكش تلمسني... قولت كلام انا مش قادرة انساه لحد الآن... ده نفس الحب اللي خلتني انام معيطة بسببه ؟ حب ايه يا هيثم ؟ لو انت بالنسبالك ده حب فأنا مش عايزة حبك ده... 
" والله لو كنتي قولتلي كل حاجة كنت هسمعك و مكنتش هبعد عنك... 
' يعني انت راجع دلوقتي شفقةً فيا ؟ 
" شفقة ايه يا رنا ؟ اصلا قبل ما اعرف كل حاجة و قبل ما تظهر اختك كنت بدور عليكي عشان اسمع منك انتي... انا مسمعتش ولا صدقت كلام اخوكي اصلا... 
' مش مهم... 
" يعني ايه مش مهم ؟ 
' يعني رجوعك ده مش مهم بالنسبالي... 
كانت ستذهب لكن امسك يدها ف بعدت عنه في الحال 
' متقربش مني بأي شكل ! ولا نسيت القسم بتاعك ؟ 
" ما انتي متعرفش اني نزلت القسم ده أول ما مشيتي... 
' نزلته ازاي ؟ 
" عملت كفارة قصاده... يعني دلوقتي مفيش قسم ولا حاجة ( وضع يده على وجنتها و اكمل و هو ينظر لعيناها ) رغبتي فيكي لسه موجودة حتى بعد ما عرفت كل حاجة عنك... انا بحبك... 
ابتعدت عنه و اعطته ظهرها... تضايق هيثم لانها لا تريده... اخذ نفس عميق و قال 
" في اليوم اللي روحت نمت فيه عند كارما ملمستهاش بأي شكل و نمت في الصالة ولا قولتلها سبب خناقنا... يعني مخو*نتكيش زيك ما انتي مفكرة كده... و اعترف بنفسي اعتراف صريح ان بياتي عندها غلط من الأساس... بس انا كنت متعصب جدا من رفضك ليا في الليلة دي و ده مش مبرر لكن والله ما خو*نتك... و اعتبري لسه الشروط موجودة... 
لم تتكلم ف تقدم منها و وقف امامها 
" اوعدك من اللحظة دي... اني هقطع علاقتي بكارما و غيرها... و مهما حصلت ما بينا مشاكل مش هروح لحد منهم... هقعد معاكي و نحل المشكلة دي سوا... انا بتكلم بجد والله... لو عايزة تاخدي تليفوني خديه و امسحي ارقامهم كلهم و هبقى قدامك عيونك 24 ساعة... 
نظرت له لوهلة ثم قالت
' و انا ليه اخد تليفونك و اعمل كده ؟ انت لو عايز تعمل كده بجد اعمل بنفسك... و انت مش طفل عشان اراقبك... انت لو عايز تقطع علاقتك بيهم هتعمل كده من نفسك مش لازم انا اللي اوجهك
" طب اعمل ايه و تسامحيني ؟ 
تحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا و قالت 
' عايزني اصدقك انك بتحبني ؟ 
" اه... 
' مستعد تعمل اي حاجة اقولك عليها ؟ 
" اه هعمل اي حاجة... المهم تسامحيني و تصدقي اني بحبك... 
' عايزك تبقى هيثم العادي... 
" يعني ؟ 
' يعني تنسى انك هيثم عاصم رجل الأعمال المشهور اللي عنده سفن و قصور و ڤيلل و عربيات بالهبل... انا عايزة اشوف جوهرك من جوه... مش عايزة شهرتك ولا فلوسك... عايزة احس انك عادي زيي... عايزة اتقبلك و انت انسان عادي بسيط... مش هحبك عشان فلوسك يعني... هااا ايه رأيك ؟ 
" موافق... 
' طب فكر شوية لانك مش هتقدر... 
" لا هقدر... 
' متأكد ؟ 
" اه متأكد... 
' Deal ? 
" Deal.. 
صافحته بيدها ثم نظرت الى الساعة التي يرتديها... اخذتها من يده و قالت 
' هيثم العادي مبيلبسش ساعة تمنها 30 ألف... ( فتحت درج اخذت منه ساعة بسيطة و لبستهاله ) هيثم العادي بيلبس ساعة زي دي... 
نظر هيثم الى الساعة... فهي ساعة رجالي لونها اسود و بسيطة لكن شكلها جميل 
" عجبتني... 
' لما نشوف بقا الجاي هيعجبك ولا لا... 
" هيعجبني... مهما عملتي قاعد معاكي... يكفي اني هشوفك... 
' هيثم أنت منحنح... 
" وحشني اوي اسمع منك الكلمة دي... 
' وحشني اوي اسمع منك الكلمة دي... 
قالتها بسخرية و هي تقلده... ضحك هيثم عليها و هي لم تستطع كتمان ضحكتها و ضحكت...

تاني يوم....

" انا مش فاهم انتي جيباني ليه هنا ؟ 
' بما انك بقيت شخص عادي... ده معناه انك محتاج وظيفة عشان توفر احتياجاتك... و هتكون وظيفة بسيط بمرتب رمزي بسيط... 
" اه يعني هشتغل ايه ؟ 
' خُد ده ( اعطته تيشيرت نبيتي ) البس ده... 
" و بعدين ؟ 
' البنت اللي شغالة هنا معايا في الكافيه عندها ظرف و مش هتقدر تيجي و اخدت اسبوع اجازة... فأنا همسك مكانها في المطبخ و انت تلبس التيشيرت الخاص بالكافيه ( اعطته نوتة صغيرة و قلم ) و تخرج تاخد طلبات الزباين... 
" جرسون يعني ؟ 
' بالضبط... 
" انتي بتعملي كده عشان استسلم و اطفش ؟ بس انا قاعدلك... 
' وريني عرض كتافك يلا... 
ابتسم لها و دخل الحمام لبس التيشيرت و خرج ياخذ طلبات الزبائن... رنا تراقبه... كم هو جميل في عينها في كل حالته... 
" واحد كابتشينو و 2 كاكاو بالشيكولاتة و 3 قهوة تركي 
' حاضر... 
اعدت رنا المشاريب و اخذها منها هيثم و نظر لها بإبتسامة و ذهب قدم المشاريب للزبائن... امسك النوتة و القلم و ذهب للترابيزة رقم 6 
" حضراتكم تؤمروا بإيه ؟ 
* عايز كاكاو فوقيه طبقة ڤالنيليا... و شوية مكسرات كده في طبق... و انتي يا حبيبتي عايزة ايه ؟ 
* هاخد زيك... 
" تمام... 
ذهب هيثم ل رنا و اعطاها الورقة... 
' شكلك زهقت... ده احنا لسه في أول اليوم... انا بقفل 1 الليل... 
" مين قال اني زهقت ؟ لا انا مزهقتش... ممكن مش فايق اوي لان الهانم مراتي مصحياني 7 الصبح و انا نايم 3 الفجر... 
' و انا نمت زيك الساعة 3 و صحيت في نفس معادك و متكلمتش... ولا انا اقوى منك ؟ 
اقترب منها هيثم و قال 
" ما انتي فعلا اقوى مني... استحملتي حاجات محدش يستحملها مع ذلك وقفتي على رجلك تاني... انا باخدك مثال للقوة و فخور انك مراتي... 
نظرت له لوهلة... سعدت كثيرا بسبب ما قال... 
' شكرا يا هيثم... 
" انتي عارفني مبحبش الشكر بالكلام ده... هاتي بو*سة... 
' ما تِلم نفسك الناس قاعدة 
" طب اجيلك المطبخ و اقفل الباب علينا... و اخد البو*سة
' هيثم... 
" يا نعم ؟ 
' انت تاخد المشاريب دي و توريني عرض كتافك... و لا تحب ألسعك بالقهوة ؟ 
" خلاص يا عم دي مكنتش بو*سة اللي همو*ت قصادها... لينا شقة تلمنا... 
غمز لها بعينه و اخذ المشاريب... مجرد ما إلتفت و ذهب ارتسمت الابتسامة على وجهها... 
" حضراتكم تؤمروا بإيه ؟ 
* هيثم ! 
نظر إليه هيثم و تفاجىء 
" ياسين !
قام ياسين و عانقه 
* يا راجل ليه الغيبة دي ؟ ده انا مشوفتكش من ايام المعسكر من 5 سنين... 
" مشغول شوية... بعدين انت غيرت رقمك و قفلت الخط الاولاني و معرفتش اوصلك... 
* ما انا سافرت فرنسا بعد المعسكر... اشتغلت هناك لفترة... بس ايه يا ولا الحلاوة دي... ايه الفورمة الجامدة دي ؟ 
" انا بنام في الجيم اصلا 
ضحكوا سويًا... 
* انا سمعت حاجات كتير عنك... اسمعت ان شركتك اتعرضت لأزمة
" الحمد لله على عدت على خير... 
* الحمد لله... و سمعت كمان انك اتجوزت... ( نظر الى التيشيرت الذي عليه اسم الكافيه ) و بتعمل ايه هنا ؟ 
" المدام بتعاقبني لاني نوتي شوية... 
* شكلها صعبة... هي اللي هناك دي ؟ 
" اه هي... 
* طب انتوا الاتنين بتعملوا ايه هنا اساسا ؟ يا بني مش مشكلة شركتك اتحلت ؟ 
" اه اتحلت... بص قصة طويلة... المهم ابقا سيبلي رقمك... 
* حاضر هسبهولك... انت معاقب دلوقتي ؟ 
" اهاا
* طب انجر يالا هاتلي آيس كوفي انا و خطيبتي... 
" ولاااا هتسوق فيها ھدفنك هنا... 
* امشي يلااا هات الآيس كوفي... و لو اتأخرت مش هدفع
" ده انا هدفعك انت أول واحد... 
' ايه الصوت العالي ده ؟ 
قالتها رنا و هي تنظر لهم من نافذة المطبخ... أشار هيثم لها ب لايك... 
" مفيش حاجة... احنا تمام... 
' طيب... 
" يخربيتك كنت هغو*ر في دا*هية... 
* دي شكلها مسيطرة اوي... 
" يا عم اسكت بدل ما اخبطك بالصنية اللي في ايدي دي... 
ذهب هيثم و قال ياسين لخطيبته 
* متعمليش زي مراته... انا عارف انك حنينة... 
ضحكت خطيبته... 
' كنتوا پتزعقوا ليه ؟ 
" مفيش حاجة... ده صديق قديم ليا... بقالنا فترة مشوفناش بعض... احنا متعودين نصرخ في وش بعض كده 
' متتكررش تاني... الزباين هتنزعج على كده... 
" حاضر مش هتتكرر تاني... 
' اكلت ؟ 
" لا بس شربت قهوة... 
' طيب خد ال 50 جنيه دي هات فطار لينا احنا الاتنين... 
" بالخمسين ؟! 
' اه بالخمسين.. و كمان عايزة الباقي... 
" ده اللى هو ازاي ؟ اعملها ازاي دي ؟ 
' زي الناس يا هيثم... بُص انت تخرج من هنا و في الشارع اللي وراء هتلاقي محل بتاع فطير... الفطيرة هناك ب 20 جنيه... هات فطيرتين بالسكر و هاتلي الباقي... 
" انا بطولي ده اروح اجيب فطير بالسكر ؟! 
' اه هتروح... ولا انت بدأت تزهق ؟ 
" لا مزهقتش... هاتي الخمسين... 
ضحكت رنا و اعطته الخمسين و خرج...

' ايه يا هيثم ؟ 
" ايه ؟ 
' مش دي الفطيرة اللي كنت بتتريق عليها من شوية ؟ اكلتها كلها ؟ 
" جعان يعني اعمل ايه... بعدين طعمها طلع حلو اوي... 
' طيب يلا قوم كمل شغلك... 
" حاضر يا مراتي... 
قالها و هي بيتك على كلمة مراتي... دخل المزيد من الزبائن و ذهب ليأخذ طلباتهم... 
" اتفضلوا... تأمروا بإيه ؟ 
نظرت له فتاة و اعجبت به كثيرا... 
* 3 آيس كوفي لو سمحت... 
" حاضر... 
ذهب هيثم الى رنا... 
- مالك متنحة كده ليه ؟ 
* الجرسون... 
- ماله ؟ 
* مُز أوي... 
- عندك حق... 
* لا ملكيش دعوة بىرض انا اللي هشقطه... 
- ماشي يا ختي وريني شطارتك... 
* هتشوفي... 
" 3 آيس كوفي يا رنون... 
' حاضر... 
اعدتهم لهم و اخذهم هيثم و قدمهم 
" الفاتورة اهي... 
* اتفضل الفلوس... 
" شكرا... 
* بقولك... اسمك ايه ؟ 
" اسمي هيثم يا فندم... 
* عندك كام سنة ؟ 
" 30 سنة... 
* و انا 25 سنة... مناسبين لبعض اوي... 
" افندم ؟؟؟ 
* اقصد عليك... يعني انت طويل و رياضي و ليك كاريزما حلوة... تنفع ممثل على فكرة... 
" اشكرك ل رأيك... 
* ينفع نخرج سوا ؟ نتكلم شوية احسن من هنا... هتخلص شغلك امتى ؟ 
فهم هيثم قصدها و نظر الى رنا التي لاحظت اعجاب تلك الفتاة بهيثم و كلامها ذلك و تنظر لهم پغضب... وضع هيثم يده في جيب بنطاله و اخرج خاتم زواجه و ارتداه امامها
" انا متجوز... كنت شايل الخاتم في جيبي عشان ميتضرش من المية... 
* اه تمام... اسفة على الإزعاج... 
" ولا يهمك... 
خجلت الفتاة و هيثم عاد ل رنا... 
' كانت بتشقطك ؟ 
" اها... 
' لفلفي و تعالى... 
" هتعاقب ولا ايه ؟ 
' تعلالي بس... 
ضحك هيثم و لف من الباب... قفلت رنا باب المطبخ عليهم 
" شكلي هتقت*ل... في ايه يا رنون... ما طلعت الخاتم قدامها و قولتلها اني متجوز... اعمل ايه تاني ؟ 
' تغطي نفسك... 
" اتحجب يعني ؟ 
اقتربت منها رنا و نظرت الى عيناه پحده... اقفلت له أزرار التيشيرت و قالت 
' مش لازم توريهم عضلاتك... بعدين انت مش لابس ليه بلوڤر تحت التيشيرت ده ؟ 
" الجو حر... 
' يا راجل ! 
" اه والله حر... 
' الجو حر و احنا في الشتا ؟! ده انا لابسة الدولاب كله بسبب البرد... 
" مش برد للدرجة... 
' متتكلمش مع اي بنت هنا تاني... ازيد من انك تاخد طلباتهم متتكلمش اكتر من كده... 
" ليه بقا ؟ بتغيري عليا ؟ 
' اه بغير... عندك مانع ؟ 
" لا طبعا معنكسويًا و انتهى اليوم و جاء محمد اخذ ايراد اليوم 
* لا بجد انتوا حاجة فوق الخيال... حلو المبلغ بتاع النهاردة... 
' هيثم ساعدني جدا... و تعب معايا... 
" و هي برضو تعبت... من غيرها مكنتش هعرف اعمل حاجة
* شكلكم بتحبوا بعض اوي... 
نظر هيثم الى رنا و غمز لها بعينه... ابتسمت رنا و قالت 
' نضفت المطبخ و هيثم مسح الكافيه... في حاجة تاني نعملها ؟ 
* لا مفيش... شكرا ليكم... تقدروا تمشوا... 
اخذت رنا حقيبتها و ذهبوا... 
" قولتلك اجي بالعربية... اهو مفيش مواصلات... 
' عادي يا هيثم... نتمشى لغاية الشقة... 
" كام شارع ؟ 
' مش كتير... 8 او 9 شوارع كده... 
" دول مش كتير ؟ 
' مش عاجبك روح لوحدك... 
" اوووف... قولتلك مش همشي... 
' أنت حر... 
نظر لها هيثم و هو رافع حاجبه تنهد و مشى معها... 
" حلو منظر الشوارع و هي فاضية كده... 
' اه فعلا... بحب الهدوء ده... 
" و هيثم بيحبك... 
نظرت له و هي تبتسم... ابتسم لها أيضًا و امسك يدها و مشيا معًا... 
اشتروا قهوة من كُشك صغير و شربوها في طريقهم... فجأة سمعوا صوت عالي... نظروا للسماء ثم نظروا لبعضهم 
' ده صوت الرعد ! 
" هتمطر علينا يا ام وش حلو... 
' الآه ؟ و انا مالي يا لمبي...
بدأت قطرات المياة بالتساقط عليهم... خلع هيثم معطفه بسرعة و وضعه فوقهم ليغطيهم من المطر  
' هيثم انا لو اخدت برد هقت*لك... 
" و انا مالي ؟ تصدقي انك باردة... اصلا الجاكت بتاعي اوعي كده 
اخذ الجاكت لنفسه و هي عادت اليه بسرعة 
' بتسيبني اتبل يا بارد... 
" ما انتي اللي باردة... انا مالي بالظواهر الطبيعية اللي بتحصل دي... 
' بس المطر تحفة... 
" طب اقعدي تحته... 
' تعرف يا هيثم لو سحبت الجاكت مني هقت*لك... 
" يا عم امشي خلينا نغو*ر نروح... 
عادوا الى الشقة و دخلوا... 
" هروح استحمى بما اني كده كده اتبليت... 
' ادخل... 
" تعالي اغسليلي شعري... 
' عايزني ادخل معاك اغسلك شعرك ؟ 
" اها... 
' في احلامك... ( خلعت الشراب من رجلها و ألقته عليه ) روح استحمى بالمرة... 
" يا معفنة بترميني بالشراب ! 
كان سيمسكها لكنها ركضت بسرعة للغرفة و اقفلت الباب 
" طيب... لما تخرجي... ماشي يا رنا... 
دخل هيثم الحمام... فتحت رنا باب الغرفة بعد ان بدلت ملابسها... سمعت صوت المياة في الحمام ف عرفت انه في الداخل... دخلت المطبخ لتعد مشروب ساخن يدفيها... رأت محبس المياة و ابتسمت بشَر... 
" يا رناااا... 
' يا نعم ؟ 
" المية قطعت عليا... 
' يا عيني... خلاص نشف نفسك و اخرج... 
" انشف ايه... انا شعري كله صابون و مش قادر افتح عيوني من الصابون اللي عليها... 
' اعمللك ايه يعني ؟ في حد يستحمى في الشتا و الساعة 2 بالليل !! 
" انتي مالك استحمى 2 بالليل ولا 5 الفجر ملكيش دعوة !! المهم اتصرفي يا رنا و الحقيني... انا بدأت اتكتك من البرد هنا 
' اخرج اخد جردل مية من الجيران ؟ 
" لا متخرجيش... الوقت متأخر... 
' خلاص نام في الحمام... 
" انتي بتستعبطي !! 
' اعملك ايه يعني ؟ 
" اتصلي بالز*فت اللي ماسك خط المية على المنطقة دي... 
' مش معايا رقمه... 
" انا هقولك رقمه بس انجزي انا بردت فعلا... 
' اهو مسكت التليفون... بسمعك اهو... 
" اكتبي عندك ***** 
' يووووه... 
" في ايه ؟ 
' معنديش رصيد ڤودافون... 
" يلهوي... طب اتصلي من تليفوني... 
' اخدت تليفونك اهو... هتصل حاضر 
' الو يا استاذ خالد... المية مقطوعة ليه ؟ ايه ! المية هتفضل مقطوعة 3 ايام !! 
" 3 أيام ازاي يخر*بيت ابوكو
' مينفعش يا استاذ خالد... جوزي في محپوس في الحمام مش عارف يخرج... للأسف معنديش اي مية زيادة... انتوا قطعتوها فجأة... بعد ساعتين هترجع المية ؟ ماشي تمام اهو احسن من 3 ايام... سلام يا استاذ خالد... 
وضعت رنا الهاتف على المنضدة... هي لم تتصل بأي احد اساسا... 
" عملتي ايه ؟ 
' قالي هيرجعوا المية بعد ساعتين... 
" ساعتين ايه... انا هتجمد هنا... 
' معلش استحمل يا هيثم... 
" مفيش اي مية في المطبخ ؟ 
' مفيش غير نص ازازة... 
" طب هاتيها اشيل الصابون من على وشي... 
' ما انا شربتها... كنت عطشانة... 
" عطشانة في الشتا !! 
' اه انا بشرب مية كتير في الشتا... حد قالك تستحمى اصلا... 
" مااشي يا رنا مااشي...

كان هيثم جالسًا على السرير مُغطى بأكلمه بالطانية... دخلت رنا و معاها كوب كاكاو ساخن... 
' اشربه هيدفيك... 
اخذ منها الكوب و شربه 
' ده انت بردت خالص... 
" تقولي ايه بقا... بقالي ساعتين محپوس جوه... 
' كتر خيرك... قولي يا هيثم... 
" ها ؟ 
' الجو لسه حر ؟ 
قالتها و هي تبتسم له... فتح هيثم فمه پصدمة و قال 
" انتي اللي قطعتي عليا المية !! 
' ايوة انا اللي قطعتها... هيهمك في ايه يعني... ما الجو حر... مش ده كلامك ولا هتتبرى منه... 
" والله لوريكي... 
امسك الوسادة و ضر*بها بها... 
' اد انت الضر*بة دي ؟ 
" اه ادها... و هضر*بك تاني... 
ضر*بها مرة اخرى بالوسادة... توعدت له رنا و امسكت الوسادة و ضر*بته بها... اشتعلت حرب الوسائد بينهم 
" نفسي افهم انا جوزك ولا عدوك... في حد يقطع على الحد المية في الشتا يا جا*حدة... 
' ما انت قولت الجو حلو و مكنتش لابس البلوڤر... عامل فيها بات مان في نفسك اوي... 
" ألبس اللي انا عايزه... متدخليش يا سحلية 
' اه عشان البنات تقعد تبص عليك و تعاكس فيك و يحبوك... 
" يا ستي انتي مالك... ربنا زارع فيا محبة الناس... 
' قصدك البنات يا نسوانجي... 
ضحك و ضر*بها مجددا بالوسادة... وقعت رنا على السرير و قبل ان تنهض حاوطها بجسده... 
' هيثم... 
" شششش... مټخافيش... مش هعمل حاجة... بس انا صريح و بقولك اهو عايز بو*سة... 
' هيثم اتلم... 
" لا مش هتلم... انا اتلميت بدري عشان كنا في الكافيه و وسط ناس... دلوقتي احنا لوحدنا... 
' ينفع بكره ؟ 
" هي تذاكر ولا ايه... لا انا عايز بو*سة دلوقتي... او مفيش نوم و خليكي مطبقة... 
سكتت قليلا ف قرّب خده منها و قال 
" هو انا هفضل مستني كتير... يلا يا رنون... 
ابتسمت ثم قَبلته في خِده... مجرد ما شفتاها لامست بشرته احس انه في عالم آخر... كم هي جميلة و قُبلتها ساحرة مثلها... 
' يلا ابعد عشان اتخمد... 
" شكرا على البو*سة... 
نظرت له بحرج اما هو ظل مبتسم لها... 
" قبل ما ابعد هعمل حاجة بس متفهنيش غلط... 
نظرت له بعدم فهم... رفع هيثم البلوڤر قليلا... رأى مكان الط*عنة... 
" الو*سخ عمل فيكي كل ده ؟ 
اومأت له إيجابًا ثم بدات في البكاء بدون صوت... قَبل هيثم جر*حها بلطف و هي تفاجئت و كانت ستبتعد لكنه قال 
" كنت بلعب في الشارع زمان وقعت و ايدي اتعو*رت و قعدت اعيط... ماما كانت بتحطلي مرهم يخفف الألم و برضو كنت بعيط... مسكت ايدي و مكان الجر*ح با*ستها... حسيت ساعتها إن اصلا متعو*رتش... مش عارف ايه السبب بس حسيت بكده بجد... ف قولت اعملهالك... يمكن أمي كان ليها نظره طبية مختلفة... 
ابتسمت رنا بعد سماع تلك القصة اللطيفة و زال توترها… تسآلت هل هو حقا يبحث عن أي طريقة ليخفف من آلامها ؟ 
ابتعد عنها و وضع وسادة في نصف السرير... استلقى في مكانه و هي كذلك... 
" رنا... 
إلتفتت له... امسك يدها و قال 
" اوعدك اني هعوضك عن كل اللي مريتي بيه... مفيش أل*م و مفيش معاناة تاني... ربنا يقدرني و اخليكي سعيدة دايما... يكفيني بس اشوفك مبسوطة من قلبك... بحبك أوي... 
ابتسمت له رغم الدموع المحيطة بعيناها... مسح دموعها بيده و قال 
" مفيش عياط تاني و اعتبري ده شرط جديد... 
' يا راجل ؟ و دي اعملها ازاي ؟ 
" مسموحلك بالعياط في حالة وحدة بس... لما تفرحي... غير كده مش مسموح... و لو ملتزمتيش بالشرط ده هخلي قاسم يتدخل و ده ما بيصدق يلاقي قضية و يتحشر فيها و يو*لع الدنيا
ضحكت رنا ثم قالت 
' هيثم... زي ما انت شايف يعني... انا بخاف بزيادة لما تقربلي... مش قادرة انسى و ده ڠصب عني... أنا مش هقدر اكون زوجة ليك... 
" انا معاكي لحد ما خۏفك ده يمشي... 
' مش هتزهق يعني ؟ 
" مش هزهق... و هساعدك تتخطي كل مخاوفك... انتي بس ثقي فيا... 
' واثقة فيك... 
ابتسم لها ثم قال 
" يلا بقا اتخمدي سهرنا اوي النهاردة... منه لله اللي كان السبب... 
' بتلقح عليا ؟ 
" انتي عايزة تتخانقي ؟ 
' والله ؟ ده انت اللي عايز تتخانق... بعدين انت واخد اكتر من نص البطانية لوحدك... 
" يعني الحتة دي مش مكفياكي ؟ 
' اديك قولتها بلسانك... دي حتة... 
" اعملك ايه انا همو*ت من البرد... 
' على أساس انا مش بردانة... 
" بردانة ليه و حضڼي موجود ؟ 
' يا عم اتلهي... 
قالتها ثم ضر*بته بالوسادة و اعطته ظهرها... ضحك هيثم و ظل ينظر إليها حتى غفي... بعد مرور بعد الوقت... إلتفتت له  وجدته نائم... ظلت تنظر اليه و تتأمله و الإبتسامة لم تفارق وجهها... ثم امسكت بالوسادة التي تفصلهم... ألقتها على الأرض... اقترب منه بهدوء و هو ظل نائما... اقتربت أكثر و وضعت رأسها على صدره و عانقته... 
' الحمد لله مصحيش... و لما يصحى الصبح هقوله انه هو اللي رمى المخدة و حضڼي و هبهدله... 
" سمعتك على فكرة... 
مسد على شعرها بيده... تفاجئت رنا عندما سمعت صوته... انه مستيقظ... نظرته له بخجل و قال لها 
" غيرتي رأيك يعني ؟ 
' ما انت قولتلي بردانة ليه و حضڼي موجود... فجيت حضنتك... 
" و دفيتي ؟ 
' اه... 
" بحبك... 
نظرت له بحُب ينبع من عيناها الجميلتان... ملس على خدها برفق... وضعت رأسها على صدره و استعمت لضربات قلبه حتى نامت...

كانت سلمى تراقب ريم و تنتظر لحظة خروجها من غرفتها... طلبت سلمى مساعدة من نسرين و جعلتها تنادي عليها و نزلت اليها... دخلت سلمى الى غرفتها و اصطادت الهاتف... ذهبت للحديقة من باب المطبخ و اتصلت على هيثم 
" نعم يا سلمى ؟ 
* اخدت تليفون ريم اخيرا... فينك انت ؟ 
" خليه معاكي انا جاي...

يتبع....

البارت الـ 17 من رواية #عشق_مختلف
وقفنا لما عرفت تاخد تليفون ريم و اتصلت على هيثم عشان يكشفها بالظليل انها سبب في ظهور اخو رنا

كانت سلمى تراقب ريم و تنتظر لحظة خروجها من غرفتها... طلبت سلمى مساعدة من نسرين و جعلتها تنادي عليها و نزلت اليها... دخلت سلمى الى غرفتها و اصطادت الهاتف... ذهبت للحديقة من باب المطبخ و اتصلت على هيثم 
" نعم يا سلمى ؟ 
* اخدت تليفون ريم اخيرا... فينك انت ؟ 
" خليه معاكي انا جاي...
قفل هيثم تليفونه و اخذ معطفه و ارتداه... جاءت رنا المطبخ و قالت 
' أنت خارج ؟ 
" في مشوار كده لازم اخلصه و جاي... 
' تمام 
اخذ مفاتيح سيارته و خرج... لكن عاد مجددا و وقف امامها 
' نسيت ايه ؟ 
" نسيت اهم حاجة... 
' ايه هي ؟ 
اقترب منها و قَبلها في خدها... تفاجئت رنا... هذا أول مرة يودعها بهذا الشكل اللطيف... لكن سعدت كثيرا من قلبها 
" مش هتأخر و اسبقيني انتي على الكافيه... 
اومأت له بإبتسامة... ابتسم هو ايضا و ذهب... وضعت رنا يدها مكان القُبلة و زادت ابتسمتها... 
' هتوقعني في حُبك اكتر ما واقعة يا هيثم

وصل هيثم للقصر و دخل... احضتنه والدته مجرد ما رأته 
* وحشتني اوي... 
" انتي كمان وحشتيني... 
* هترجع القصر امتى ؟ 
" مش عارف بس قريب اوي 
قال ذلك و هو ينظر للاعلى بإتجاه غرفة ريم 
" عن اذنك يا امي هروح اجيب حاجة من اوضتي 
* والله مش هتتحرك... تعالى نفطر سوا... 
" دقيقة بس... 
* ولا كلمة... يلا الفطار على السفرة اهو... 
لم تسمح له بالذهاب فاضطر ان يجلس... كتبه رسالة على هاتفه و ارسلها ل سلمى 
" انا تحت و امي مش مخلياني اطلع... اوعى التليفون يبعد عن ايدك.... 
رأت سلمى تلك الرسالة... ف عرفت انها سوف تُلهي ريم حتى يأتي هيثم... 
• سلمى... مشوفتيش تليفوني ؟ 
قالتها ريم و هي تدخل لغرفتها... تفاجئت سلمى و بحركة سريعة وضعت هاتفها تحت الغطاء... 
* بتقولي ايه يا ريم ؟ 
• تليفوني مش لاقياه 
* شوفيه هنا ولا هنا... او اسألي الدادة عليه 
• سألتها و قالتلي متعرفش و مشافتهوش حتى... عشان كده جيت اسألك... 
* لا مشوفتهوش... لو شوفته هقولك 
• ماشي 
إلتفت لتخرج لكن عينها لقطت طرف شيء لونه بنفسجي تحت الغطاء... هي تعرف ذلك اللون جيدا... هذا لون جراب هاتفها !! 
* اقفلي الباب وراكي... 
• ما تدوريلي شوفي تليفوني ممكن جه بالغلط عندك 
* لا معنديش... انا لسه مرتبة الأوضة و مشوفتهوش 
• متأكدة ؟ 
* اه متأكدة... 
• امممم ( تحولت نظرتها العادية الى نظرة ڠضب و اقترب من السرير و اخذت هاتفها من تحت الغطاء ) هو ده اللي مش عندك ؟ انتي ازاي تاخديه و بتعملي بيه ايه اصلا ! 
* و مالك اتعصبتي كده ليه ؟ مش انتي بنت عمي... كنت بنكشك مش أكتر 
• والله؟! ازاي ايدك تتمد على تليفوني من غير اذني !! 
* عادي 
• ده انتي اټجننتي شكلك ( امسكتها من يدها و ضغطت عليها بقوة ) اخدتي تليفوني من ورايا ليه و عملتي بيه ايه ؟ 
نظرت لها سلمى بلامبالاه و لم تتكلم 
• اتكلمي... كنتي بتعمبي ايه بتليفوني !! 
* بتجسس عليكي... بشوفك بتكلمي مين... 
قالت سلمى ذلك ببرود... تفاجئت ريم و خاڤت ان يكون كُشف امرها 
• شوفتي ايه ؟ 
* مالك خاېفة كده ليه ؟ 
• بقولك شوفتي ايه انطقي !! 
* طالما متوترة كده يبقى فيه حاجة كبيرة... 
• قصدك ايه ؟ 
سحبت سلمى يدها من قبضتها و ازاحت شعرها للخلف و قالت 
* قصدي انك سبب ظهور احمد اخو رنا... انتي اللي عرفتيه ان رنا هنا في القصر و جه و حصل اللي حصل ده... 
• لا انتي اټجننتي فعلا... و انا هعرفه من فين ده ؟
* اسألي نفسك...
• سلمى انتي بجد غبية... ايوة انا فعلا عايزة رنا تمشي و تبعد عن هيثم...بس هوصل لاخوها ده ازاي...
* جو العبيطة ده مش هياكل معايا... 
و بحركة سريعى اخذت سلمى منها الهاتف 
* يا ترى التليفون ده فيه ايه خلاكي خاېفة للدرجة دي اني اعرفه ؟ 
• سلمى هاتي التليفون !! 
* لا... لما هيثم يجي ابقا ادهولك... 
• بقولك هاتيه !! 
شدوا مع بعضهم... سلمى تشد الهاتف من جهه و ريم من الجهة الاخرى... فلت الهاتف منهم و تزحلق على الأرض حتى وصل عند الباب و اصطدم به... ريم تركت سلمى و ركضت لتأخذه... مدت يدها ل تلتقطه من الأرض... اخذ هيثم الهاتف قبلها... تفاجئت عندما رأته و بلعت ريقها پخوف و حاولت ان تتصرف بطبيعية
• هيثم !! اخيرا جيت... نورت والله 
" ايه اللي بيحصل هنا ؟ 
• ولا حاجة... شوفت بلوزة على النت عجبتني و مش فاضل غير قطعة وحدة بس... سلمى عجبتها نفس البلوزة دي ف شدينا مع بعض على مين يطلبها... 
" ما شاء الله... ريم انتي بقيتي محترفة اوي في الكذب
• مش بكذب... بعدين تليفوني وقع... ممكن اخده اشوفه حصله ايه... 
" لا مش هتاخديه... 
• ليه ؟ 
" جه الوقت نعرف كل حاجة... 
• حاجة ايه ؟ 
نظر لها هيثم بحدة ثم فتح الهاتف و اوصله بهاتفه و اخترق الرمز... تفاجئت ريم و سلمى تنظر لها پشماتة... 
" مين مروة دي اللي انتي متصلة بيها كتير ؟ 
• صحبتي... هتكون مين يعني ؟ 
" صحبتك اه... بس انا مش فاكر ان عندك صديقة اسمها مروة... انا اعرف ان صحبتك اللي قريبة منك اسمها سالي... صح كلامي ولا لا ؟ 
• مروة دي صاحبتها جديد و بنتكلم... 
" صاحبيتها جديد !! امممم 
قال ذلك ثم اسند ظهره للحائط و قال 
" انتي عارفة اني بخاف عليكي انتي و سلمى بما انكم بنات عمي و في مقام اخواتي... ف بحب اعرف انتوا ماشين مع مين... مروة دي اول مرة اسمع اسمها... هتصل عليها و نشوف مين مروة دي... 
قلقت ريم كثيرا... اتصل هيثم عليها... و لكن لم ترد 
" نتصل تاني... كده كده انا فاضي اصلا... 
اتصل هيثم مجددا... ريم ايقنت انها ستُكشف لو رد احمد على هيثم... اقتربت لتسرق الهاتف من يده لكنه امسك يدها 
" تؤ كده غلط... احنا مش عيال عشان نعمل الحركة دي... انضجي يا ريم... 
• هيثم دي مروة صحبتي... انت عايز ايه ؟ 
" عايز اسمع صوتها... يمكن تعجبني... 
• يا هيثم... 
" ششش ولا كلمة... 
لم يرد و اتصل مجددا و رد... 
* هااا يا ريم... فيه اخبار عن رنا ؟ عرفتي هي فين ؟ 
ذلك صوت احمد... نظر هيثم ل ريم بغضبٍ شديد و هي تمنت ان تمو*ت في تلك اللحظة... 
* الو ؟ 
" هوصلك يا ابن ال ******.... قسمًا بربي ما هسيبك و هبقى كبوسك الأسود...
اغلق هيثم الهاتف و ألقاه على الأرض بقوة... 
" تعالي ورايا.... 
قال ذلك موجهًا كلامه ل ريم التي بدأت في البكاء... امسك يدها و قال 
" شكرا يا سلمى... 
قال ذلك و هو ينظر ل سلمى 
* العفو يا هيثم... دي اقل حاجة اعملها... 
تفاجئت ريم... هم الاثنان متفقان مع بعضهم !! 
شد هيثم ريم خلفه و ذهب الى مكتبه و اغلق الباب عليهم بالمفتاح... وقف امامها و هو في حالة ڠضب شديدة... 
• هيثم خليني اشرحلك... 
" تشرحي ايه ؟ انتي ايه بالظبط ؟ معندكيش ډم !! 
• معنديش ډم عشان بحبك ؟ 
" ده مش حب... ده اسمه مرض... 
• حُبي ليك بقا اسمه مرض ؟
" اه مرض... مفيش حد بيحب حد يبقى يأذ*يه... و انتي اذ*تيني كتير و شتتي علاقتي بمراتي 
• انا حبيتك بجد... مفيش حد حَبك ادي انا... انا حبيتك قبل ما هي تتجوزك... 
" كام مرة قولتلك اني مش بحبك ؟ كام مرة قولتلك اني مش بعتبرك اكتر من اخت ؟ كام مرة قولتلك انسي اني ابقا حبيبك ؟ كل ده قولتلهولك قبل ما اتجوز بسنين اصلا... 
• انت مش حاسس بمشاعري ناحيتك... ولا عمره حاولت تحبني ولا تدي نفسك فرصة انك تحبني... لو حبتني انا كنت هخليك اسعد انسان في الدنيا كلها... 
" أنا بحب رنا... و مش هحب غيرها... مستحيل اقبل غيرها تكون مراتي... 
• و انا ؟ 
" انتي ايه ؟ هل انا عَلقتك بيا ؟ 
بكت و قالت 
• اه علقتني بيك... حبيتك من و انا طفلة... بس لما كبرت قولت عادي دي مجرد مشاعر طفولة ملهاش لازمة... بعد ۏفاة ماما و بابا انت اللي كنت موجود معايا... مهتم بيا و كنت تروح معايا كل يوم الجامعة... كنت بتشاركني في تفاصيل يومي كلها... اهتمامك بيا ده خلاني احبك... علقتني بيك... خلتني احبك و مشوفش غيرك 
" انا عملت كده عشان متحسيش انك لوحدك... و عملت كده برضو مع سلمى... عملت كده معاكم عشان تحسوا ان ليكم حد مهتم بيكم و ان لسه عندكم عيلة بعد ۏفاة اهلكم... اشمعنا انتي فهمتي اهتمامي ده على أنه حُب ؟ ليه سلمى معملتش زيك ؟ 
• عشان سلمى عندها قاسم في حياتها... بيحبها و هي بتحبه... انا معنديش حد بيحبني... انت الوحيد اللي حسستني انك بتحبني و مهتم بيا و انا افرق في حياتك... عشان كده مش عيزاك تبعد عني... و بعمل اي حاجة عشان تكون ليا وبس... 
" و انا قولتلك بصراحة و بكلام مباشر اني مش بحبك... و مستحيل ابادلك نفس المشاعر... حُبك اللي من طرف واحد ده دمر*ك... مفكرة اني هكون ليكي لما تخلي احمد يلاقي رنا و يقت*لها ؟ 
• هي غلطت لما خا*نت جوزها السابق و هربت من اهلها يبقى تستاهل القت*ل !! 
" مخا*نتهوش... هو اللي خا*نها... و لما عرفت و جات تمشي حاول يقت*لها و كانت هتمو*ت بسبب طع*نته بالسك*ينة ليها... و لما اتقبض عليه و أثبتت التهمة عليه قال انها خا*نته و ده اللي دفعه يعمل كده... اخوها اللي انتي عيزاه يوصلها ده عارف كويس اوي ان رنا بريئة و عشان الفلوس اللي عليه من جوزها السابق بقا في صفه... شَهَر بسُمعتها وسط عليتها و عايز يقت*لها على حاجة معملتهاش... و هي هربت لانها معملتش حاجة... 
تفاجئت ريم و قالت 
• الكلام ده حقيقي ؟ 
" اه حقيقي... و للأسف انتي بقيتي مشتركة في وسط القذ*ارة دي... طبعا انتي اللي هكرتي تليفونها و كلمتيني على أساس انها هي... 
نظرت ريم للارض ف قال هيثم 
" كنت عارف انك بتكر*هيها... بس مكنتش متخيل ان الكُره يوصلك لكده... ليه يا ريم ؟ انتي لو بتحبيني زي ما بتقولي كنتي هتتمني تشوفيني سعيد... مش تخربي حياتي معاها... 
• هيثم والله انا بحبك... انا مكنتش اعرف كل ده... 
" مكنتيش تعرفي لان هدفك الأساسي انك تأ*ذيها هي... و آذ*تيني انا كمان معاها... نجحتي في تشتيت علاقتنا... بس اديكي عرفتي كل حاجة اهو... 
• خلاص انا اسفة... مش هعمل كده تاني و لا هكلم احمد ده تاني... 
ضحك هيثم بسخرية و قال 
" هو انتي مفكرة ان ده كله هيعدي بكلمة أنا آسفة ؟! 
• يعني ايه ؟ 
" لمي هدومك... هتسافري على ألمانيا تشتغلي هناك... هتديري فرع الشركة من هناك 
• اسافر ! 
" اه تسافري... شوفي الناس بره... اعرفي وجوه جديدة... قعدتك في البيت خلاتك وحدة تانية انا مش عارفها... 
• لا مش هسافر... و مش هتقدر تجبرني اسافر بالعافية 
" خلاص عادي... يبقى كله يعرف اللي انتي عملتيه... 
تحرك هيثم بإتجاه الباب ف قالت 
• أنت هتقولهم بجد ؟ 
" اه هقول... خليهم يعرفوا قلبك الأسود اللي انتي مخبياه عن الكل... 
• لا يا هيثم متعملش كده... ارجوك متقولش لحد... 
" يبقى تسافري... 
• هيثم انت عارف ان عندي رُهاب اجتماعي... مقدرش اسافر... انا فعلا غلطت و ندمانة على اللي عملته... و حياة باباك مش هعمل حاجة ل رنا و هصلح من نفسي بس سفر لا 
" مش هتسافري لوحدك... كريم هيسافر معاكي 
• كريم مين ؟ 
" حد كده انا اعرفه... محل ثقة يعني... هيسافر معاكي و هيساعدك ترجعي ريم اللي كلنا نعرفها... لو انتي فعلا ندمانة و عايزة تصلحي من نفسك...يبقى تسافري...
نظرت له ريم و عيناها مليئة بالدموع 
• هتسامحني لو سافرت و اتغيرت ؟ 
" أكيد... مفيش غيري يعرف بكده... و سلمى مش هتتكلم 
• خلاص موافقة... هسافر... 
ابتسم لها ابتسامة خفيفة و ذهب....  

خرجت سلمى من الجامعة بعد ما انهت محاضارتها... 
- سلام يا سلمى... 
* سلام يا بناويت... 
نظرت سلمى امامها وجدت قاسم... لم تتحدث معه و اكملت طريقها لكنه مشي بجانبها 
* في حاجة يا قاسم ؟ 
• اه فيه... البنت اللي بحبها بقالها فترة زعلانة مني... 
* انا مش بحبك يا قاسم... 
• طب عيني في عينك كده ؟ 
* قاسم... سيبني امشي... 
• نمشي سوا ؟ زي زمان... 
* زمان كنا مخطوبين... دلوقتي لا... 
• على فكرة انا استأذنت من سيف و قولتله اجي اوصلك و وافق... 
* و انت مين عشان توصلني ؟ 
• حبيبك... 
* ههه... نكتة حلوة بس مضحكتش... جرب غيرها
• انا صديق العيلة على فكرة... و لو سيف مش واثق فيا مكنش هيوافق اجيلك الجامعة... 
* انت و سيف اختلصوا... ابعد عني... 
• ابعد لغاية امتى ؟ 
* لغاية ما تتجوز... 
• انا اتجوز ؟ مفيش وحدة هستحملني غيرك على فكرة... 
* لا فيه... شوفلك محامية زيك و جرجروا بعض في المحاكم... مش دي هوايتك ؟ 
• اه هوايتي... بس ده شغلي و انا بحب المحاماة... 
* و انت اخترت شغلك... عايز مني ايه ؟ 
• سلمى انتي خيرتيني بينك و بين شغلي... و ده مينفعش... ينفع انا اخيرك بيني و بين تعليمك ؟ اكيد لا و انتي مش هتوافقي على كده طبعا... و مش معنى اني اخترت شغلي يبقى كده انا مش بحبك... انا بحبك لحد دلوقتي... والله حاولت الاقي وظيفة تناسبني و تناسبك بس ملقتش... انا بحب مهنتي و ماشي فيها بما يرضي ربنا... و متقوليلش اتوظف في شركة هيثم... لو بقيت موظف عنده انتي عارفة هيثم... هيديني مرتب انا مستحقهوش... اي نعم انا المحامي الأساسي لشركته بس في أول و نهاية السطر اسمي محامي... 
* اه و بعدين ؟ 
• تعالي نرجع... 
* ليه ؟ 
• عشان انا زهقت من كوني اعزب في البطاقة... 
* بنات الكرة الأرضية كتير... مجتش عليا يعني... 
• بس انا عايزك انتي... 
* و مين قالك اني هرجع ؟ 
• هيثم قالي... 
* قالك ايه ؟ 
• لما اخدت برد شديد من كام يوم... كنتي واقفة فوق راس هيثم... اتاريه كان بيتصل عليا كل خمس دقايق عشان سلمى هانم كانت قلقانة عليا لاني وحيد و عايش لوحدي ف خاڤت يحصلي حاجة... 
احمر وجهها خجلا و توعدت ل هيثم الذي كشف امرها 
• معاملتك الجافة ليا كانت هتخليني اصدق انك شيلتيني من قلبك... بس بعد الموقف ده... اتاكدت ان مشاعرك ناحيتي لسه موجودة زي ما هي و متغيرتش... و انا بحبك... يبقى نرجع... على فكرة... دبلتك لسه معايا... 
* مش بالسهولة اللي انت مفكرها دي... 
• يعني ؟ 
* موضوعنا مُنتهي من زمان اوي... 
• انتي اللي انهتيه مش انا... انا مش فاهم... هتفرحي لما تشوفيني مع وحدة غيرك ؟ 
صمتت قليلا ف اكمل 
• هنتخطب تاني... 
* مش بمزاجك... 
• طب مروح معاكي اهو و نشوف الحوار ده بعدين... 
مشيا مع بعضهم... لم تنكر سلمى انها فرحت لانه مازال يفكر فيها... و لكن هي متذبذبة بعض الشيء

ذهب هيثم للكافيه و دخل الحمام ارتدى التيشيرت الخاص بالكافيه... خرج وجد رنا تأخذ الطلبات من الزباين 
' جيت اخيرا... على العموم انا اخدت كل الطلبات... و الصراحة زهقت من قعدة المطبخ دي... تعالى نبدل النهاردة... انا هبقى الجرسونة
" لا... 
' الآه ؟ ليه ؟ 
" مرات هيثم عاصم متبقاش جرسونة في وجودي... مش عايز حد يبصبلك بصة متعجبنيش... 
نظرت له لوهلة ف قال و هي يأخذ منها النوتة و القلم 
" على المطبخ... 
' لولا ان الناس قاعدة كنت هردحلك... 
قالت ذلك و ذهبت للمطبخ... ضحك هيثم و قال 
" يا حبيبي ابوس ايدك سيب علبة المناديل في حالها... مش كل ما تيجي هنا تطلع المناديل و تقطعها... ما تلمي ابنك يا مدام ! 
* انت بتزعق ليه ؟ ابني عمل حاجة ؟ 
" لا معملش... انا اللي عملت... انا مني لله... تطلب ايه يا حبيبي ؟ 
* كراميل بالبندق... و ماما لبن بالمكسرات... 
" حاضر... 
ذهب هيثم الى رنا و اعطاها الورقة... كانت تضحك 
" بتضحكي على ايه ؟ 
' ساعات بحس ان الطفل ده مستعندك... اول ما يجي هنا يقطع في المناديل... 
" شقي مش بيتهد... بس بقولك يا رنون...
' يا نعم ؟ 
" تفتكري لما نخلف... ابننا هيطلع شقي زيه ؟ 
نظرت له و قالت 
' نخلف ؟! 
" اه نخلف... 
' قبل ما نتجوز... لما كنت شغالة في القصر يعني... سمعت مامتك بتقول انك ضد الخلفة و انك لما تتجوز مش هتخلف
" اه فعلا بس بما اني بحبك ف اكيد حابب اخلف منك... 
نظرت له بتعجب و لم تتكلم 
" الواحد لما يلاقي الإنسان اللي بيحبه... بيبقى حابب يعمل كل حاجة معاه... متأكد اننا هنكون أسرة لطيفة... 
' بس مظنش إني هبقى ليك الزوجة اللي انت عايزها... 
" عادي... اصبر... 
' لغاية امتى ؟ 
" لغاية ما انتي تيجي بنفسك و تترمي في حضڼي... مش العكس... 
نظرت في عيناه المليئة بالحُب المُكنن لها... وضع يده على وجنتها التي احمرت من الخجل و اقترب ليُقبلها ف ابعدته بسرعة
' هيثم لِم نفسك... احنا في الكافيه مش في البيت 
" اه معلش سرحت شوية...
' الطلب جِهز اهو... يلا يا جرسون شوف شغلك 
" حسابك في البيت... 
ضحكت و ذهب...
مَر اليوم و انتهى... جاء محمد اخذ إيراد اليوم مثل العادة و سلموه المكان نظيفًا و ذهبوا للبيت... اكلوا سويًا... كان هيثم يتحدث مع قاسم و بعد انتهاء المكالمة لم يجد رنا بالغرفة... وجدها جالسة في الشُرفة 
" مالك ساكتة ليه ؟ 
' مفيش... 
" متأكدة ؟ 
همهمت بنعم... جلس هيثم بجانبها على الكنبة الصغيرة... 
" عايز اسألك سؤال... 
' اسأل... 
" يعني من اول ما عرفتك... لاحظت انك بتحبي تقعدي في البلكونة كتير... ليه ؟ 
تنهدت و نظرت إليه 
' في الأربع سنين اللي عشتهم لوحدي... كنت بتقعد في البلكونة زي كده... ابص للسما... و اتكلم مع نفسي... مكنش معايا حد... ف كنت بلجأ للكلام مع نفسي... عارف احساس لما تكون عيلتك موجودة بس مش موجودين في نفس الوقت و انت ولا حاجة بالنسبالهم ؟ احساس وحش اوي... اتمنى متجربهوش ابدا... 
" بس انتي مش لوحدك دلوقتي... انا موجود معاكي و مش هسيبك... قولتلك الماضي بتاعك هغيره لحاضر جميل هينسيكي كل حاجة 
قال ذلك ثم امسك بيدها... لكن ابعدت يدها عنه و قال 
' بس انت مش مجبر تغير حاجة انت ملكش ايد فيها... اللي حصل فيا ده لسه لحد الآن سايب ندبة جوايا... ساعات بحس ان غلط اني ابقا سعيدة... اتعودت اني اتك*سر و ازعل... مش عارفة انت متمسك بيا ليه و انا حتى حقوقك الزوجية انا مش قادرة ادهالك... و مش هقدر اصلا... انا جسمي كله بيرتعش مجرد ما تمسك ايدي بس... بفتكر كل حاجة وحشة عملها فيا... بفتكر كل ليلة سودة عيشتها معاه بدون إرادتي و بدون رغبتي... حاولت انسى بس مش قادرة... هيثم... انا مش هقدر اكون حبيبتك اللي أنت عايزها... هتصبر على الفاضي... مش همنعك انت حُر... امشي 
تنهد و قال و هو ينظر للسماء 
" مش همشي ولا هسيبك... 
' ليه يا هيثم ؟ فهمني ! 
" عشان بحبك و مقدرش اعيش ساعة وحدة من غيرك... افهمي بقا !! 
قال ذلك بزعيق و ڠضب... سقطت دمعها من عيناها السوداتين... دخلت للداخل... جلست على طرف السرير و تمسح دموعها بكُم البلوڤر... جلس هيثم بجانبها و قال 
" انا آسف... مقصدش ازعق فيكي كده... خلاص متزعليش 
' المشكلة مش فيك... المشكلة فيا انا... 
" بصي... متستسلميش للماضي و متبقيش اسيرة جواه... كلنا عندنا جوانب سودة في ماضينا... يعني عندك انا اهو... مرة بابا ضر*بني و كان هيك*سر ايدي لما بو*ست زميلتي في المدرسة من بوقها... 
ضحكت رنا وسط دموعها 
' بو*ستها بجد ؟ 
" اه... ما انا نسوانجي من طفولتي... كان يوم خړابة بجد...  اشتكت للميس و جابتلي امها و ابوها و اتصلوا على بابا... اتفضحت في المدرسة... دي بو*سة بس والله... 
ضحكت رنا مجددا 
" عارفة الغصن بتاع شجر المانجا ؟
' اه... 
" اهو بده ابويا ك*سره على ايدي في اليوم ده... 
' صعبة اوي... 
" الحمد لله عدت و ايدي متك*سرتش... بس قعدت مشلۏل كام يوم كده... بس والله كان يوم صعب مش هنساه ابدا... ان جيتي للحق انا استاهل... كنت خاربها و انا طفل... 
' خربتها برضو لما كبرت... 
" ما خلاص توبنا اهو... 
ضحكت رنا و هو ايضا ضحك... 
" ضحكتك جميلة أوي... اضحكي دايما... 
نظرت له و قالت 
' شكرا على كل حاجة بتعملها عشاني... شكرا على وجودك جمبي... 
" هفضل دايما جمبك... شكلنا مش هنام بدري... تيجي نتفرج على فيلم ؟ 
كانت ستتكلم لكنه قاطعها و قال 
" فيلم تركي بوليسي... 
ابتسم و هي سعيدة من قلبها... فهو يعرف كل ما تحبه... 
' في فيشار باقي من امبارح... هروح اعمله... 
ذهبت رنا للمطبخ و اعدت طبقين فيشار كبيرين و عادت للغرفة... جلست بجانبه و اعطته طبقه و بدأ الفيلم... هيثم لم يكن مهتم بالفيلم... كان عيناه عليها كل الوقت... يراقب حراكتها و ريأكشانتها التي يحبها... و يسأل نفسه... كيف حَبها و تعلق بها لهذا الحد ؟ دونًا عن الكل حَبها هي... 
' شوف بت الجز*مة !!
" ايه اللي حصل ؟  
' البت جونول طلعت هي اللي قت*لته... 
" دي اللي عاملة فيها ملاك من اول الفيلم ؟ 
' اه هي... 
" اخس... اتفووو عليها... تستاهل الاعد*ام
' بس فيلم جامد... اختياراتك بتعجبني... 
" ما انا اختارتك انتي... طبيعي تكون اختياراتي التانية جميلة... 
خجلت من كلامه و اسندت ظهرها للخلف و هو فعل مثلها... ظلا صامتان و ينظران لبعضهم فقط 
' هيثم... 
" عيون هيثم... هااا ؟ 
' احضڼي... 
" ايه !! 
' بقولك احضڼي... 
ابتسم بحُب و يداه إلتفت عليها و احتضنها و مسد على شعرها برفق... دفنت رأسها في رقبته و اغمضت عيناها و هي تستشعر دفىء حضنه و حنانه... سمعت بعض الكلمات... تفاجئت... انه يغني لها ! ظل يغني لها مقاطع من اغاني مختلفة... يختار كلمات معينة و يغنيها لها ليعبر عن حُبه
' صوتك حلو اوي... 
" بجد ؟ الواد قاسم قالي وحش 
' لا بالعكس... جميل اوي... 
" كويس انه عجبك... هصدعك بيه... 
' صدعني براحتك... 
" الواحد في قمة السعادة لان رنا في حياته... 
اهتز قلبها فرحًا من كلامه... ظلت بداخل حضنه وقتًا طويلاً و هو يلعب بشعرها... 
" تعرفي... انا بحب اوي الشعر الطويل و الأسود... 
' كنت هقصه... 
" خلي المقص كده يقرب منه و انا هوريكي... 
' هتعمل ايه يعني ؟ 
" مش هخرجك من حضڼي غير لما نخلف... 
' لِم نفسك يا هيثم... 
" ملموم اهو... 
ضحكت و هو ايضا ضحك 
' عمري ما كنت اتوقع انك تبقى جوزي و تحبني بالشكل ده... اول مرة لما شوفتك فيها قولت ايه ده ماله النطع المتكبر ده... كنت بكر*هك أوي 
" حب ما بعد عداوة... 
' بالضبط... 
" بس تعرفي... جميلة اوي تدابير ربنا... يعني مكنتش اتوقع اني احبك بس حصل اهو و روحي بقت فيكي حرفيا... تحسي ربنا له حكمة انه يجمعنا بعض... 
' انت عشان تلملم جر*حي و تنسيني اللي فات... عوض ربنا الجميل 
" و انتي عشان توجهيني للصح... اشكرك جدا على تجربة اني اخرج من مود الاغنية ده... حبيت اوي حياتي البسيطة دي... طبعا حبيتها لانك معايا... حاسس براحة فظيعة... اول مرة احس بكده كأني مكنتش مرتاح قبل كده 
خرجت من حضنه... نظرت له و هي مبتسمة... وضعت يدها على ذقنه و قالت 
' انا بحبك... 
قَبَل يدها و قال 
" و انا كمان بحبك... و متقوليش امشي تاني عشان بتضايق بجد... 
' انا آسفة... 
" يا روحي... ايه الكياتة دي... 
' انا كيوت ڠصب عنك يا منحنح... 
" والله حبيت الكلمة دي بسببك... 
ضحكا في ذات اللحظة... 
" طب يلا ننام عشان الوقت اتأخر ؟ 
' سبحان مغير الاحوال... مين اللي بيتكلم ده ؟ 
" عشان نعرف نصحى بدري و كده... 
' الله يرحم ايام ما كنت بتطبق... 
" عايز اصحى فايق يعني ايه المشكلة... 
' ننام و ماله... 
رتبوا السرير سويًا و ناما... كان كل واحد ينظر للاخر... امسك هيثم خصلات من شعرها و شمّها... 
" ايه الشعر الخطېر ده... متجوز روبانزل يا ناس... 
' بس يا اوڤر... 
" خرست اهو... 
ضحكت و ملست على ذقنه 
' هيثم... 
" قلب هيثم من جوه... هااا ؟ 
' بُصلي... 
ترك شعرها و بمجرد ما نظر إليها اقتربت منه و قَبلته بين شفتيه... تفاجىء هيثم لكنه سَعد كثيرا... مال عليها حتى اصبح فوقها و اغمض عيناه و بدأ في تقبيلها و هي منسجمة معه... فجأة دفعته بقوة بعيدا عنها و اعتدلت... تعجبت هيثم و قال 
" مالك ؟ 
' متقربش... خليك بعيد لو سمحت... 
" رنا مټخافيش... انا هيثم... 
وضع يده على كتفها احس بجسدها يرتعش... ابعدت يده عنها و قالت پخوف
' ارجوك متقربش... 
" خلاص انا بعيد اهو... 
نظرت له بحزن و بدأت الدموع تتساقط من عيناها... لم يستطع فعل شيء... لو اقترب منها ستخاف اكثر
" اهدي خلاص مفيش حاجة... 
' حاولت و فشلت... 
" عادي والله... اهدي بس 
قامت ف قال 
" رايحة فين ؟ 
' عايزة اقعد لوحدي... 
" القعدة لوحدك مش كويسة عشانك... 
' معلش سيبني لوحدي 
" لا مش هسيبك... بطلي تتهربي... هتفضلي لغاية امتى كده ؟ 
' يا هيثم.... 
" اسمعيني قبل ما تتكلمي... مټخافيش مني... انا هنا عشانك... عشان اساعدك و عشان تحسي انك مش لوحدك... لو سيبتك تقعدي لوحدك يبقى ايه فايدتي انا ؟ رنا طول ما انا هنا و معاكي انسي حاجة اسمها اقعد لوحدي... انسى معنى الوحدة ده... انا معاكي... 
زادت دموعها و نظرت بعيدا و قالت 
' هيثم... امشي... 
" امشي؟! 
' اه امشي... انت مش مجبر تستحملني... انت تستاهل تعيش مع وحدة طبيعية... مش مع وحدة مريضة زيي 
" انتي مش مريضة... اوعي تقنعي نفسك بكده... 
' لا انا مريضة فعلا... بطل تقول كلام أنت مش عارف معناه... ايوة انا مريضة
قالت ذلك بزعم و انفعال عليه 
' و لو مش مصدق تعالى اثبتلك... 
لم يفهم شيء... اقترب من الدولاب و فتحته... ألقت كل ثيابها على الأرض... اخرج ورق كثير من تحت تلك الثياب... إلتفت له و اعطته الورق 
' اقرأ الورق ده 
قرأ هيثم ذلك الورق... اتسعت عيناه عندما قرأه... رنا مصاپة بمتلازمة الجاموفوبيا !! نظر لها و ظل صامتًا 
' دي كلها نتيجة كشوفات عملتها لما حسيت اني مش طبيعية و بتظهر عليا اعراض زي الخۏف المستمر بدون سبب و حاجات تانية اظن كانت واضحة قدامك زي الشمس... كنت خاېفة اقولك و اترددت كتير عشان اقولك... بس كان لازم تعرف... اتأكدت دلوقتي اني مريضة بجد ؟
لم يتكلم ف اكملت 
' انا مش هزعل لو مشيت... لانك عمرك ما هتعرف تعيش بطبيعية معايا... فأنا بقولك بنفسي اهو... امشي يا هيثم... 
ألقى الورق على الأرض و اقترب منها... نظر في عيناها التي ڠرقت وسط تلك الدموع... وضع وجهها بين كفوفه و قال 
" قولتلك مش همشي... 
' يا هيثم افهم بقا... انا مريضة !! 
" و أنا مريض بيكي !! يعني مفيش فرق ما بينا 
كانت ستتكلم لكن اسكتها بقُبلته...

يتبع........


البارت الـ 18 من رواية #عشق_مختلف

' يا هيثم افهم بقا... انا مريضة !! 
" و أنا مريض بيكي !! يعني مفيش فرق ما بينا 
كانت ستتكلم لكن اسكتها بقُبلته و حضنها... تفاجئت رنا و حاولت ابعاده و لكن لم يبتعد... يتعمق في تقبيلها ليشعرها بحنانه و أنه مصدر أمان لها... احس بجسدها يهتز من الخۏف... ابتعد قليلا وجدها تبكي... مسح دموعها بيديه و اسند جبهته على جبهتها
" مفكرة انك لما تقولي على نفسك مريضة و توريني الورق ده كده انا هبعد عنك ؟ يبقى انتي لسه متعرفنيش... مستحيل اسيب اللي قلبها اختارها لأي سبب... انا معاكي للاخر و مش همِل مهما حصل...
' بس... 
" شششش... كلامك و تفكيرك الاعتيادي ده هو اللي بيتعب نفسيتك... عادي والله... مفيش انسان صحيح و متكامل... كلنا مرضى بس بمصطلحات مختلفة... مهما كنتي بتعاني من ايه... انا معاكي و مكمل... 
' انت مش مجبر تعمل كده... 
" لا مجبر... تعرفي ليه ؟ عشان هبقى غبي جدا لو سيبتك... انتي أول وحدة اتمسك بيها التمسك ده... لانك خلتيني ابقا انسان طبيعي... انا كنت متصنع في كل حاجة... حتى مشاعري كانت متصنعة و ملهاش اساس مبني عليه... لما ظهرتي في حياتي عملتيني يعني ايه حب و يعني ايه انسان يبقى على طبيعته و يتصرف عادي بدون تصنع... على فكرة... انا ضارب بوز نكد للكل بره... مش بهزر غير معاكي انتي... لتكوني مفكرة اني فرفوش و كده... محصلش... انا كنت وجه نكد والله 
فلتت قهقهة منها وسط دموعها 
" ايوة كده اضحكي... ايه الضحكة القمر دي... لاحظت ان الناب عندك حاد زي السك*ينة... 
' تحب اعضك ؟ 
" لا كفاية العضة اللي سابت علامة في رقبتي... 
' ايه ده هي لسه موجودة ؟ 
" اه لسه موجودة... الدكتور قالي شيلها بعملية تجميل... 
' ليه عضك كل*ب ولا ايه... 
" الظاهر كده... 
ضر*بته على صدره و قالت 
' انا كل*ب يا هيثم ؟
" انتي اللي قولتي مش انا... 
' و انت اللي أكدت !! 
" اه فهمتك... عايزة تتخانقي ؟ 
' ولا خناق ولا حاجة... انا عايزة انام... 
اقتربت من السرير و استلقت عليه... 
" انتي مدياني ضهرك ليه... هعمله ايه ضهرك ده ؟ 
' اعمل ايه يعني ؟ 
" لفيلي... 
إلتفتت إليه و في الحال شدها لحضنه و اقفل عليها... قَبل جبينها و قال 
" مټخافيش... انا هيثم مش هو... انسي كل الأيام اللي عيشتها معاه 
' بحاول انسى... 
" نحاول سوا... Deal ؟ 
' Deal... 
اسندت رأسها على صدره و قالت
' هيثم... 
" ها ؟ 
' عشان محسش اني بظلمك... ف بقولك تاني اهو... اي وقت تحس انك زهقت مني... امشي... و انا مش هزعل... 
" تعرفي تتخمدي ؟ 
' انا بتكلم بجد على فكرة... 
" و انا برضو بتكلم بجد... مش همشي يا رنا ريحي نفسك 
' مش هرتاح و انا بظلمك معايا... 
" هل انا اشتكيتلك ؟ لا... يبقى تبطلي كلام في كده... 
صمت و لم تتكلم... تنهد و قال 
" آسف لو طريقتي ضايقتك... بس انتي كمان بتضايقني بكلامك ده... 
' انا عايزة راحتك اللي مش هتحصل و انت معايا... 
" راحتي معاكي... 
' انت ليه مش عايز تفهمني ؟ 
" فاهمك كويس اوي كمان... عشان كده بقولك بطلي تجر*يح في نفسك... هتبقي مبسوطة لو مشيت ؟ 
صمتت قليلا ثم قالت 
' بس ده احسن عشانك... 
" و انتي ؟ 
' انا ايه ؟ 
" مش حاسبة نفسك ليه ؟ ليه مُصرة تحصري نفسك بين الحزن و و*جع القلب و اقنعتي نفسك انك مستحقيش تتحبي ؟ 
' عشان انا كده فعلا... هيثم انا عيلتي نفسهم محبونيش و بعوني لواحد مد*من و قذ*ر... عايزني ازاي اصدق انك بتحبني ؟ 
" بعد كل ده... و بعد كل اللي عيشناه سوا... لحد الآن مش مصدقة اني بحبك ؟ 
' انا مستغربة حُبك ليا ده... انتي ليه بتحبني بالطريقة دي ؟ انا فيا ايه يتحب ؟ 
" جاوبتك على السؤال ده مليون مرة... بس شكل كده مفيش نتيجة... 
ابتعد عنها و اعطاها ظهره... 
" حاولت استحمل كلامك اللي بيجر*حني ده و اعديه عادي كأن مفيش حاجة و بقول بلاش اتعصب و بلاش اقول كلام يو*جعك لاني مش عايز اجر*حك بأي طريقة... بس انتي متعمدة تقفليني منك بكلامك ده... و نجحتي في كده... 
سقطت دمعة من عيناها و قالت 
' غلطت لما حاولت تستحملني... قولتلك انا مش البنت اللي بتتمناها تكمل معاك... انت متستاهلش تعيش مع وحدة مُعقدة زيي... هتتعب بسببي... و انا لسه عند كلامي... في اي وقت و في اي لحظة... امشي عادي و انا هفهمك... و اشكرك على الأيام الجميلة اللي عشتها معاك... مش هنساها أبداً... 
لم يرد و لم يعطيها اي رد فعل... اعطته ظهرها و نامت و هي حزينة لانها جر*حته بكلامها ذاك... 
تاني يوم.... 
استيقظت رنا و لم تجد هيثم بجانبها... نظرت في الهاتف و وجدت الساعة 9 الصبح... نهضت غسلت وجهها و ربطت وجهها... عادت للغرفة... لم تجد هاتف هيثم... حتى معطفه و حذائه غير موجودان... 
' راح فين ده ؟ مش متعود يصحى في الوقت ده اصلا... ولا مشي فعلا ؟ 
استقر الحزن في وجهها... هل ذهب حقًا ؟ هل اختار ان يتركها ؟ 
جلست على الكرسي و تنظر لجانب السرير الذي ينام عليه دائمًا... غلبتها دموعها و سقطت على جدها 
' بس كده احسن... عمره ما هيبقى سعيد معايا... هو ده اللي كان مفروض يحصل من زمان... هو عمل الصح... 
وقفت امام المرآة... نظرت لنفسها... وضعت يدها على شفتاها و اغمضت عيناها... تذكرت قُبلته لها بالأمس... و احتضانه لها... فعل الكثير ليشعرها بحنانه و انه مصدر أمان لها... لم يقصر... لكن المشكلة فيها... ذلك الماضي يلاحقها دومًا... لا تعرف معنى السعادة لنفسها... و بسببها احزنته هو أيضا... 
' اتمنى ليك حياة سعيدة... هتوحشني يا هيثم... هتوحشني اوي... 
رن جرس الباب... مسحت دموعها و ابتسمت 
' ده أكيد هيثم... 
ركضت و فتحت الباب و ابتسماتها اختفت... 
' ندى ؟ 
اقتربت منها و حضنتها في الحال... سعدت رنا انها رأت اختها... بدالتها الحضن 
* اخيرا شوفتك... 
' وحشتيني... 
* انتي أكتر... 
خرجت من حضنها و اغلقت الباب 
* مالك كنتي بټعيطي ليه ؟ 
' مفيش... انتي عرفتي مكاني ازاي ؟ 
* هيثم قالي عليه... اول ما بعتلي العنوان جيت جري هنا... بعدين ايه الجمال ده... كنتي قمر بقيتي 14 قمر في بعض... 
ضحكت رنا و قالت 
' تعالي نعمل حاجة دافية نشربها... 
دخلوا المطبخ و اعدت رنا مشروب شيكولاتة ساخن و جلسوا في الغرفة سويا... 
* رنا متأكدة ان مفيش حاجة ؟ 
' اه... 
* حساكي بتكذبي... بعدين فين هيثم... مش هو عايش معاكي هنا ؟ 
' كان عايش... 
* بمعنى ؟ 
' مشي... 
* هيجي امتى ؟ 
' مش هيجي... 
* ليه ؟ 
' امبارح اتخانقنا شبه خناقة كده... فقولتله يمشي ف مشي فعلا... 
* يا بت انتي غبية ؟ 
' اهو ده اللي حصل... بس والله مش هيعرف يعيش معايا... انا شايفة ان كده احسن 
* عايزة تفهميني انك مش بتحبيه ؟ 
' طبعا بحبه... بس هظلمه بحبي ده... 
* ليه ؟ 
' لاني مش طبيعية... بصي... في حاجات كتير متلخبطة جوايا... مش عارفة انا عايزة ايه اصلا... 
* بصي اللي عرفاه ان هيثم بيحبك... هيتقمص شوية و يجي... 
' مظنش... 
* هيثم بيحبك و هيجي ( قامت و ازاحت الستار من الشباك )  ده حتى سايب رجالته تحت عينهم على البيت... خاېف عليكي... 
' شوية هيبعتلهم و يمشوا... 
* بت بطلي نكد... اقولك ايه بدل ما انتي زعلانة احكيلي اتعرفتوا ازاي... حبيت ارتباطكم سوا و عايزة اعرف كل حاجة... 
ضحكت رنا و جلست ندى بجابنها و ظلا يدردشان...

" ده العنوان ؟
• اه هو ده العنوان... يلا نقتحم 
" استنى رايح فين ؟ 
• هقتحم يا هيثم... 
" بوشك ده ؟ 
• يا ابني ما تنضج شوية و تبطل تنمر... 
" مش بتنمر... ده انت سكر اصلا... قصدي مينفعش ندخل بوشنا...  ممكن فيه كاميرا مراقبة هنا ولا هنا 
• عندك حق... بس نسيت اجيب ماسك 
" بس انا جبت... 
• اوعا عليك يا معلم دي شكلها هتو*لع... 
نزلا من السيارة و ارتدوا الماسك الأسود و بهدوء ذهبوا للبيت... 
" يعني احنا رايحين نقتحم و انت عايز ترن الجرس ؟ ايه رأيك نرنه و نجري نستخبى كمان ؟ 
• زي أيام ابتدائي... يلا نرنه... 
" قاسم اسكت... 
• طب هنعمل ايه ؟ 
" اتفرج عليا... 
ضر*ب هيثم الباب بقدمه كذا مرة حتى انك*سر القفل و انفتح... رفع مسد*سه و دخل و هو و قاسم... لم يكن هناك احد بالصالون... دخل ليتفقد الغرف 
• مفيش حد هنا... 
" يبقى في الأوضة دي... 
فتح هيثم بهدوء... وجده نائمًا... 
" نايم براحة كده اللي عملته يا ابن الك*لب... مااشي 
ضر*ب هيثم طلقة في السقف... قام حسن مفزوعًا منها... 
( للتذكير حسن ده جوزها السابق ) 
* انتوا مين !! 
" انا اللي هدخلك قپرك النهاردة... هاته الصالة و اربطه 
• عنيا... 
امسكه قاسم و كبل يديه و اخذه للصالون 
* انتوا عايزين مني ايه ! 
" بُص عشان نبقى على نور من اولها... تعمل اللي انا عايزه من سُكات ولا تحب نعذبك شوية ؟ 
صمت و لم يتكلم... وضع هيثم المسد*س على رأسه 
" ها قولت ايه ؟ 
* طب فهمني انت عايز ايه ؟ 
" رنا مصطفى ابراهيم... تعرفها صح ؟ 
* اه... كنا متجوزين... بس اتطلقنا... 
" طلقتها بعد ما حاولت تقت*لها... و لما لقيت نفسك هتتسجن مسحت بشرفها الأرض قدام عيلتها كلها... و انت خرجت بعدها بكام شهر... و هي هربت عشان متتقت*لش ظلم... 
* انت مين ؟ 
" انا اللي اسأل مش انت... بس هديك نبذة عني... انا ابقى الشخص اللي هيخليك ترجع السچن اللي خرجت منه زمان بعد ما شَهرت بسُمعتها... 
* انا معملتش حاجة... هي اللي خا*نتني... 
" والله ؟! اخص عليمي يا رنا... ازاي تخو*ني الراجل ابو كِرش ده... معندهاش نظر الصراحة... 
قال ذلك و هي يضحك بسخرية... ثم تحولت نظرته لحدة و قال 
" هو انتوا بتكذبوا الكذبة و تصدقوها ؟ بس ماشي... 
اخذ هيثم الساعق الكهربي و سعقه به... 
* كفاية ارجوك... 
قالها حسن و هو ېصرخ من الألم... ابعد هيثم الساعق عنه ثم قال 
" هي اللي خا*نتك برضو ؟ 
* عايز ايه و اعملهولك... 
" جدع... بحب الناس الدوغري دي... على العموم... احنا هنصور فيديو لذيذ كده ليك... تعترف فيه بكل اللي حصل من يوم الحاډثة من اربع سنين... هتزود او تنقص حرف واحد بس... هقت*لك و اډفنك هنا و محدش هيعرفلك طريق... 
* هتعمل ايه بالفيديو ده ؟ 
" هبعته للبوليس... 
* كده هتسجن 8 سنين ! 
" قاسم حبيبي هيخليهم 15 سنة... 
* نعم ؟ انت عايزني ادخل السچن بنفسي و عشان الو*سخة دي ! 
ڠضب هيثم كثيرا... لَكمه في وجهه و ترنح للخلف من قوة اللكمة... امسكه هيثم من ياقة ملابسه و قال پغضب چحيمي
" لو سيرتها جات على لسانك القذ*ر ده تاني بأي شكل... محدش هيرحمك مني... 
* مستحيل اعترف على نفسي... 
" اممم... طب بُص عشان ريحتك المعفنة دي خانقتني... حتى الشقة كلها ريحتها معفنة زيك... هتيجي عندي شوية... 
* اجي فين ! 
ضر*به هيثم بمقبض المسد*س على رأسه و غاب عن الوعي... 
" لا سيبه... الرجالة جايين ياخدوه 
• احسن برضو... لو شيلته كان هيجيلي الغضروف اصلا... 
ضحك هيثم و قال 
" يلا نمشي... 
خرجوا من شقته و قابل هيثم رجاله... 
" تربطوه و تاخدوه على المخزن... مش عايز حد يعرف بحاجة... 
* تمام يا مستر هيثم...
• استأذن انا بقا... 
" خُد هنا... رايح فين يا حضرة المحامي ؟ 
• الساعة 3 دلوقتي... 
" اه و بعدين ؟ 
• سلمى هتخلص محاضراتها بعد ساعة... يادوب الحق اوصل من هنا لهناك... 
" و بعدين ؟ 
• اتفقت معاها نتغدى بره... 
" اخدت إذني ؟ 
• والله بعتلك على الواتس و انت مفتحتش... انا اخدت أذن سيف كمان... 
" هتتجوزا امتى ؟ 
• مش عارف... الوقت اللي تحب نتجوز فيه قوله و انا معاك... 
" امممم... ماشي... ليا قعدة مع سلمى 
• يعني مش هتغدى انا و هي ؟ 
" تروح الجامعة... توصلها للبيت عِدل... و اتغدى عندنا... أكل امي ولا اكل المطاعم يا حضرة المحامي ؟ 
• أكل الحجة طبعا...
" يلا امشي متتأخرش عليها... 
• حاضر...

* بدل ما انتي قاعدة كده متوترة... رني عليه 
' ارن على مين ؟ 
* على هيثم... 
' لا... ممكن يكون ينام... منمش كويس امبارح 
* انا مش فاهمة... طالما انتي بتحبيه كده... ليه قولتيله يبعد عنك ؟ 
' معرفش... 
جلست بجانبها و عانقتها 
* اختي الصغيرة القمر... هيثم بيحبك و هيجي... 
' مبعتليش اي رسالة حتى... 
* هيجيلك بنفسه... 
' يجي ليه و انا اللي ضايقته ؟ 
* هيجي عشان بيحبك... 
' معتقدش بعد اللي عملته ده... انا مش عارفة مالي... 
* الحب يعمل اكتر من كده... تعالي نروحله ؟ 
' تفتكري هيرضى يشوفني ؟ 
* و هيحضنك كمان... 
اخرجتها من حضنها و مسحت دموعها بيدها 
* يلا قومي إلبسي... 
اومأت لها و نهضت...

في الليل.... 
* ايه ده... رنون ! 
عانقتها سلمى و قالت بفرح 
* وحشتيني جدا... فرحت اوي لما عرفت ان هيثم لقيكي... ( نظرت لندى و قالت ) صحبتك دي ؟ 
' لا دي ندى اختي... 
سلمت عليها و قالت 
* تشرفنا... اتفضلوا... 
دخلوا للداخل 
* ماما نسرين... بصي مين جه... 
نظرت نسرين الى رنا... تذكرت رنا ما حدث في آخر مرة... اكيد لم تقبلها بعد ذلك... 
* تعالي... 
قالت ذلك و هي تفتح يداها الاثنتين... فرحت رنا و نظرت لندى 
* بتقولك تعالي... روحيلها
ابتسمت رنا بفرح و عانقتها 
* نورتي بيتك... 
' كنت مفكرة انك هتكر*هيني... 
* اتضايقت شوية بس بعد ما هيثم قالي كل حاجة... انتي لسه مرات ابني و اعتبريني في مقام مامتك 
' من اول ما جيت هنا اعتبرتك ماماتي اصلا... 
* حبيبتي... نورتي بيتك... 
' هيثم فوق صح ؟  
قالت سلمى 
* هيثم ؟ لا مجاش هنا النهاردة... مش هو جاي وراكي ؟ 
' مش عارفة... هو خرج الصبح بس معرفش راح فين 
* ممكن راح الشركة... قاسم قاله امبارح يجي الشركة... روحي انتي استنيه في اوضتكم... و انا اخد الامورة دي اوريها اوضتها 
* اوضة ايه ؟ 
* اوضتك... اللي هتنامي فيها 
* لا انا مش هبات... انا جيت اوصلها بس... 
* ششش ولا كلمة... هتباتي يعني هتباتي... 
* بس... 
* مبسش... قدامي يلا... 
ضحكت رنا و نسرين... سلمى اخذت ندى و ذهبوا... 
' استأذنك يا ماما نسرين... هطلع فوق 
* اطلعي ارتاحي... 
ابتسمت رنا و طلعت لفوق... دخلت غرفتهم... 
' يااااه... ليا شهرين بعيدة عن الأوضة دي... 
اغلقت رنا الباب و فتحت الدولاب... ملابس هيثم كلها و ملابسها موجودة بداخله... لفت نظرها بلوڤر لونه بيبي بلو... ذلك البلوڤر اشتراه هيثم لها... خلعت الجاكت و ارتدت ذلك البلوڤر... نظرت لكل ركن بالغرفة و تذكرت بالذكريات التي تجمعهم في تلك الغرفة... 
استلقت على السرير... في المكان الذي ينام به دائمًا... 
' ريحته لسه موجودة... اول مرة اعرف اد ايه انت غالي عليا يا هيثم... والله ما كنت اقصد ازعلك... ارجعلي و النبي... 
طُرق باب الغرفة ف اعتدلت و قالت 
' ادخل... 
دخلت ريم و بمجرد ما رأتها رنا شحب وجهها و تذكرت كل الاهانات التي قالتها لها 
• ازيك يا رنا ؟ 
' عايزة ايه ؟ 
• عارفة انك مضايقة مني بسبب معاملتي ليكي... انا آسفة على كل اللي عملته... 
' ماشي و بعدين ؟ 
• انا مسافرة بعد ساعتين... فجيت اسلم عليكي 
' رحلة موفقة... 
• اللي فهمته من ندى اختك ان هيثم مشي و متعرفش هو فين من اول الصبح... 
' اه طبعا انتي مبسوطة بكده... خلصتي شماتة... اخرجي يلا 
تنهدت ريم و قالت 
• عايزة تروحيله ؟ 
' على اساس تعرفي مكانه... 
• اه اعرف... 
' تعرفي ازاي ؟ هو قالك ؟ 
• لا مقاليش... هو اصلا مبيكلمنيش... بس انا عندي تخمين عن مكانه... 
' فين ؟ 
• هيثم عنده بيت عند الجبل... ساعات لما كان يزهق من هنا كان بيروح يقعد في البيت ده... فاحتمال كبير يكون هناك دلوقتي... 
' معاكي العنوان ؟ 
• لا بس جمال السواق يعرفه... خليه يوصلك... 
فرحت رنا... اخذت هاتفها و قبل ان تخرج قالت 
' شكرا يا ريم... 
• العفو... 
ابتسمت رنا لها و ذهبت للسائق و اخذها الى ذلك البيت... 
' متأكد ده هو البيت ؟
* اه متأكد يا مدام... 
' مفيش بيوت حواليه و الدنيا ضلمة... 
* خط شبكة الكهرباء ضعيف في المنطقة دي... تلاقي الكهرباء قطعت عشان كده العواميد مش منورة... 
' ماشي... 
لم تنزل رنا و اتصلت على هيثم لكن اعطاها مشغول 
* متقلقيش يا مدام هو ده البيت... 
' تمام 
نزلت رنا من السيارة ف قال السائق 
* انا واقف هنا... لو مفيش حد جوه تعالي ارجعك القصر 
اومأت له و فتحت كشاف هاتفها و مشيت بين الصخور حتى وصلت للباب... رنت الجرس 
' انا ليه رنيت الجرس ؟ ... ايه الغباء ده... ما الكهرباء قاطعة اصلا... 
نظرت للسائق رأته شغل السيارة و ذهب... 
' هتسيبني لوحدي !! يا عم انت استنى... 
ابتعد و اختفى ضوء السيارة 
' على كده بقيت انا هنا لوحدي... يلهوي انا جبانة اوي... ايه المنطقة اللي تخوف دي... 
رنت على سلمى لكن شبكة الاتصال انقطعت و لم يتصل 
' هيطلع عليا ذئب دلوقتي يُعضني... و ابقا انا ذئب زيه... زي الافلام... ايه اللي بقوله ده... خرجوني من هنا... 
لم تجد امامها سوى ان تطرق الباب... طرقت الباب كثيرا و لم تجد ردًا... 
' انا همشي انفد بجلدي بدل ما يطلعلي عفريت من البيت ده... 
كانت ستلتفت لكن فُتح الباب... رأت شخص طويل و وجهه ليس واضح من الظلام... 
" رنا... 
ارتسمت الإبتسامة على شفتاها عندما سمعت ذلك الصوت... اندفعت عليه بقوة... رجع للوراء من اندفاعها عليه بتلك القوة... إلتفت يداها الاثنتين حول جسده و حضنته... تفاجىء هيثم... كيف عرفت مكانه ؟ 
' وحشتني... 
قالت ذلك بنبرة باكية و هي تتشبس به أكثر... 
" عرفتي مكاني ازاي ؟ 
' مش مهم... المهم اني لقيتك... انت وحشتني أوي... 
" انتي كمان وحشتيني... 
قالها ثم بادلها الحضن... مسد على شعرها برفق و قال 
" خلاص بطلي عياط... 
خرجت من حضنه و قالت 
' هو انت سيبتني بجد ؟ 
" سيبتك ؟؟ 
' اه... من اول الصبح و انت مش موجود... كل ما ارن عليك بيديني مشغول... 
" لا انا مسبتكيش... كتبتلك ورقة اني هغيب النهاردة لان عليا شوية حاجات لازم اعملها... 
' مشوفتهاش... 
" يعني اني مشوفتيش الورقة... و لما مردتش عليكي افتكرتي اني مشيت ؟ 
اومأت له ف ضحك بمرح و قال 
" انتي هبلة والله... انا فعلا اضايقت من كلامنا امبارح بس مش لدرجة اني اتقمص زي العيال الصغيرة و امشي... الواحد كِبر و بطل يعمل حركات العيال دي... ادخلي اقفل الباب لان الجو برد 
دخلت و اغلق الباب 
' انت قاعد ليه هنا و ايه البيت اللي يخوف ده... 
" بالعكس ده حلو اوي... 
' بالضلمة دي ؟ 
" كنت لسه بكلم اللي ماسك خط الكهرباء هنا... 
' بتقطع كتير ولا ايه... 
" هي قطعت الصبح و قطعت دلوقتي... 
' اممم... انا بخاف من الضلمة على فكرة 
" طب تعالي فوق... 
طلعوا و دخلت الغرفة... استنشقت الهواء و قالت 
' ريحة بخور دي صح ؟ 
" اها... 
' و مشغل اغاني انحليزية و مولع شموع و بخور... ده انت مزاجك عالي بقا... 
" تشربي سحلب ؟ 
' اه بس ازاي و النور مقطوع ؟ 
" معايا كاتل بيشتغل ب باور بنك... 
' اه فهمت... انا مش شايفة سرير هنا... نظري ضِعف 
" لا ما انا بِعت السرير عشان بقا قديم... الجديد هيوصل بكره... اهي المرتبة و المخدة على الأرض و ماشي الحال... الواحد بطل تَكبر و بقا قَنوع بسببك... 
' اتعلمت كتير... 
" احلى حاجة اتعلمتها... 
ابتسمت له و هو ايضا ابتسم... جلست على المرتبة خلعت حذائها... اعد هيثم كوباين سحلب و جلس بجانبها اعطاها الكوب 
" ايه معجبكيش ؟ 
' لا بالعكس ده حلو أوي... بس ايه البتاع الصغير الناشف ده ؟ 
" بندق... 
' اه... كويس انك قولت... كنت خاېفة اكله... ما انا مش شايفة حاجة... 
" بس انا شايف... 
' شايف ايه ؟ 
" شايف ان فيه قمر هنا في الأوضة... 
' اللي هو انت... 
" اوعاا يا جامدة... خطېرة دي... عجبتني... 
' اي خدمة ؟ 
ضحك ف ضحكت هي أيضًا... انهى هيثم كوبه... اسند رأسه على قدمها... ظلت تلعب في شعره بيد و يدها الثانية على ذقنه
" حتى في الضلمة عيونك بيلعموا... 
' بيلعموا عشان شايفينك... 
" ايه ده... شكلك هتديني درس في الغزل... 
تنهدت و قالت 
' لما فكرت انك مشيت... حسيت حياتي وقفت... كأني انتهيت... كنت محتاجاك اوي... بقولك يا هيثم... فُكك من الكلام الاهبل اللي قولته ده... 
" ما انا عارف انه كلام اهبل عشان كده باخده من هنا و اطلعه من هنا ولا كأني سمعت حاجة... بعدين انا مَقدر كل ده ف مش بلومك... انا بلوم عيلتك اللي قسوا عليكي 
' تعرف... مامتك النهاردة حضنتني و قالتلي اني في مقام بنتها... و امي اللي انا حتة منها... عمرها ما قالتلي كلمة حلوة... عمرها ما حضنتني... 
" مش مهم... احضنك انا... 
قالها ثم اعتدل و حضنها... سندت رأسه على صدره و قالت 
' هيثم... 
" يا نعم ؟ 
' انت جميل اوي... 
" عارف... مش محتاجة تقولي... 
' يا متواضع... 
" شوفتي تواضع اكتر من كده ؟ 
' خاېفة احسدك يا متواضع... بس تعرف... جو البيت ده حلو و هادي فعلا زي ما قولت... 
" تيجي الكهرباء و افرجك عليه حتة حتة... 
' انت بايت هنا ؟ 
" اه... 
' خلاص هبات معاك... 
" ده على أساس انا كنت هسيبك تمشي يعني ؟ 
' قعدالك اهو... صح كنت بتعمل ايه طول اليوم و هنا كمان ؟ 
" هقولك في وقتها... 
' اممم... ايوة برضو بتعمل ايه ؟ عايزة اعرف 
" لو اتنططتي من هنا للصبح مش هقولك 
' يوووه... ليه ؟ 
" اهو كده... 
' انت بارد... 
" تسلمي... 
بعدت عنه و استلقت على المرتبة و اخدت الغطاء 
" انتي واخدة البطانية كلها لوحدك... 
' كل ده و مش مكفيك ؟ 
" مش مكفيني ايه... الحتة دي تغطي رجلي بس... 
' كويس... غيرك مش لاقي الحتة دي... 
" اه انتي ناوية تشليني النهاردة ؟ 
' بالظبط... 
ابتسم بخُبث و حضنها 
" انتي تدفيني... انتي احسن من مليون بطانية 
' يا هيثم ابعد... رجلك ساقعة... 
" هتجيبي نص البطانية بما يرضي الله ولا احط رجلي الساقعة في ضهرك و اجيب اجلك ؟ 
' إلا دي... خلاص خُدها 
غطته بالغطاء... وضع يده على وجنتها و قال 
" مټخافيش مني... 
' مش خاېفة... انا بطمن بوجودك معايا... 
ابتسم و قال
" سامعة الأغنية بتقول ايه... 
' بتقول ايه ؟ 
" بتقول لا تتركني و اقترب مني... 
تحركت يده على شفتاها... نظر لها ف اومأت له... اخد شفتاها في قُبلة لطيفة... احس بيدها ترتعش ف ابتعد 
" خلاص... نخليها بعدين... مټخافيش
' متبعدش... انا عيزاك يا هيثم... 
تعجبت من كلامها... وضعت يدها على ذقنه و ألصقت شفتاها بشفتيه... قَبلها هيثم بلطف و ضمُها إليه أكثر... طبع قُبلاته على رقبتها و يضع علامات امتلاكه عليها... الغريب ان رنا لم تبتعد... بل استسلمت له... و استسلمت ل عِشقه لها...

تاني يوم.... 
استيقظ هيثم و فتح عينيه بتثاقل... وجد رنا نائمة في حضنه... ابتسم و ابعد شعرها عن وجهها و تذكر ليلة امس... كان سعيدا حقًا لانها لم تخاف منه و اصبحت زوجته بالفعل... 
" رنون... 
همس بذلك في اذنها... 
" بت اصحي... 
فتحت نصف عينها و قالت 
' تصدق انك بارد بجد... بتصحيني ليه ؟ 
" يمكن عشان انتي حضناني و مش عارف اتحرك منك... 
' بس كده ؟ عنيا ليك... 
اعطته ظهرها و قالت 
' اقفل الشباك ده و اخرج... 
" عادي كده ؟ بالسهولة دي ؟ 
' اه بالسهولة دي... يلا يا هيثم سيبني انام... 
اقترب منها و قال بهمس 
" هسيبك براحتك يا عروسة... 
نظرت له و عضت على شفتاها ف ضحك و قالت پغضب
' فيه ايه يا هيثم ؟ 
" مفيش... بس احب اقولك اني مش هنسى ليلة امبارح دي ابدا...( همس في اذنها ) كانت اجمل ليلة اعشيها معاكي... هنكررها كتير... 
احمر وجهها من الخجل و هم مبتسم لها ابتسامة جانبية... اقترب و قَبلها ثم وضع يده على وجنتها و قال
" هقوم انا... نامي انتي شوية... 
نهض و اقفل النافذة... نظر لها... مازالت على ريأكشن خجلها ذلك... 
" لو منمتيش هاجي ابو*سك تاني... 
' نمت اهو... 
قالتها و سحبت الغطاء عليها بسرعة... ضحك هيثم و خرج...

• ها قولتي ايه ؟ 
* قولت ايه في ايه ؟ 
• هنتجوز ولا لا يا سلمى ؟ 
* بس... 
• هترفضي كده هعنس بسببك... 
* يعني انا منعاك عن الجواز ؟ 
• اه طبعا... 
* ليه بقا يا سيادة المحامي ؟ 
• القلب و ما يهواه يا سلمى... 
* خش في الموضوع... 
• مفيش وحدة هتستحملني غيرك... اتجوزيني و استري عليا... 
ضحكت و قالت 
* انا بتكلم بجد... يعني احنا فلكشنا من سنتين لما كنت في تانية جامعة... جاي لما اتخرج تقولي نرجع ؟  
• ايه الفرق ؟ 
* جايلي عريس من الجامعة 
• بطلي هزار... 
* والله بتكلم بجد... و جه كلم سيف عليا... 
• اممم... هلبس واحد تاني قضية... كده كويس
* في ايه يا قاسم... اوعى تقربله... 
• ده انا همسحه وشه من الأرض... بعدين مالك كده مرحبة بالموضوع ؟  عاجبك و لا ايه ؟ 
* هو وسيم اوي... شبه الاجانب... 
• يعني انا شبه عم جمال بتاع الطعمية ولا ايه مش فاهم... بقولك ايه... تكلميه و تقوليله انك رافضة... و تكلميه ليه اصلا... انا هخلي سيف يكلمه... 
* طب اهدى بس... مالك اتعصبت ليه ؟ 
• و كمان بتسألي !! بت انتي اسكتي عشان انا على اخري... 
* لا بجد اتعصبت ليه ؟ 
• عشان انا بحبك و مستحيل اخليكي تبقي لواحد غيري... و ترفضي الواد ده من سُكات بدل ما اجيب اسمه و قرار اللي خلفه و اروحله البيت اۏلع فيه... 
* خلاص هرفضه... اهدى بس 
قالت ذلك و هي تضحك 
• وحدة مستفزة... منك لله عصبتيني... سديتي نفسي... مش مكمل اكل اهو... 
نهض من الكرسي و قبل ان يذهب قالت 
* قاسم... 
• نعم ؟ 
* انا موافقة نتجوز...

يتبع......


البارت الـ 19 من رواية #عشق_مختلف

* خلاص هرفضه... اهدى بس 
قالت ذلك و هي تضحك 
• وحدة مستفزة... منك لله عصبتيني... سديتي نفسي... مش مكمل اكل اهو... 
نهض من الكرسي و قبل ان يذهب قالت 
* قاسم... 
• نعم ؟ 
* انا موافقة نتجوز... 
ظهرت الإبتسامة على وجهه و رجع جلس بجانبها
• بعد حفلة تخرجك هنتجوز 
* مش بعدها على طول... بعدها بكام شهر كده... 
• اي معاد انا معاكي فيه... 
* يلا كمل طبقك... انا عملت المكرونة دي بنفسي عشانك... 
• ده فيه تطور كبير اهو... معقولة ډخلتي المطبخ ؟ 
* شوفت انت عزيز عليا اد ايه... 
• لولا إن هيثم ممكن يقت*لني فيها كنت هحضنك... 
* طب لِم نفسك... 
ابتسم و هي ابتسمت له و اكملوا أكل سويًا...

" هااا ايه رأيك ؟ 
' تحفة اوي... مكنتش متخيلة انه بالجمال ده... حلو بجد... واسع و الديكور هادي في نفس الوقت 
" اختياراتي... شكلك حبيتي القعدة هنا 
' حبيتها اوي... 
" طب اقعدي عايز اتكلم معاكي في حاجة 
جلست على الكنبة و هو جلس بجانبها 
" مش كنتي عايزة تعرفي انا كنت بعمل ايه طول اليوم امبارح... 
' اه... 
" حسن الز*فت اللي كنتي متجوزاه
' ماله ؟ 
" قاسم جابلي عنوانه و روحت اسكندرية... روحتله يعني
' روحت ليه ؟ و عملت ايه ؟ 
" ثواني اوريكي... 
اخرج هاتفه و فتحه على فيديو 
* أنا حسن محمود احمد... فاتح قهوة في الإسكندرية... في تاريخ 2018/2/17 اتجوزت رنا مصطفى ابراهيم... بموافقة من اخوها و امها و كان عندها 18 سنة... في يوم عرفت إني اعرف وحدة عليها... جات واجهتني ف اتهج*مت عليها... و ضر*بتها... حاولت تهرب مني ف ط*عنتها بالسك*ينة... اختها ندى مصطفى ابراهيم... رفعت عليا قضية محاولة قت*ل... اتقبض عليا و عشان اخرج من التُهمة أثبت بصور مفبركة انها على علاقة غرامية مع واحد تاني... كل ده بمعرفة اخوها اللي اجبرته يقف في صفي عشان مسجنهوش معايا بالفلوس اللي عليه... الحوار انتشر بين عيلة امها و عيلة ابوها... اتفضحت يعني... المحكمة كمان طالبت بالقبض عليها للتحقيق في قضية الخېانة الزوجية المنسوبة اليها... و طبعا هي اختفت ف التُهمة اثبتت عليها هي اكتر مني... خرجت من السچن بعد 8 شهور بكفالة... لكن الحقيقة اللي ميعرفهاش حد لغاية الآن... ان رنا بريئة... في ال 7 شهور جواز ما بينا مخا*نتيش بأي شكل... بالعكس انا كنت بتعدى عليها بالضر*ب دايما... مع ذلك فضلت ساكتة و مستحملة... و بعترف ل تاني مرة... الحوار ده كله مجرد كڈبة اخترعها عشان اخرج من قضية محاولة قت*لها...

سقطت الدموع من عيناها و هي تشاهد و تسمع كل كلمة في ذلك الفيديو... لاحظ هيثم انها بكت ف اغلق الهاتف 
" انا آسف لاني خليتك تسمعي ده... بس كان لازم تشوفيه... 
' ازاي خليته يعترف على نفسه ؟ و ازاي باين انه بيتكلم عادي مش تحت ټهديد منك ؟ 
" خليته يمشي بعد ما صورت الفيديو... 
' مشي ازاي ؟ 
" متقلقيش... اصلا اتقبض عليه اول رجع الاسكندرية... قولتله يصوره و اسيبه يهرب و وافق على كده... بس كنت عامل حسابي و قايل للبوليس... القضية اتفتحت من تاني على كده... و تلاقي دلوقتي عيلتك كلها عرفوا انك بريئة 
' ميهمنيش يعرفوا اني بريئة او لا... دول مش عيلتي اصلا... محدش فيهم صدقني... كلهم جر*حوني... هم عيلتي بالاسم بس... لكن عمرهم ما وقفوا معايا... بشوف الناس بره عيلتهم اكبر داعم ليهم... واقفين جمبهم و بيصدوا اي حد يزعلهم...  ساعات بسأل ربنا... ليه انا وقعت مع عيلة قا*سية زي دي ؟ انا استحق اعيش وسط عيلة بتحبني... و تحميني مش تبيعني... 
" انا عيلتك... 
قالها ثم حضنها... ارخت رأسها على كتفه... تنهدت و قالت 
' تعرف يا هيثم... انا اكتشفت مؤخرا ان ربنا بيحبني بجد لما عوضني بيك أنت عن كل حاجة وحشة حصلت في حياتي... 
" انا محظوظ بوجودك معايا... و خلاص كفاية كلام مؤثر... هعيط والله... 
ضحكت ف قال 
" بقولك ايه... ما تيجي نخرج ؟ 
' نروح فين ؟ 
" اي مكان... تعالي نغير جو شوية... 
' ماشي...

كانت رنا جالسة على طرف اليابس و رجلاها تلامس المياة... جاء هيثم و معه كوبين مشروب شيكولاتة ساخنة... اعطاها كوب و جلس بجانبها و المياة تصتدم برجلاهم و ينظران لجمال غروب الشمس... 
" طعمها حلو ؟ 
' اه حلو اوي... يبقى انت على كده روحت كافيه و جبتهم... 
" لا... لقيت عربية واقفة بتبيع مشاريب سخنة... اشتريت منها... 
' اشتريت من عربية على الشارع ؟ 
" اه... عملت حاجة غلط ولا ايه ؟ 
' لا انا مستغربة عليك الصراحة... 
" ليه ؟ 
' هيثم عاصم رجل الأعمال المشهور... يشتري من عربية على الشارع ؟ 
" اه عادي... بعدين الشيكولاتة بتاعته حلوة 
' اتغيرت اوي... 
" للاحسن ولا للاوحش ؟ 
' للاحسن طبعا 
" لولا اننا في الشارع كنت ها... 
' لا لِم نفسك... 
" لينا بيت يلمنا... 
قالها و هو يغمز لها... ابتسمت رنا و اكملت كوبها و هو ايضا اكمل كوبه... رن هاتفه و عندما رأى الإسم رد في الحال 
" اممم... تمام... اكتبلي المطلوب على الواتس... 
اغلق هاتفه و وضعه بعيدا... 
' كنت بتكلم مين ؟ 
" بما انك سألتي يبقى حان الآن وقت تفجير المفاجأة... 
' مفاجأة ايه ؟ 
" مش تقوليلي انك جايبة 95% في الثانوية عشان اباركلك...
' عرفت من فين ؟ 
" عرفت من اختك... 
' و سألتها ليه ؟ 
" يمكن عشان اقدملك على الجامعة... زي ما وعدتك من فترة 
اتسعت عيناها بعد سماع تلك الجملة 
' قدمتلي بجد ؟ 
" بعت ملفك للجامعة... لحسن الحظ ان مجموعك عالي ف هتدخلي... في شوية حاجات مطلوبة بس هحلها متقلقيش... المهم قوليلي... عايزة تدخلي كلية ايه ؟ 
' عايزة ادخل ألسن... بس رهف صحبتي قالت اني هنفع في حقوق... 
" لا حقوق لا... احنا مش عندنا غير قاسم هو المحامي خړاب البيوت اللي بيحب يولع كل حاجة... مش هسمحلمك تكوني ۏلعة زيه... 
ضحكت و قالت
' هقوله على فكرة... 
" قوليله... هو عارف نفسه... 
ضحكا سويًا ف قال 
" بس مجموعك كويس اوي ( اقترب منها ليخترق المسافة الفاصلة بينهم و اكمل بهمس ) مكنتش اعرف اني مراتي دحيحة للدرجة دي... 
' اقل ما عندي... 
" اه يا قادرة انتي... انا في الثانوية جبت 75% بالعافية... و دخلت فنون جميلة لاني بحب الرسم... اساسا مكنتش قبلاني... دفعت كام رشو*ة كده و دخلتها... و طلعت مركز تاني على دفعتي... 
' ما انت شطور اهو... 
" عشان بحب الرسم مش اكتر... كنت بكره المذاكرة... مكنتش اقعد على الكتاب غير لما اتزهق من بابا... و ماما تقوله سيبه مع نفسه و هيذاكر ف يقولها انتي بتقولي ايه... الواد عنده امتحان كيمياء بكره و لقيته قاعد في الجنينة بيرسم العصفورة اللي وقفت على البسين تشرب شوية مية... 
ضحكت رنا كثيرا و قالت 
' سايب امتحان الكيمياء و بترسم العصفورة ؟ 
" اها... 
' ابوك كتر خيره الصراحة... انا لو منه كنت هتقت*لك... 
" اهون عليكي ؟ 
نظرت لعيناه و قالت 
' لا طبعا... الناس كلها في كفة و انت لوحدك في كفة... انا بحبك اوي و شكرا على كل حاجة جميلة عملتها عشان ترسم الإبتسامة على وشي... 
" كلام جميل و كل حاجة... بس مش ملاحظة انك بقيتي منحنحة زيي ؟ 
' تصدق انا غلطانة لاني بكلمك زي البني ادمين... انت مش بينفع معاك غير الردح... 
" ششش اسكتي احنا في الشارع... هتفضحينا... 
نظرت للجانب الآخر و نفخت بضيق 
' منك لله عصبتني... 
طبع قُبلة لطيفة على وجنتها و قال 
" تعالي ورايا... 
وضعت يدها مكان القُبلة و ابتسمت... اخرجت رجلاها من المياه و ارتدت حذائها... مشوا و يدردشان سويًا طوال الطريق... وقفا امام جيم ف جاء شخص اعطى هيثم مفتاح 
* المفتاح اهو... 
" معلش تعبتك معايا... 
ركب سيارته و ذهب... وضع هيثم المفتاح في الباب و فتحه... دخلا و اقفل الباب من الداخل 
' احنا بنعمل ايه هنا ؟ 
" يعني احنا واقفين في جيم رياضي... هنعمل ايه يعني... 
' هعمل رياضة !! 
قالت ذلك و ابتسامتها قد تصل لاذنها... 
" لا لا انتي مش هتعملي... 
' نعم ؟! ليه ؟ 
" انا مش فاهم انتي ايه اللي مضايقك في نفسك... ما انتي جامدة اهو... 
' عايزة اتخن 
" لا... كده كويس... 
' ملكش دعوة... هتخن برضو... 
" و لما تتخني... هشيلك ازاي ؟ 
' ملكش دعوة برضو... 
" رنون... 
' يا نعم ؟ 
اقترب منها و رفع رأسها اليه بيده... نظر في عيناها و قال 
" بدون مجاملة... انتي اجمل وحدة شافتها عيني... مش عايزك تغيري حاجة في نفسك... انتي قمر والله... 
ابتسمت له ثم نظرت لارجاء المكان 
' هو الجيم فاضي ليه ؟ ولا حجزته كله لينا احنا الاتنين بس ! 
ضحك ف قالت 
' ليه كده يا هيثم... ليه التبزير ده... 
" تبزير ايه... الجيم بتاعي اصلا... 
' بتاعك ؟ 
" اه... اول مشروع فتحته لما كنت في تانية جامعة... بس ايه رأيك ؟ 
قالت و هي تتفحص المكان 
' حلو اوي حتى الديكور تخفة... مكلف انت فيه... طب على كده انت مشيت الناس من هنا عشان نقعد احنا ؟ 
" لا... اللي شوفتيه بره ده هو مديره... كان قافلة النهاردة عشان خطوبة اخوه النهاردة... ف استغليت الفرصة و اخدت منه المفاتيح... انا بقالي فترة مدخلتش جيم... حاسس ان عضلات بطني هتختفي... 
بمجرد ما انهى جملته عانقته و قالت 
' فيها ايه لو بقيت بكِرش... هتفضل برضو قمر في نظري... 
" خلي بالك احنا هنا لوحدنا... 
' يعني ؟ 
" ايه رأيك نخلف هنا ؟ 
ابتعدت عنه بخجل و قالت 
' انت قل*يل الادب على فكرة 
" مفيش حياء بين المتجوزين... و اظن ان احنا عدينا المرحلة دي... صح كلامي ولا لا يا مراتي ؟ 
' يا عم اتلهي... 
ضحك و قال 
" انا هرفع حديد... عيزاك تشجعيني... 
' بس كده ؟ عنيا... 
" طب ثواني البس هدوم التدريب... 
دخل غرفة تبديل الملابس و لبس هدوم رياضية و خرج... 
" ايه رأيك ؟ 
' مُز من الآخر... 
ابتسم لها و امسك الحديد و بدأ في رفعه و هي تشجعه 
' 1 جامد... 2 عااااش... 3 عاااش يا جامد ( بعد مرور بعض الوقت ) 499 عاااش اجمد يلا... 500 عاااش يا بطل...
ترك الحديد و جلس يلتقط نفسه و يتصبب عرقًا و عروق يده بارزة... جلست رنا بجانبه امسك الفوطة و مسحت العرق من وجهه و يديه... 
' خُد اشرب مية ساقعة اهي... 
اشربته بيدها... اطعمته قرص نعناع 
' كُل ده يديك انتعاش من جوه... 
نظر لها مبتسمًا و قال 
" تعرفي... دي اول مرة ارفع حديد 500 مرة متواصلة بدون انقطاع... دايما كان اخري 400 بس... حاسس اني عملت إنجاز... 
' عشان انا كنت بشجعك... اشكرني... 
نظر لها داخل عيناها و قال بإبتسامة جانبية خبيثة 
" حاضر... هشكرك... 
اخذ شفتاها في قُبلة و ضمھا إليه و هي اندمجت معه... ابتعد و قال في اذنها 
" الواحد كل يوم بيحبك اكتر عن اليوم اللي قلبه... 
' فهمتك... عشان كده قاعدين لوحدنا ! 
" عشان استفرد بيكي براحتي.. و اصلا يعني انا مستحيل اخدك جيم مشترك... 
' بتغير ؟ 
" بغير من أقل حاجة... ( ازاح شعرها للخلف و اكمل ) هقولك حاجة بس متتضايقيش... 
' اها ؟ 
" عايزك تتحجبي... مش عايز حد غيري يشوف شعرك و يشوف حاجات تانية... بضايق بجد لما حد يركز عليكي... 
' مش عارفة... لازم البسه عن اقتناع حتى عشان البسه بطريقة صحيحة... اوعدك هحاول... 
" و انا هساعدك و هدعمك في اي خطوة... 
ابتسمت له و عانقته...

بعد اسبوع في ألمانيا... الساعة 10 بالليل... 
* خدي امضي على دول... 
• تبع ايه دول يا كريم ؟ 
* عقود الشُحنة الجديدة اللي هتوصل بعد يومين... 
• اه ماشي... 
اخذت الملفات و مضت عليهم... 
* بس انتي مقرأتهمش ؟ 
• مش انت قرأتهم ؟ 
* اه... قرأتهم ورقة ورقة... 
• خلاص... كده تمام... 
ضحك و جلس في الكرسي المقابل لها 
* استاذة ريم... انا ملاحظ انك واثقة فيا زيادة عن اللزوم... 
• هيثم واثق فيك... يبقى انا كمان لازم اثق فيك... انت و قاسم اكتر اتنين هيثم بيثق فيهم... بعدين انا مليش في شغل الشركات ده... انا جيت هنا عشان اغير جو... اغير تفكيري... و كمان اغير نفسي 
* تغيري نفسك ؟ 
• اها بالضبط... خرجت من القصر و جيت هنا... اكتشفت اد ايه انا وحدة وحشة... 
* كلنا بنغلط... 
• كلنا بنغلط ڠصب عننا... بس انا غلطي غلطته بإرادتي... كل حاجة عملتها خارجة من إرادتي انا... بالرغم من اني عارفة ان ده غلط... كملت في الغلط بإرادتي برضو... مش عارفة عقلي كان فين لما عملت كده... 
* ندمك ده اكبر دليل انك اتغيرتي... بُصي للجانب الإيجابي... انتي مديرة فرع بحاله... 
• بس انا مش فاهمة اي حاجة في الشغل ده... انا مديرة بالاسم بس... لكن مش بعمل حاجة... 
* هتتعلمي... 
• ازاي ؟ 
* انا اعلمك... 
• هنضيع وقت على الفاضي... 
* مش هنضيع وقت لما بدأنا من دلوقتي... ( ضغط على زر ماكينة قهوة و اعد فنجانين و مرر لها فنجانها و قال ) نبدأ ولا ايه ؟ 
نظرت للفنجان ثم نظرت له... اخذت منه الفنجان و قالت 
• ماشي نبدأ... بس ياريت بالراحة لاني غبية اوي... 
* دايما الناس الذكية بتقول عن نفسها غبية... و مش بيعترفوا بقدراتهم... لان الثقة بنفسهم في النازل... استاذة ريم... اول خطوة للنجاح ( أشار بيده لعقلها ثم ل قلبها ) تخلي ده و ده يأمنوا انك تقدري تنجحي... 
• ازاي ؟ 
* بصي انا بقالي سنين هنا في ألمانيا ف هتلاقي امثالي المصرية قَلِت شوية... بس انا فاكر في مثل بيقول تقريبًا  شد في نفسك توصل لقمة التل... 
• قصدك انفخ في نفسك توصل لقمة التل... 
* ايوة هو ده... انا بقا عايزك تعملي كده مع نفسك... انفخي في نفسك حتى لو معندكيش 1% خبرة في المجال ده... قولي لنفسك دايما انا اقدر اتفوق في المجال ده و ابقا مركز اول في الساحة... ( امسك ورقة و قلم ) هنكتب معادلتنا هنا و هي / ثقة في النفس + إرادة + عمل = نجاح ملموس و واضح لكل البشر... خدي بالك... انا حطيت الثقة في النفس في البند الأول مش بالحظ... انا قاصد احطها في الأول... لاني مفيش انسان خلقه ربنا بينجح و يظهر... غير لما يثق في نفسه... يثق انه يقدر يوصل لهدفه... 
اعجبت بكلامه و تحفيزه لها  
* هطلب منك طلب... عايزك تجيبلي جردل تلج من قمة إڤريست... 
• قمة إڤريست ؟! بس محدش عرف يوصل لقمة إڤريست... كل اللي حاول يوصلها ما*ت من شدة البرودة... 
* انتي فهمتي طلبي بطريقة حرفية لانك مدتيش نفسك فرصة تفكيري لخمس ثواني بس انا اقصد ايه... خدي نفس كده و متجاوبيش على طول... فكري الأول و خدي وقتك... هعيد طلبي تاني... عايز جردل تلج من قمة إڤريست 
نظرت له لوهلة ثم قالت 
• قصدك بمصطلح " جردل تلج من قمة إڤريست " اني احقق المستحيل ؟ 
ضر*ب يده على المكتب اتخضت ريم و رجعت بكُرسيها للوراء و قال 
* اهو فهمتي قصدي... براڤو بجد... 
نظرت له بتعجب ف نظر لها بعدم فهم... ضحك و قال 
* معلش انفعلت في رد فعلي شوية... بس فرحت لانك فهمتيني... 
• انا دلوقتي فهمت ليه هيثم واثق فيك و فهمت برضو ليه اخدت الچنسية هنا... طريقة تفكيرك و كلامك و طريقة اقناعك للطرف التاني بجد جميلة... تستاهل لقب رجل الأعمال فعلا... 
ابتسم لها و قال 
* اشكرك... 
• انا عايزة اتعلم كل حاجة في المجال ده... و ضِيف كمان عايزة اتعلم اتكلم زيك كده يا كريم... 
* و انا موافق... 
• بس انا حاسة اني هضيعلك وقتك... 
* انا ليا نظرة مختلفة للشخص اللي قدامي... لو مش متأكد بنسبة 99% انك هتنجحي... مكنتش هعرض عليكي اني اساعدك... نبدأ بكره... ايه رأيك ؟ 
• نبدأ دلوقتي... الوقت لسه بدري... بس لو عندك حاجة خلاص نخليها بكره... 
* نبدأ دلوقتي... 
امسك ريموت الشاشة و شغلها... 
* النهاردة هنبدأ بالاساسيات... ده مجسم 3D تفصيلي حديث للشركة و رسوم بيانية لازم تعرفيها... 139 خِطة اتنفذوا و هم سبب نجاح الشركة و امتداد فروعها لاوروبا... ال 139 خِطة دول لازم تعرفيهم كلهم... تفتكري مفروض نبدأ من انهي خِطة ؟  
• نبدأ بالخِطة الأولى... يعني لازم اعرف أُسس تأسيس الشركة... ف اكيد هنبدأ من الأول 
* اجابة كويسة بس دي اجابة خارجة من تفكير شخص عادي مش رجل اعمال... 
• هنبدأ من فين يعني ؟ 
* من هنا بالضبط ( أشار بيده على الشاشة ) هتدرسي الخِطة رقم 139... 
• نبدأ من الآخر ليه ؟ 
* لان ببساطة لازم الأول تتعرفي على انجازات الشركة و الأسهم اتجاهاتها ماشية ازاي... 
• يعني هبدأ من تنازلي ل تصاعدي ؟ 
* لا... 
• ازاي ؟ 
* انا مقولتش هتبدأي من تنازلي ل تصاعدي... انا قولت هتدرسي الأول الخِطة رقم 139... اقصد نبدأ ب دي و بعد كده ننتقل للخِطة الأولى... ده هيساعدك تعرفي كل حاجة
• فهمت ( امسكت دفترها و قلم ) يلا اشرح... 
ابتسم لها و اعجب بحماسها رغم ان الأمر مُعقد قليلا لانها مبتدئة... بدأ يشرح لها كل شيء ببساطة و يساعدها لكي تنجح...

بعد شهرين.... 
كان هيثم في الشركة... جالس في مكتبه و يعمل... طُرق الباب و قال 
" ادخل... 
دخل و كان سيف... رفع هيثم عينيه و رأه... نفخ بضيق... اغلق اللاب توب و قال ببرود 
" نعم ؟ 
* عارفك مش طايقني... عندك حق 
" طالما عارف ليه رجلك خطت على باب شركتي ؟ جاي ليه ؟ 
* انا عارف اني غلطت و ندمان على كده... 
" و بعدين ؟ 
* مسكت فروع ابويا و حسب اللي اتعملته منك و من قاسم ماشي الحال... 
" ايوة المفروض اعمل ايه ؟ 
* هيثم انا فعلا ادركت انك كنت شايل كتير عني... ف أنا بتسأفلك على كل اللي عملته... انا بجد آسف... و اتمنى تسامحني... 
نظر له لوهلة... فهو يعرف سيف من الشخصيات النرجسية ولا يتأسف لاحد إلا كان فعليًا مَر بفترة ندم صعبة مع نفسه... 
* عارف انك مش هتسامحني و عندك حق في كده... انا اتعديت حدودي و بِعتك لعدوك بدم بارد و الحمد لله ان قاسم طردني من هنا و قالك قبل ما اعمل مصېبة... جيت اقولك كده يمكن ضميري يرتاح شوية... معلش عطلتك... عن اذنك... 
" استنى يا سيف... 
إلتفت له و قال 
" عايزني اسامحك ؟ 
* اكيد... 
" هديك مُهمة تصدير... لو نجحت فيها هرجع اثق فيك من تاني و نشتغل مع بعض كمان... اي خطأ يحصل ان تشيله 
* موافق... 
" طب فكر شوية... 
* لا موافق... و هنجح فيها 
" اتصل على قاسم و هيفهمك تعمل ايه بالضبط 
* ماشي... شكرا انك هتديني فرصة... 
ابتسم له و ربت على ظهره ف قال 
* بقولك يا هيثم... 
" ايه... 
* هي اخت رنا... اللي اسمها ندى دي... مخطوبة ؟ 
" لا مش مخطوبة...
* الحمد لله طمنتني... طب مرتبطة مثلا 
" بتسأل ليه ؟ 
* عادي... 
" لا مش عادي... بتسأل ليه ؟ 
* اتكلمت معاها كذا مرة... عجبتني... 
" اه فهمتك... 
* طب قبل ما ابدأ احبها... مرتبطة هي ؟ 
" تقريبا لا... بس هسألك رنا... هم الاتنين لازقين في بعض طول الوقت ف اكيد عارفين أسرار بعض... 
* اوعى تنسى... 
" متقلقش... 
* طب استأذن انا بقا... 
خرج سيف و هيثم قال 
" كنت عارف انك هترجع لعيلتك... كويس انك رجعت...

كانت رنا واقفة على الرصيف... تنتظر قدوم هيثم... و جاء بالفعل و ركبت السيارة و ذهبوا 
" هااا ايه أخبار اول يوم في الجامعة ؟ 
' كان تحفة اوي... اتعرفت على الدكاترة و عرفت النشاطات اللي في القسم و هقدم على كام نشاط عجبوني... و صاحبت 10 بنات و اتغدينا سوا و اخدنا ارقام بعض و اتصورنا مع بعض... و فيه ولد قالي ممكن رقمك روحت رفعت ايدي كده في وشه و وريته الدبلة... 
" جدعة... بس شكلك انبسطتي... 
' جدااا فوق ما تتخيل يا هيثم... لفيت الجامعة حتة حتة و مسبتش مكان إلا و اتصورت فيه... 
فتحت هاتفها و أرته كل الصور... 
" الطرحة سكر فيكي حرفيا... 
' انا كمان مبسوطة اني اخدت الخطوة دي بفضل تشجيعك ليا طبعا... 
امسك يدها و قَبلها 
" بحبك اوي... 
ابتسمت له و حضنت يده...

كان هيثم جالسًا في حديقة القصر يتحدث مع قاسم عن امور الشركة + يرتبون لزواج قاسم من سلمى... انتهى حديثهم و رحل قاسم... توجه هيثم الى غرفته... دخل و اقفل الباب... وجد رنا ترتدي قميص نوم قصير و مفتوح يظهر مفاتنها و شعرها مفرود... اطلق هيثم من فمه صوت صفير 
اقتربت منه و حاوطت رقبته بيداها و قالت 
' ايه رأيك ؟ 
" ايه الجمدان ده يا رنون... 
' عجبني قولت البسهولك... 
" جدعة و بتفهمي... 
' شيفاك مُرهق النهاردة 
" اه فعلا... بوظف ناس جديدة و حاجة آخر صداع... 
' انا هعالج الصداع ده... تعالى اقعد... 
جلس على السرير و جلست خلفه... و بيداها الناعمتان عملت له مساج للرأس و الكتفين 
' كده احسن ؟ 
" احسن اوي... 
واصلت في فعل ذلك... فجأة دفعها على السرير و مال عليها حتى اصبح فوقها... لمس وجنتاها بيديه و نظر في عيناها... قَبلها بين شفتاها و هي غاصت في بحر عِشقه اللامتناهي...

* مرات ابني مش بتاكل ليه ؟ 
' اكلت... 
* يا بت طبقك لسه زي ما هو... ولا انتي مش عاجبك الأكل ؟ انا قومت عملت الأكل ده عشانك... قولت البيت عندها جامعة و جوزها و بترجع تعبانة كل يوم 
' لا الأكل حلو اوي بس والله مش قادرة أكل... 
* امممم... 
نزل هيثم و جلس معهم 
" معلش اتأخرت عليكم... 
* ما تشوف مراتك يا هيثم... 
" مالها ؟ عملتي ايه يا رنا ؟ 
' معملتش حاجة والله 
* مراتك مش راضية تاكل... 
" مبتاكليش ليه يا رنا ؟ انتي عارفة كويس ان لما امي تعمل الأكل يبقى لازم الأكل ده كله يخلص 
' مش قادرة يا هيثم بطني ۏجعاني... 
" يبقى اخدتي برد... قولتلك يا حولة نقفل البلكونة امبارح قولتي لااا دي جايبة هوا حلو... قوليلي حلو الهواء يا رنا ؟ 
ضحكوا كلهم ف قالت رنا 
' كملوا اكل انتوا بالهناء و الشفاء... هروح انام شوية... 
نهضت و ذهبت لغرفتها... نسرين نكزت هيثم في كتفه 
" في ايه يا ماما ؟ 
* تصدق انك غبي... 
" ليه ؟ 
* مراتك تعبانة بالشكل ده من امبارح... و في الصبح رجعت... كل ده ملفتش نظرك لحاجة ؟ 
" واخدة برد شديد في معدتها... 
نكزته مجددا في كتفه
" يا ماما كفاية كرمشتي القميص... 
* يا ابني ركز... بقولك مراتك رجعت و دايخة و بتحس معظم الأكل تقيل عليها... يبقى ده ايه ؟ 
" برد والله... انا لما اخدت برد في معدتي حصلي زي كده 
* انت راجل... اما هي ست... يبقى ده معناه ايه ؟ 
" معناه ايه ؟ 
* يلهوي هتخليني اشيل المرارة على كَبر... انا مش هتكلم تاني... اتكلمي انتي يا سلمى 
نظر هيثم ل سلمى التي عيناها دمعت من الضحك عليهم 
" هتفضلي تضحكي كده كتير... ما خلاص يا ختي... قوليلي امي قصدها ايه ؟ 
* قصدها ان الأعراض اللي ظهرت على رنا من امبارح دي اعراض حمل... 
اتسعت عنياه و ارتسمت الابتسامة على وجهه و بدون اي كلمة نهض و ذهب لها... و يردد و هو على السلم 
" هبقى اب... هبقى اب كاريزما من الآخر 
فتح باب الغرفة و وجدها ملقاه على الأرض فاقدة وعيها 
" رنا !!


البارت طويل 🥰
البارت الـ 20 من رواية #عشق_مختلف

" هتفضلي تضحكي كده كتير... ما خلاص يا ختي... قوليلي امي قصدها ايه ؟ 
* قصدها ان الأعراض اللي ظهرت على رنا من امبارح دي اعراض حمل...
اتسعت عنياه و ارتسمت الابتسامة على وجهه و بدون اي كلمة نهض و ذهب لها... و يردد و هو على السلم 
" هبقى اب... هبقى اب كاريزما من الآخر 
فتح باب الغرفة و وجدها ملقاه على الأرض فاقدة وعيها 
" رنا !! 
أسرع بحملها و وضعها على السرير و نادى عليهم... جاؤوا كلهم 
* مالها يا هيثم ؟! 
" مش عارف... دخلت لقيتها واقعة على الأرض... خليكم جمبها و هروح اجيب دكتور بسرعة 
هيثم ذهب و نسرين و سلمى ظلوا بجانبها... طُرق الباب و كانت ندى... 
* سمعت صوت هيثم من الأوضة... هو في حاجة... ( نظرت ل رنا و اكملت بقلق ) مالها رنا ؟ 
قالت سلمى 
* متقلقيش... اغمى عليها... هيثم هيجيب الدكتور... 
جلست ندى بجانب اختها... عاد هيثم و معه الدكتورة مريم... و بدأت بفحصها و بعد دقائق قالت ل هيثم 
* مبروك... المدام حامل... 
ابتسم هيثم و قال 
" هي كويسة صح ؟ 
* اه كويسة... مجرد حالة اغماء عادية لان ده أول حمل ف هتمر بأعراضه كاملة... بعد اسبوع تقدر تتابع معايا لغاية معاد الولادة... و دي شوية ڤيتمينات لازم تاخدها و ده رقمي عشان لو المدام حبت تستفسر عن اي حاجة تخص الطفل 
" تمام يا دكتورة... 
* عن اذنكم... 
خرجت الدكتورة... قَبلت ندى جبين رنا و قالت بفرح 
* اختي السكر هتبقى ام و انا هبقى خالة... انا فرحانة أوي... 
قالت نسرين
* كلنا فرحانين... رنا حامل في حفيدي الأول... بصوا كلكم اقسم بالله اللي هيضايقها او يخليها تعمل حاجة... هطرده من هنا... 
* متقلقيش يا ماما نسرين... هنحط رنا في عيونا و اللي تؤمر بيه هيتنفذ... 
* يلا احنا نمشي... خلي هيثم يقعد مع مراته... عشان عنده كلام كتير عايز يقوله و عامل نفسه مكسوف قدامنا 
" فهماني انتي يا امي... 
ابتسمت له و خرجوا... اقفل هيثم باب الغرفة... جلس بجانب رنا... امسك يدها و قَبلها...
" انا هفرقع من الفرحة... ( وضع يدها على بطنها ) انا في انتظارك يا روح بابا... 
ظل بجانبها حتى بدأت استعاد وعيها... فتحت عيناها وجدت هيثم معها... 
' هو ايه اللي حصل ؟ 
" اغمى عليكي... 
' ليه ؟ 
" لانك حامل يا رنون... 
لمعت عيناها و ابتسمت و دموعها غلبتها... نظرت لبطنها ف قال هيثم 
" هو هنا نايم... 
' هيثم انت بتتكلم بجد ؟ 
" اومال ههزر يعني ؟ 
' يعني انا هبقى أم ! 
" هتكوني اجمل ام في العالم كله... 
ابتسمت له بفرح ثم اختفت ابتسماتها و زادت دموعها 
" ايه مالك ؟ حصل ايه ؟ 
' ازاي هاخد بالي منه و من دراستي كمان ؟ ازاي هنجح في الاتنين سوا... 
" و انا روحت فين ؟ 
ضر*بته بالمخدة في وشه 
' انت طول اليوم في الشركة... مش بشوف وشك غير الساعة 12 بالليل يا بارد... 
" يا ستي عادي... اشتغل من البيت في اللاب...
' متكلمنيش يا هيثم ! 
" ليه انا عملت ايه ؟ 
' ما أنت السبب... انت اللي اغت*صبتني و خلتني حامل... 
" اغت*صبتك ؟! 
' اه... روح يا شيخ منك لله... مش مسمحاك 
" نسيت هرمونات الحمل اللي بتطفح على الست الحامل... 
' سِت ؟! هو انا عشان حِملت بقا اسمي سِت ؟ 
" هيبقى اسمك ايه يعني ؟ 
' اسمي بنت حامل لو سمحت... انا لسه صغننة... 
" و هتفضلي طول عمرك صغننة في نظري... 
' بس يا هيثم انا مش اد مسؤلية الحمل و رعاية طفل... انا اساسًا هبلة اوي... 
" عارف والله انك هبلة... 
ضر*بته بالمخدة مجددا 
' انت بتأكد ايه !! انا اشت*م على نفسي لكن أنت م*تشتمش !! 
" حقك عليا... 
' على كده مش هروح المحاضرة اللي عليا النهاردة ؟ مش هروح تاني الجامعة ؟! 
" لا متروحيش النهاردة... و لما تابعي مع الدكتورة هي تشوف اذا كان في ضرر تروحي الجامعة ولا لا 
' لو مروحتش كده هتفوتني حاجات كتير... 
" ولا يهمك... هجبلك كل الدكاترة هنا... 
' هنا في القصر ؟ 
" ايوة و يشرحهولك اللي انتي عيزاه... 
' بس انا عايزة اروح الجامعة... 
" هتروحي والله... لغاية الشهر رابع حمل و تبطلي تروحي 
' يوووه... منك لله يا هيثم انت السبب... انت ازاي تغت*صبني ؟ مصعبتش عليك ؟ 
" انا اصلا سفا*ح... 
' ايوة فعلا واضح عليكي... 
نظرت للجانب الآخر و ظلت تبكي... تنهد هيثم و اخذها داخل حضنه و ظل يربت على ظهرها برفق 
" ششش اهدي... 
' انا معنديش أدنى فكرة عن الأطفال و التربية... حاسة اني هبقى ام فاشلة... 
" متقلقيش... هتتعلمي كل حاجة و انا معاكي... مش هسيبك تربيه لوحدك... 
' انا اتحطيت في حوار أنا اتفه منه بكتير... متسبنيش يا هيثم... 
" مش هسيبك و هنمشي كل خطوة مع بعض... 
' انا حاليا جوايا مشاعر متلخبطة كتير.... انا مبسوطة و زعلانة في نفس الوقت 
" عادي دي هرمونات الحمل... و مټخافيش انا معاكي... و جامعتك انا هتصرف متقلقيش... 
' انت مش رايح الشركة النهاردة ؟ 
" لا... اعرف ان مراتي حامل و اخرج اسيبها يبقى معنديش ډم الصراحة... 
' ايوة خليك جمبي... 
قالتها ثم قَبلته و عادت لحضنه مجددا... 
' على كده بطني جواها نونو... 
" اها... نونو قمر زيك... 
' تفتكر هيطلع ولد ولا بنت ؟ 
" انا عايزه بنت... و تكون شبهك... 
' اشمعنا ؟ 
" عشان عايز منك نسخ كتير... 
' بس انا عيزاه ولد و يبقى شبهك... 
" اممم بلاش شبهي لاني و انا طفل كنت لا احتمل... كان فاضل تكة و امي تتبرع بيا لدار ايتام... كنت شقي جدا... هيتعبك لو طلع شبهي 
' برضو عيزاه شبهك... تيجي نتوقع ؟ 
" ازاي ؟ 
' يعني لو الجنين طلع ولد هتوديني جلسة تنضيف البشرة كاملة متكاملة على حسابك... 
" و لو طلع بنت... هترقصيلي... 
' يا ابني انت كل طلباتك ق*ليلة الأدب... 
" ده اللي عندي... 
' اوووف... ماشي موافقة و امري لله... Deal ؟ 
" Deal...

بعد شهرين... في فرح سلمى و قاسم... كانت رنا في الكافير مع سلمى... و ندى و ريم موجودتان 
' بس خلصت... 
فتحت سلمى عيناها و نظرت لنفسها في المرآة و فتحت فمها مترين 
* المُزة دي تبقى أنا ؟؟؟ 
' انت طول عمرك مُزة... 
* رناااا ايه ده... انا بقيت قمر اوي... الميكب تحفة... زي الميكب اللي بشوفه على الانستا... انتي ازاي شاطرة كده ؟
' اتعلمت في كورس... ايه رأيك ابقا ميكب ارتيست ؟  
* هتبقي مشهورة... هجبلك كل صحابي... ( امسك مرآة صغيرة و اكملت ) يلهوي على الجمال... 
' حطتلك مثبت ميكب... يعني مهما اتحركتي مش هيتشال... 
* تسلميلي اوي 
' يلا قومي البسي الفستان عشان منضيعش وقت... 
قامت و اعطتها قُبلة في خدها و ذهبت... 
' ايه يا ندى ؟ من اول ما حطيتلك الميكب و انتي ماسكة المراية و فاتحة بوقك كده... بقالك ساعة على نفس الوضع
* عمري ما تخيلت اني هحط ميكب زي اللي بشوفه على النت... قمر اوي... بالذات رسمة الايلاينر خطېرة... 
' الفضل ليا و لمواهبي...( نظرت لاصدقاء سلمى و اكملت ) هااا يا بنات... لسه قدامنا وقت... مين عايزة احطلها ميكب ؟ 
رفعوا ايدهم جميعًا... ابتسمت رنا و نظرت ل ريم التي كانت تقف عند ركن بعيد وحدها... اقتربت منها و قالت 
' ايه يا ريم... مش عيزاني احطلك ميكب ولا ايه ؟ 
* ياريت لو مفيش مانع... 
' تعالي اقعدي... 
فرحت ريم و جلست على الكرسي... 
* بصي انا عيزاه خفيف... يعني يبان طبيعي... و حطيلي ليب جلوس... و مش عايزة عدسات لانه مش بيحب العدسات... 
' مين اللي مش بيحب العدسات ؟ 
* كريم... 
' كريم مين ؟ 
لاحظت ريم ان لسانها فلت منها... نظرت ل رنا و قالت بخجل و توتر
* كريم ده صديقي... صداقة عمل مش اكتر... 
' اااه صداقة عمل... ماشي هعملك اللي انتي عيزاه ( همس في اذنها و اكملت ) هلبسك فستان هيخلي كريم مينزلش عيونه من عليكي من اول الفرح لآخره... 
* بجد ؟ 
' اه طبعا... انتي كده كده قمر و الفستان اللي هتختارهولك هيبقى يجنن عليكي... 
* بجد شكرا جدا يا رنا... انتي طيبة اوي و فعلا تستاهلي هيثم... 
' و انتي تستاهلي كريم... 
* ما بلاش تسيحيلي هنا... خلي حوار كريم بيني و بينك بس... 
' عشان الحسد ؟ 
* اه لانه وسيم اوي و البنات بيجروا وراه... 
' ماشي كريم هيفضل سر ما بينا... 
ابتسمت لها و اكملوا تحضيراتهم...

" ولااااا يا قاسم... حلوة البدلة فيا ؟ 
• يا ابني انا عريس ولا انت ؟ 
" اخرس و رد على اد السؤال.... 
• حلوة اوي و مظبوطة على جسمك... بس بدل الكرڤاتة البس ببيونه هتبقى احلى... ده فرح مش اجتماع يا هيثم 
" انت شايف كده ؟ 
• مش شايف غير كده... و متقلقش... هتعجب رنا اوي... 
ابتسم هيثم و استدار امام المرآة مراتٍ عِدة... 
" عندك حق... انا هقلع الكرڤاتة و البس ببيونة... 
• بقولك يا هيثم... انا هتجوز النهاردة... اديني اي نصيحة 
" انا اديك نصيحة ؟ انا عايز اللي ينصحني... 
• الآه ؟ اوماال علاقتك انت و رنا كويسة ازاي ؟ 
" بالحظ... والله بالحظ و التوفيق من ربنا... 
• يا عم اجمعلي اي نصيحة... 
" طب بُص... مهما حصل خُد مراتك على اد عقلها... يعني مثلا لو اتفرجتوا على فيلم سوا... و الفيلم خلص على مو*ت البطل... هتعمل ايه ؟ 
• همسك الريموت و اقفل التليفزيون لان الفيلم خلص... 
" كده فيها طلاقك يا غبي... 
• اعمل ايه يعني ؟ 
" تمسك المناديل و ټعيط معاها على البطل و تدعيله
• اقرأله الفاتحة بالمرة ؟ 
" يا غبي افهم... اهم حاجة في علاقتكم تشاركها كل حاجة... اهتمامتها و تفاهتها... كل حاجة يا قاسم... عشان لو في يوم قصرت مش هتعاتبك لانها عارفة انك متعود تشاركها ف اكيد التقصير ده ڠصب عنك... و اسمعها هي قبل اي حد... و لو اټخانقتوا... عاتبوا بعض... متاخدش انت جمب و هي جمب و تبعدوا عن بعض... مهما حصل هتفضل هي ملجأك الوحيد اللي بتكون شخص تاني معاها غير شخصيتك بره... 
• انت تعلمت كتير يا هيثم... 
" بقيت بقول حِكم... على العموم سلمى دي بنت عمي و اختي... حاول تزعلها كده... حاول بس و هتلاقيني انا و سيف واقفين تحت بيتك بالآلي... 
• متقلقش مش هزعلها... انا اصلا خاېف عليا منها 
" ده سلمى مسيطرة بقا... 
• مسيطرة اوي... 
ضحكا... خرج سيف من غرفة الملابس و قال 
* شباب ايه رأيكم ؟ اول نرة ألبس بدلة... 
" جامد يلا... اي حد تبع فرح سلمى جامد
• متقلقش يا سيف... ندى هتعجبها البدلة... هتعجبها أوي كمان
نظر سيف ل هيثم و قال 
* و انت يا قاسم عرفت حوار ندى ده ازاي ؟ 
" انا مقولتش حاجة 
* اوماال مين قال ؟ 
• هيثم مقالش حاجة... انا عرفت لوحدي... العاشق تفضحه عيناه يا سيف... 
* طب بما انك عرفت و النهاردة فرح اختي و كلنا مبسوطين... النهاردة هقول لندى اني معجب بيها 
" اوعاا يا جامد... 
• ايوة جدع يا سيف... خلي الفرح يبقى فرحين... 
" بطل رغي انت و اخلص... انا و سيف خلصنا... مستنين سيادتك تخلص و انت بترغي... صح هو فين كريم ؟ 
• تصدق اختفى فجأة كده... راح فين ده ؟ 
- انا هنا... 
نظروا خلفهم وجدوه جالس على الانتريه و مُمسك بهاتفه
• كريم انت ليه هادي كده ؟ من كُتر ما انت هادي محسناش بيك... 
" اه فعلا الواد ده هادي مش زينا بنجعر... تعالى احطلك كريم على وشك اللي انعم من حياتي ده 
- عندي حساسية منه... 
" اهو انت كده... اول ما نزلت من بطن امك و انت حساس... 
فلتت ضحكة منه رغمًا عنه... 
" بس مالك مضايق ليه و واخد جمب ؟ 
وقف كريم و تقدم منه و اخذه على جمب و قال 
- هقولك... بُص كده 
فتح هاتفه على انستجرام ريم على صورة معينة...كانت ل ريم و شاب في نفس سنها... عقد حاجبيه بضيق و قال 
- الولد ده تعرفه يا هيثم ؟ 
" اه اعرفه... ده مروان 
- مروان مين ؟ 
" صديقها من الجامعة
- اممم... بس ريم بقالها سنتين متخرجة... و الصورة دي من اسبوع... 
" ما هي لما نزلت مصر عشان فرح سلمى... قابلته 
- و تقابله ليه ؟ 
" قابلته في المول عادي... قدر ربنا... 
- و ليه تتصور معاه ؟
" يا ابني انت شايفها حضناه و بتبو*سه من بؤه... هي واقفة في جمب و هو كذلك 
- طيب نزلتها ليه ؟  
" استعادة ذكريات زي ما هي كاتبة بنفسها تحت الصورة... 
- استعادة ذكريات ! اممم ماشي... 
" مالك اتضايقت ليه ؟ ( اتعست عيناه هيثم و ابتسم بخبث ) ولا تكون انت معج... 
- ششش اخرس يا هيثم... لا مفيش حاجة... بسأل عادي 
" كل الاسئلة دي و عادي ؟ 
- اه عادي... انت عارفني بطبيعتي بحب اسأل على كل حاجة... انا و هي بنشتغل مع بعض... ف بسأل عادي 
" حاضر هعمل نفسي عبيط... 
غمز له هيثم... لم يهتم كريم و عاد جلس في مكانه... مازال ينظر في تلك الصورة... قال في سره 
- معقول في حاجة ما بينهم ؟ ان شاء الله مفيش... بس برضو ليه تنزل الصورة... ايه استعادة ذكريات دي... ذكريات ايه اللي كانت ما بينهم حد يفهمني !!  

مَر الوقت و ذهب قاسم اخذ سلمى و ذهبت العائلة كلها الى قاعة الفرح التي كانت اوبن آير و شكلها جميل و واسعة... بدأ الفرح و الاغاني و الناس كلهم فرحين... 
• آنسة ندى ! 
وقفت و قالت
* نعم ؟ 
• عايز اقولك ان الفستان اللي لابسه جميل اوي عليكي... ذوقك حلو
احمرت وجنتها خجلا... فهذه اول مرة يتكلم معها هكذا... و قالت بتوتر 
* اش... اشكرك يا استاذ سيف... 
• استاذ تاني ؟ 
نظرت لعيناه و قالت 
* اومال اقول ايه ؟ 
• سيف من غير ألقاب... 
* مقدرش... 
• ليه ؟ 
* انا مين عشان اناديك بإسمك من غير لقب... 
• انتي ليه محسساني اني مديرك في الشغل... قولي يا سيف عادي... اه صحيح انتي عندك كام سنة ؟ 
* 26 سنة... 
• و انا 28... كويس اوي... 
قال ذلك بصوت منخفض 
* حضرتك بتقول حاجة ؟ 
• لا... متاخديش في بالك... 
* ماشي... عن اذنك 
• استني يا ندى... انا لسه مخلصتش كلامي 
* ايه ؟ 
اقترب منها و قال 
• كل ما بتكلم معاكي بتنهي الكلام بسرعة... 
* عشان حضرتك متتضايقش... 
• حضرتك تاني !! بعدين انا هضايق منك ليه ؟ بالعكس انا عايز اتكلم معاكي اكتر من الكلمتين اللي بتكلمهم معاكي بالعافية في كل مرة... 
* مش فاهمة... ليه عايز تتكلم معايا ؟ 
• يمكن عشان معجب بيكي... 
اتسعت عيناه و نظرت له بتفاجىء 
• عمومًا انا بحب البنت التقيلة اللي مش اي حد سهل يتكلم معاها... و ده شيء عجبني فيكي جدا... يعني... اعجبت بيكي... و عايز اعرف رأيك... 
* انت بتقول ايه... 
• بقول اللي حاسه ناحيتك... بصي... انا مش من النوع يكلم البنت سنتين ليلة يفكر يخطبها... مستعد اخطبك قدام الكل في اي وقت تحبيه... ايه رأيك انتي ؟ 
ابتسمت ساخرة و قالت 
* طالما بتقول كده يبقى متعرفش اني مطلقة... 
• لا عارف... عارف كل حاجة... 
* و مع ذلك جاي تقولي انك معجب بيا و عايز تخطبني ؟ 
• ايوة... و قبل اي حاجة احب اقولك مش كلنا بنختار طريق حياتنا بمزاجنا... انا حاسس براحة ناحيتك و عايز اتعرف عليكي... 
ظلت صامتة... مد يده نحوها و قال 
• تعالي معايا... 
* فين ؟ 
• لأي مكان نتكلم فيه بعيد عن الدوشة دي... 
ظلت قابضة على يدها ف قال 
• انا معرف رنا و كل العيلة اني هاخدك في مشوار... ساعة بس نتكلم فيها... يلا تعالي... 
نظرت له لوهلة... لا تشعر بالخۏف منه لانها من اول ما عرفته و هو في غاية الاحترام معها... لكن مترددة في داخلها... دائما تفكر بعقلها منذ سنين و تركن قلبها جانبًا... الآن قلبها بدأ في النبض... حركت يدها بإتجاه يده و امسكتها... ابتسم لها و ذهبوا معًا

كانت ريم واقفة تنظر يمينًا و يسارًا... رأت رنا تمر من جانبها ف اوقفتها و قالت 
* رنااا... 
' اييه ؟ 
* مشوفتيش كريم ؟ 
' كريم مين ؟ اه افتكرت... كريم الكراش بتاعك... 
* اه الكراش بتاعي... مشوفتهوش ؟ 
' لا... آخر مرة شوفته كان واقف وسط الزفة اول الفرح... 
* و انا برضو شوفته و من لحظتها اختفى... ليكون مشي ؟
' مش عارفة... اتصلي عليه... 
* لا مينفعش... 
' ليه ؟  
* هتصل عليه ليه يعني ؟ 
' قوليله مش شيفاك يعني وسط الناس... انت في مشوار... و الحاجات دي... 
* الحاجات دي تقولها خطيبته مش زميتله في الشركة... 
' اسأليه عادي مش هو زميلك... بالمناسبة مشوفتيش هيثم ؟ 
* لا والله... 
' هم مالهم النهاردة... بيتوهوا مننا ليه... 
* مش عارفة... طب انا هخرج بره ارن عليه... مش هسمع حاجة من الدوشة دي... 
ذهبت ريم وقفت بالخارج و اتصلت عليه... لكن الهاتف لم يلتقط شبكه... قررت ان تذهب للجهة الآخرى... وضعت الهاتف على اذنها بتعدي الطريق... اتت سيارة مسرعة جدا و كانت ستصتدم بها... جاء كريم بسرعة امسك يدها و شدها إليه... نظرت له ريم بتفاجىء من قربها له... نظرت ل كريم في عيناه التي تحبها... شعر كريم بالحرج لانه قريب منها... حمحم و ابتعد 
• آسف... مقصدش امسكك كده... 
* بالعكس اشكرك لانك انقذتني... 
• العفو... انتي كنتي رايحة هناك تعملي ايه ؟ 
* كنت بلقط شبكة عشان اتصل عل... على نور صحبتي... 
انقذت نفسها في آخر لحظة... 
• اه ماشي... طب اسيبك تكملي مكالمتك... 
* انت ليه خرجت بره القاعة ؟ 
• الصراحة اتصدعت من صوت الأغاني... انتي عارفة اني بحب الهدوء... بس ده ميمنعش اني غيرت جو و انبسطت... 
* عبقال فرحك... 
• بعيدة دي... 
* ليه بعيدة ؟ 
• انا شخص لا يصلح للجواز و انه يكون عيلة... معرفش في حياتي غير الشغل و بس... ف مستحيل الاقي وحدة تقبل انطباعاتي الغريبة دي 
* عايز تفهمني انك محبتش قبل كده ؟ 
• حبيت... بس كالعادة لازم يطلعلي خازوق في النص... بس عادي... الواحد اتعود ان حظه نحس في الحب... انتي حبيتي ؟
* اه حبيت... 
• كنت عارف... هو بتاع استعادة الذكريات... ربنا يحرقه
* بتقول حاجة ؟  
• لا... بس عايز اسألك سؤال 
* اتفضل... 
• آخر صورة نزلتيها على الانستا من اسبوع... اللي فيها الولد ده... اكيد هو ده اللي بتحبيه... واضح اوي 
* مروان ؟! ( ضحكت و اكملت ) لا مش بحبه... مروان مجرد صديق جامعة قديم... كان بيساعدني في المذاكرة مش أكتر... هو اصلا هيخطب الأسبوع الجاي... 
• يبقى مين اللي بتحبيه ده ؟ 
* هيهمك لو عرفت ؟ 
• لا أنا بسأل عادي... مش احنا اصدقاء ؟ اكيد هيجيلي فضول اعرفه... حتى اعرف مين هو و اصله و فصله... لازم اتأكد انه كويس... و هيعرف يصونك... 
* متقلقش... هيعرف يصوني اوي... لسه كنا شايفين بعض من شوية 
• ربنا يخليكم لبعض... 
قالها بإبتسامة مصطنعة... إلتفت ليذهب وجدها تشبك يدها بيده... نظر لها بإستغراب 
* بتبصلي كده ليه ؟ 
• انتي ماسكة ايدي... 
* عارفة اني ماسكة ايدك... و هفضل مسكاها 
• حبيبك مش هيضايق لو شافك ؟ 
* يضايق ليه و انا ماسكة ايده هو دلوقتي ؟ 
استوعب ما تقصده... هو حبيبها !! ارتسمت الإبتسامة على وجهه... مسك يدها بإحكام و قال 
• تاكلي بيتزا ؟ 
* اكيد 
ابتسما لبعضهما بحُب و ذهبا سويًا...

' اخيرا لقيتك... 
" هو انا كنت تايه ولا ايه... 
' قاعد هنا بتعمل ايه ؟ 
" بستقبل المعازيم... 
' قاعدة استقبل معاك... 
" ادخلي جوه يا بت انتي... 
' بت اما تبك... انت هتسوق فيها ولا ايه ؟! 
" يا حبيبتي احنا هنا في قاعة مش في البيت... وفري ردحك ده للبيت... و يلا ادخلي جوه لان اللي بستقبلهم رجالة... 
' ماشي... رايحة ارقص معاهم جوه... 
إلتفت لتذهب لكن امسك يدها 
" رايحة تعملي ايه ؟
' ارقص... 
" ناوية على طلاقك النهاردة ولا ايه يا رنا ؟  
' في ايه يا هيثم... احنا فرح... خلينا ننبسط شوية... 
" اه هم ينبسطوا و هم شايفين رقصك... و أنا قاعد هنا رافع قروني... 
' هيثم متبقلش قفل كده... 
" يا ستي انا قِفل ايوة... مرات هيثم عاصم محدش يشوف رقصها غيري... 
' طب اشوح بإيدي بس... 
" ولا تشويح... لا يا رنا... 
' ليه يا هيثم ؟ 
" كفاية سيبتك تخربيها في الحِنة عشان كنتوا بنات في بنات... هنا لا... و لو سمحتي متجادلنيش... 
' بتغير عليا ؟ 
" اه طبعا بغير... درجة الروج اللي انتي حطاها دي ملفتة اوي
' خلاص همسحها... 
" طب ما تيجي في الحمام و انا امسحالك ؟ 
' هيثم حبيبي... 
" نعم يا روحي ؟ 
' انت ق*ليل الادب 
" معاكي انتي بس بنسى حيائي... 
' يا عم اتلهي... 
تركته و ذهبت... ضحك هيثم عليها و وقف يستقبل المعازيم... مَر الوقت حتى جاء ما بعد منتصف الليل... انتهى حفل الزفاف اللطيف... وقفت العائلتان مع بعضهم لأخذ صورة تذكارية... 
" استنى يا فوتوغرافر... فين سيف ؟ 
قالت رنا 
' و فين ندى ؟ 
في تلك اللحظة دخلا سيف و ندى مُمسكان بلعبتان فيشار و يضحكان 
" اهم عصفورين الكاناريا وصلوا... 
* بتقول حاجة يا هيثم ؟ 
" ولا حاجة يا سيف... اقفوا معانا هنتصور مع بعض... 
وقفت ندى بجانب رنا... قال الفوتوغرافر
* كده تمام ؟
اومأوا له و اتلقط لهم صور كثيرة مع بعض... بعد انتهاء التصوير... جلسوا جميعهم على سفرة كبيرة يتناولون الطعام معًا... كانت نسرين تُأكل رنا بنفسها و تقول 
* اتغذي يا مرات ابني... كُلي كويس... 
' والله باكل اهو... هيثم الحقني مامتك عايزة تأكلني الفرخة دي كلها لوحدي... 
" مش انتي عايزة تتخني ؟ خلي الموضوع ده على امي و هتتخني... 
' كده مش هتخن و بس... كده هبقى شبه الدبدوب... 
ضحكوا جميعًا عليها... قالت ريم 
* مش بتاكل ليه يا كريم ؟ 
• بحب الأكل البيتي أكتر... بس ده ميمنعش ان الرز طعمه حلو...  
* على فكرة... انا شاطرة جدا في الطبخ... بالذات في الحلويات
• ما تيجي نكتب الكتاب دلوقتي و نخلي الفرح فرحين ؟ 
قالها بهمس ف قالت 
* لو هيوافقوا دلوقتي ماشي... حتى اعملك صنية بسبوسة حلوة كده شبهك 
ابتسم لها ف قال هيثم 
" عصفورين الكاناريا التانيين دول... بتتهامسوا في ايه ؟ 
اختفت ابتسامة كريم... حمحم و قال برسمية 
* بسألها عن اكواد الموظفين في الشركة...
" اكواد اه... طب اهدى يا كريم... 
* ما انا هادي اهو... 
' ما تبطل غتاتة يا هيثم... كل واحد يتكلم مع وحدة بتقطع حديثهم... 
" اني اعكنن عليهم ده احساس ممتع اوي... 
' طب اتهد بقا... 
ضحك و ركز في طبقه
• ايه يا سندريلا سلمى ؟ مش كفاية اكل و يلا على بيتنا... 
* لسه مشبعتش يا قاسم... 
• هناكل في البيت... بس يلا الواحد صبره بدأ يخلص... 
* انا عجباني القعدة هنا... 
• امتى هستفرد بيكي لوحدنا... انا مستني اليوم ده من 4 سنين 
* يا ق*ليل الأدب... بقا انت متجوزني عشان كده ؟ 
• يلهوي... متخليش صوتي يعلى... يلا نروح 
* لا مش هتحرك من هنا غير لما نروح كده سوا بربطة المعلم و يوصلوني لحد باب بيتي الجديد... ( عَلت صوتها و اكملت ) ناوليني يا ماما دبوس الفرخة ده... 
* اتفضلي يا احلى عروسة شافتها عيني... 
تنهد قاسم بضيق و اضطر يأكل معها... انتهى العشاء... انتهى اليوم... اخذ قاسم زوجته ل بيته و الباقون عادوا لبيوتهم...

بعد شهر... في الليل الساعة 4.... 
' هيثم... ايه القمر ده يا ناس متجوزة قطعة من السكر نايمة جمبي بعضلاته الجامدة دي... ولااااا يا هيثم... ياض قووم... 
" في ايه يا رنا ؟ 
' قوم... عيزاك في حوار
نفخ بضيق و اعتدل 
" مصحياني من النوم ليه ؟ 
' انا عارفة ان مصحياك في معاد مزعج خصوصًا انك كنت طول اليوم في الشركة و راجع تعبان... 
" اهاا و بعدين ؟ 
' انا عارفة ان الوقت غلط بس انا بتوحم على أڤوكادو... طنشت و حاولت انام... ابنك النطع عمال يخبط في بطني و مش راضي يتهد عاااا 
عانقته و مثلت بنبرات صوتها انها تبكي... ربت هيثم على ضهرها و قال 
" خلاص اهدي... عادي والله هو كده الوحم بيجي في اوقات غريبة... هقوم اروح المطبخ اشوف في أڤوكادو ولا لا... 
' معلش هتعبك... 
" تعبك راحة يا رنون... 
ارتدى التيشيرت و خرج... ذهب للمطبخ و فتح الثلاجة... و لكن لم يجد أڤوكادو... 
" هو يوم أسود باين من أوله... اوووف 
مسح وجهه بيديه إرهاق و أزاح شعره للخلف... اخرج العربية من الجراج و ذهب بها... و بعد وقت من البحث رأى هايبر مازال مفتوحًا ف دخل متوجهًا لقسم الفاكهة 
" لو سمحت... عندكم أڤوكادو ؟ 
* اه موجود يا فندم... 
" طيب هات 3 كيلو و لو فيه فراولة هات اتنين كيلو... عايزهم طازة... 
اومأ له و احضر له علبتين أڤوكادو مغلفتين... و كيس به فراولة
" طازة دول ؟ 
* اه يا فندم... بنغلفه كده و بنحطه في التلاجة عشان عمره قصير... 
" ماشي... كام كده ؟ 
* 185 يا فندم... 
" طب خُد اسحبهم من الڤيزا 
اعطى له الڤيزا و سحب المبلغ... أعاد له الڤيزا... اخذها هيثم و عَدَل الكارت الذي على تيشيرت الموظف ليجعله مستقيمًا... نظر له الشاب ف قال هيثم 
" متاخدش في بالك... بس التفاصيل بتهمني... 
نظر الشاب الى قدما هيثم و ضحك 
" بتضحك على ايه ؟ 
نظر هيثم الى رجلاه ليرى انه يرتدي جورب على شكل سبونج بوب ف عرف لماذا الشاب ضحك عليه ف ضحك هو أيضًا ليتفادى ذلك الموقف المحرج... 
" بُص يا اخويا... انا واحد بقالي يومين مطبق... خلصت شغلي و جيت انام... مليش ساعتين نايم و المدام صحتني اشتري أڤوكادو لانها بتتوحم... ف اكيد طبعا مش هركز مع الشراب بتاعي... ف انت كمان متركزش اوي كده 
* ولا يهمك يا فندم... هم كده مش بيتوحموا غير على آخر الليل... عندي عينة في البيت نفس الشيء 
" والله انت فهيم و جدع... حبيتك والله... 
شكره و خرج... ركب سيارته... نظر للجورب ضحك و قال 
" آه منك يا رنا و من وحمك الغريب ده و الهدايا بتاعتك الغريبة دي... كان فين عقلي لما لبسته و كاريزميتي ضاعت اهي... بس بيدفي والله...
شغل سيارته و عاد للقصر... دخل المطبخ و اخرج الاڤوكادو من العلبة و غسله جيدا و قطعه لشرائح... وضع شرائح الاڤوكادو في طبق و غسل أيضًا طبق فراولة له... عاد للغرفة و اقفل الباب خلفه 
' اتأخرت ليه ؟ 
" يمكن عشان ملقتش أڤوكادو في المطبخ ف خرجت الساعة 4 بالليل عشان اشتري لان مراتي بتتوحم على حاجات مش موجودة... زي ما اتوحمتي ساعتها على لحم غزال و قعدت ألف عليه... 
' يا روحي... خرجت عشاني ! للدرجة دي بتحبني ؟ 
" للاسف بحبك... خُدي كُلي... 
اعطاها الطبق... تستطح على السرير و شغل التلفاز 
' انت مش هتنام ؟ 
" لما اخلص الفراولة دي... 
' تاخد أڤوكادو ؟ 
" لا مش بحبه... كُلي انتي... و صح في ڤيتامين الزنك معاده دلوقتي... خلصي الاڤوكادو و خديه... اوعي تنسي
' انت كمان حافظ معاد ادويتي... يخربيت جمالك... 
نظر لها ضاحكًا... اقتربت منه و نامت جانبه... اسندت رأسها على كتفه و بدأت تأكل و تشاهد معه الفيلم... تحركت يدها على طبق هيثم لتأخذ فراولة ف مسك يدها و قال 
" امسك حرامي... بت خليكي في طبقك... 
' وحدة بس... 
" لا... 
' طيب يا بارد... على فكرة اللي بياكل لوحده بيروح النا*ر... 
" ملكيش فيه... خليكي في طبقك يا غتتة... 
' مااشي يا هيثم... 
اكملت طبقها... نظر لها هيثم وجدها عاقدة يديها ببعضهما و تنفخ بضيق... امسك فراولة و مررها لها... نظرت له... ابتسمت و اخذتها من يده و اكلتها... 
" مبحبش ازعلك لأي سبب... عايزة تاني ؟ 
' ايوة... 
اطعمها بيده و ظلا يدردشان معًا في امور مختلفة و كان هيثم يسمعها اكثر مما يتكلم لانه يحب كلامها و كريقتها ولا يمل منها... اقفل التلفاز و قال 
" يلا ننام... 
نام على السرير... اما هي مازالت على وضع الجلوس... اقتربت من هيثم و ظلت تلعب في شعره... ملست على ذقنه ثم انفه 
" مناخيري يا ختي... بطلي لعب في وشي... 
' مناخيرك حلوة... 
" انتي سيبتي جمالي كله و مسكتي في مناخيري ؟ 
' شكلها حلو و مستقيمة كده... 
" و انتي مناخيرك صغننة... شكلها ثكر... 
' ثكر ؟! 
قالتها ثم ضحكت... 
" خلصتي الفحص اللي بتعمليه لوشي كل ليلة... يلا نامي كفاية سهر... 
' هيثم... 
" قلبه... 
' انا آسفة لان غتت عليك و صحيتك... 
امسك يدها و قَبلها 
" كله يهون عشانك و عشان اشوف الإبتسامة القمر دي على وشك... 
' انا بحبك... 
" و انا بعشقك... 
قالها ثم شدها لحضنه و اخذ شفتاها في قُبلة حنونة... 
" إذا قدر لي أن أعيش حياتي مرة أخرى... لكنت وجدتك عاجلاً... "

تمت... 🥰
بقلم #هدير_محمد 
نودع رنا و هيثم العسلات خلاص خلصنا 🥺
رأيكم بجد ؟

 

 

تم نسخ الرابط